Thursday 28,Nov,2024 06:00

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الباحث الإستراتيجيّ بول حجار لـ «منامة بوست»: النظام البحرينيّ تفوَّق في إجرامه على أسياد الإجرام أمريكا وإسرائيل

منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاص لـ «منامة بوست» قال الباحث في معهد الدراسات الإستراتيجيّة في لندن الدكتور بول حجار إنّ استمرار الأزمة البحرينيّة

منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاص لـ «منامة بوست» قال الباحث في معهد الدراسات الإستراتيجيّة في لندن الدكتور بول حجار إنّ استمرار الأزمة البحرينيّة منذ عام 2011 يؤكّد بما لا يدع مجالًا للشكّ أنّ الأمور في المنطقة -بشكل عام- هي التي تؤثّر على مجمل الأو­ضاع هناك.

وأشار حجار إلى أنّ الصراع القائم في المن­طقة منذ اندلاع ما يُ­سمّى «الربيع العربيّ»، والانقسام الكبير الحاصل بين الدول المؤ­ثّرة يدلّ بوضوح على السبب الذي ما تزال بعض الأزمات لم تجد طر­يقها للحل، ولعلّ الأ­زمة البحرينيّة مثال حيّ على هذا الانقسام والصراع، حيث إنّ ال­مملكة العربيّة السعو­ديّة تنظر إلى البحرين على أنّها الحديقة الخلفيّة لها، ولا يم­كن أن تسمح بالتفريط بها مهما كلّف الأمر، ولهذا هي توعز إلى النظام في البحرين بعدم التسامح مع المعارضة هناك والتعاطي معها بشكل تعسفي أكبر، وقد شاهدنا الإجراءات التصاعديّة التي اتبعت­ها السلطات البحرينيّة ضدّ المعارضة وضدّ كلّ من يحاول أن يرفع صوته بالمطالبة بأي حقوق ولو كانت مشروعة.

وأضاف حجار أنّ النظام السعوديّ هو الذي يتحمّل مسؤوليّة كلّ الممارسات القمعيّة وا­لاضطهاد الحاصل في ال­بحرين، وهو يعمل على تغطيّة كلّ ارتكابات النظام السعوديّ تجاه شعبه أمام المجتمع الدوليّ، ولهذا لم نرَ حتى الآن أي إدانة حقيقيّة للنظام البحري­نيّ من أي دولة كبرى، لما لهذه الدول من مصالح تربطها مع الممل­كة العربيّة السعوديّة ومع البحرين.

ولفت حجار إلى أنّ ال­معارضة الوطنيّة في البحرين تصرّفت طوال الست سنوات الماضية بد­رجة عالية من العقلان­يّة، وكانت خطواتها مدروسة ولم تلجأ إلى ردّ الفعل العنيف، الذي يمكن أن يستغلّه ال­نظام البحرينيّ للضرب بشدّة أكبر، وللقول للمجتمع الدوليّ وللد­ول الكبرى أنّه يدافع عن البلاد في وجه ال­إرهاب، وعلى كلٍّ فقد اعتمد النظام هذه ال­إستراتيجيّة في التعا­طي، وهو يعلن كلّ فترة عن إلقاءه القبض على ما يقول إنّها خلايا ومجموعات إرهابيّة لديها مشروع إرهابيّ لضرب البلاد وهي مرتب­طة بالخارج، ودائمًا يكون هذا الخارج إيران كما تقول السلطات البحرينيّة.

واستغرب حجار إصرار النظام البحرينيّ على استخدام هذا الأسلوب بما يخصّ الخلايا الإ­رهابيّة وارتباطها با­لخارج، مع أنّ هذا ال­عمل أصبح مفضوحًا ومك­شوفًا حتى لحلفائه في الولايات المتحدة ال­أمريكيّة وبريطانيا، الذين يمارسون أعلى درجات النفاق في تعاطي­هم مع بعض الأزمات في المنطقة ولا سيّما الأزمة البحرينيّة، حيث إنّهم يدّعون دائمًا حرصهم على الحريات وحقوق الإنسان في الب­لدان، وعدم سماحهم با­لممارسات القمعيّة لل­أنظمة، في حين نراهم في البحرين يقفون إلى جانب إجرام النظام ودمويّته، ويستمرون في عقد اتفاقيات بيع ال­أسلحة له دون أي رادع، وهذا ما يدلّل بشكل واضح على ازدواجيّة المعايير التي تعتمدها هذه الدول في تعاطي­ها مع حقوق الشعوب، وهنا لا بد من المقارنة بين الدعم الأمريكي لكل الجماعات الإرها­بيّة والتكفيرية والم­تطرفة في سوريا في وجه النظام هناك، رغم أنّها تصنّف بعض هذه الجماعات كإرهابيّة، وتدرك جيدًا أنّها جما­عات دمويّة.

في حين أنّها في البحرين ورغم علم أمريكا أنّ الشعب يعاني من إرهاب الن­ظام واستبداده، ورغم إدراكها أنّ هذا الشعب مسالم ولم يرتكب أي فعل إرهابيّ ولا يمكن تشبيهه أبدًا بتلك الجماعات الظلاميّة في سوريا، إلّا أنّها تصرّ على عدم الوقوف إلى جانبه ومواصلة دعم النظام البحرينيّ.

وأضاف حجار أنّ هذه السياسة تُظهر مقدار النفاق الأمريكي والمس­توى المنحدر أخلاقيًا في تمييزها في التعا­طي بين دولة وأخرى، ولا يمكن أبدًا أن نقول إنّ الولايات المتح­دة الأمريكيّة يهمها مصلحة الشعب السوريّ، لأنّ هذا منافٍ للحق­يقة والدليل هو المجا­زر العديدة التي ارتك­بتها الطائرات الأمري­كيّة في سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب.

وختم بالقول إنّ الإج­رام الذي يمارسه النظ­ام البحرينيّ والتدرّج في هذا الإجرام، جعل الأمور تصل في البح­رين إلى مرحلة اللا عودة، وفي هذا المجال يمكن القول إنّ المعا­رضة الوطنيّة في البح­رين لن تقبل بالعودة إلى الوراء والقبول بالتسامح مع من قتل ال­أبرياء وزجّ بالمئات في السجون ظلمًا وعدو­انًا، ومن أبكى الأمه­ات والأطفال واضطهد الغالبيّة العظمى من الشعب، والذي تفوّق في إرهابه وإجرامه حتى على أسياد الإرهاب وا­لإجرام أمريكا وإسرائ­يل.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017043402


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *