منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاص لـ «منامة بوست» قال الباحث في معهد الدراسات الإستراتيجيّة في لندن الدكتور بول حجار إنّ استمرار الأزمة البحرينيّة
منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاص لـ «منامة بوست» قال الباحث في معهد الدراسات الإستراتيجيّة في لندن الدكتور بول حجار إنّ استمرار الأزمة البحرينيّة منذ عام 2011 يؤكّد بما لا يدع مجالًا للشكّ أنّ الأمور في المنطقة -بشكل عام- هي التي تؤثّر على مجمل الأوضاع هناك.
وأشار حجار إلى أنّ الصراع القائم في المنطقة منذ اندلاع ما يُسمّى «الربيع العربيّ»، والانقسام الكبير الحاصل بين الدول المؤثّرة يدلّ بوضوح على السبب الذي ما تزال بعض الأزمات لم تجد طريقها للحل، ولعلّ الأزمة البحرينيّة مثال حيّ على هذا الانقسام والصراع، حيث إنّ المملكة العربيّة السعوديّة تنظر إلى البحرين على أنّها الحديقة الخلفيّة لها، ولا يمكن أن تسمح بالتفريط بها مهما كلّف الأمر، ولهذا هي توعز إلى النظام في البحرين بعدم التسامح مع المعارضة هناك والتعاطي معها بشكل تعسفي أكبر، وقد شاهدنا الإجراءات التصاعديّة التي اتبعتها السلطات البحرينيّة ضدّ المعارضة وضدّ كلّ من يحاول أن يرفع صوته بالمطالبة بأي حقوق ولو كانت مشروعة.
وأضاف حجار أنّ النظام السعوديّ هو الذي يتحمّل مسؤوليّة كلّ الممارسات القمعيّة والاضطهاد الحاصل في البحرين، وهو يعمل على تغطيّة كلّ ارتكابات النظام السعوديّ تجاه شعبه أمام المجتمع الدوليّ، ولهذا لم نرَ حتى الآن أي إدانة حقيقيّة للنظام البحرينيّ من أي دولة كبرى، لما لهذه الدول من مصالح تربطها مع المملكة العربيّة السعوديّة ومع البحرين.
ولفت حجار إلى أنّ المعارضة الوطنيّة في البحرين تصرّفت طوال الست سنوات الماضية بدرجة عالية من العقلانيّة، وكانت خطواتها مدروسة ولم تلجأ إلى ردّ الفعل العنيف، الذي يمكن أن يستغلّه النظام البحرينيّ للضرب بشدّة أكبر، وللقول للمجتمع الدوليّ وللدول الكبرى أنّه يدافع عن البلاد في وجه الإرهاب، وعلى كلٍّ فقد اعتمد النظام هذه الإستراتيجيّة في التعاطي، وهو يعلن كلّ فترة عن إلقاءه القبض على ما يقول إنّها خلايا ومجموعات إرهابيّة لديها مشروع إرهابيّ لضرب البلاد وهي مرتبطة بالخارج، ودائمًا يكون هذا الخارج إيران كما تقول السلطات البحرينيّة.
واستغرب حجار إصرار النظام البحرينيّ على استخدام هذا الأسلوب بما يخصّ الخلايا الإرهابيّة وارتباطها بالخارج، مع أنّ هذا العمل أصبح مفضوحًا ومكشوفًا حتى لحلفائه في الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا، الذين يمارسون أعلى درجات النفاق في تعاطيهم مع بعض الأزمات في المنطقة ولا سيّما الأزمة البحرينيّة، حيث إنّهم يدّعون دائمًا حرصهم على الحريات وحقوق الإنسان في البلدان، وعدم سماحهم بالممارسات القمعيّة للأنظمة، في حين نراهم في البحرين يقفون إلى جانب إجرام النظام ودمويّته، ويستمرون في عقد اتفاقيات بيع الأسلحة له دون أي رادع، وهذا ما يدلّل بشكل واضح على ازدواجيّة المعايير التي تعتمدها هذه الدول في تعاطيها مع حقوق الشعوب، وهنا لا بد من المقارنة بين الدعم الأمريكي لكل الجماعات الإرهابيّة والتكفيرية والمتطرفة في سوريا في وجه النظام هناك، رغم أنّها تصنّف بعض هذه الجماعات كإرهابيّة، وتدرك جيدًا أنّها جماعات دمويّة.
في حين أنّها في البحرين ورغم علم أمريكا أنّ الشعب يعاني من إرهاب النظام واستبداده، ورغم إدراكها أنّ هذا الشعب مسالم ولم يرتكب أي فعل إرهابيّ ولا يمكن تشبيهه أبدًا بتلك الجماعات الظلاميّة في سوريا، إلّا أنّها تصرّ على عدم الوقوف إلى جانبه ومواصلة دعم النظام البحرينيّ.
وأضاف حجار أنّ هذه السياسة تُظهر مقدار النفاق الأمريكي والمستوى المنحدر أخلاقيًا في تمييزها في التعاطي بين دولة وأخرى، ولا يمكن أبدًا أن نقول إنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة يهمها مصلحة الشعب السوريّ، لأنّ هذا منافٍ للحقيقة والدليل هو المجازر العديدة التي ارتكبتها الطائرات الأمريكيّة في سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب.
وختم بالقول إنّ الإجرام الذي يمارسه النظام البحرينيّ والتدرّج في هذا الإجرام، جعل الأمور تصل في البحرين إلى مرحلة اللا عودة، وفي هذا المجال يمكن القول إنّ المعارضة الوطنيّة في البحرين لن تقبل بالعودة إلى الوراء والقبول بالتسامح مع من قتل الأبرياء وزجّ بالمئات في السجون ظلمًا وعدوانًا، ومن أبكى الأمهات والأطفال واضطهد الغالبيّة العظمى من الشعب، والذي تفوّق في إرهابه وإجرامه حتى على أسياد الإرهاب والإجرام أمريكا وإسرائيل.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017043402
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة