منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ"منامة بوست"، أشار الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجيّة في واشنطن الدكتور جورج مهنا إلى أنّ النظام البحرينيّ الحالي
منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ”منامة بوست”، أشار الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجيّة في واشنطن الدكتور جورج مهنا إلى أنّ النظام البحرينيّ الحالي يستمر في ارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان دون أيّ مراعاة للمواثيق الدولية والعهود التي تفرض على الحكام في أي دولة أن يتعاطوا بها مع الشعب.
ولفت مهنا إلى أنّ ما يحصل في البحرين على أيدي النظام هو أعمال منافية للقانون ولا يجوز التساهل معها أو السكوت عنها، في ظلّ عمليات القتل المستمرة وسياسة الاعتقالات التي تشنها السلطات الأمنيّة ضدّ كلّ من يرفع صوته ويعارض بكلمة، على مرأى من كلّ القوى العالمية التي تدّعي حرصها الدائم على حماية الحريات في الدول، في حين تتغاضى بشكل كامل عن كلّ ما يحصل من ممارسات قمعيّة وإجراءات تعسفيّة في البحرين، إلا بعض البيانات بين الحين والآخر التي تنتقد فيها بخجل وضع حقوق الإنسان في البلاد، دون أي محاولة للضغط على النظام الحاكم في البحرين من أجل تغيير سياسته، ومنح المعارضة السياسية المدعومة شعبيًّا حقوقها المشروعة بالمشاركة في الحكم نظرًا إلى أنها تمثل الشريحة الأكبر من الشعب البحريني.
وأضاف مهنا أنّ الإدارة الأمريكية السابقة اكتفت بالأقوال ولم تحاول أن تغير من أفعال النظام، وكانت مقصرة بشكل كبير في هذا المجال، خاصة أنها هي الدولة الأكثر قدرة على التأثير بأنظمة الخليج إضافة إلى بريطانيا، لكن على الرغم منذلك أبقت الأمور على ما هي عليه في البحرين من انتهاكات وممارسات مناهضة لحقوق الإنسان.
ورأى الباحث جورج مهنا أنّ النظام البحريني اتبع سياسة ممنهجة في محاربة المعارضة السياسية في البلاد التي يقف الشعب وراءها بأغلبيته الساحقة، حيث عمد إلى محاربة العمل السياسي من خلال حلّ الجمعيات السياسيّة التي لها ثقل في الشارع البحريني، وهو ما يعدّ ضربًا لكلّ أنواع الديمقراطية، إضافة إلى سجنه النشطاء السياسيّين والحقوقيّين واعتقال قادة المعارضة الرئيسيّين، ومنهم أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، ثم اتبع هذا النظام سياسة المنع من السفر في محاولة واضحة للضغط أكثر على كلّ النشطاء والعاملين في مجال حقوق الإنسان من أجل منعهم من إيصال صوت الحق والحقيقة إلى الرأي العام العالمي، وهذا بحدّ ذاته من أبرز أنواع الديكتاتوريّة البغيضة.
وأضاف مهنا أنّ السياسة الأخطر التي يتبعها هذا النظام الذي لا يمكن أن يصنّف إلا أنّه ديكتاتوري، هي سياسة سحب الجنسيّة من المعارضين وكلّ من يخالف سياسته، وهذا الأمر من أشد الممارسات ديكتاتوريّة وتعسفيّة في التعاطي مع شعب أراد من وراء خروجه إلى الشارع أن يطالب بحقوقه الشرعية التي لا شك أبدًا فيأحقيّته في الحصول عليها.
ولفت مهنا إلى أن الإجرام الحقيقي لهذا النظام تمثّل بإعدام بعض الشبّان المظلومين بذرائع واهية، وبتهم أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مزورة ومزيفة ومركبة وتظهر الوجه الدموي الحقيقيّ لهذا النظام الذي يقتل دون أي رادع أخلاقي، ويصرّ على إلصاق التهم الكاذبة بحق المعارضين، ويعمل بشكل حثيث على تنفيذ سياسته القائمة على القتل والاعتقال والتعذيب لإرهاب المواطنين وإخافتهم لمنعهم من الاستمرار في حراكهم المطالب بالديمقراطيّة.
وختم مهنا بالإشارة إلى أن الواقع القائم حاليًّافي البحرين لا يمكن أن يبقى على ما هو عليه، لأنّ النظام البحرينيّ لم يصمد كلّ هذه السنوات لأنّه يملك مقومات الصمود والبقاء، بل إنّ السبب الرئيس في هذا البقاء والصمود هو الدعم الخارجي اللامحدود من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا، اللتين تستمران حتى اليوم في حمايته وتغطية ارتكاباته بحق شعبه، بالإضافة إلى أنه لا يمكن أن ننسى النظام السعوديّ الذي هو بالمناسبة يشبه النظام البحرينيّ في كل شيء، من ناحية الاستبداد والتسلط والاضطهاد بحق الشعب.
فالنظام السعوديّ لعب دورًا أساسيًّا في حماية حاكم البحرين ومنع سقوطه أمام الآلاف الذين خرجوا في عام 2011 للمطالبة بحقوقهم، فأدخلت السعودية قواتها العسكرية لتمارس الإجرام نفسهالذي مارسته القوات البحرينية، بغطاء دولي مهين وصمت عالمي مشبوه.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017042355
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة