منامة بوست (خاص): القمّة العربيّة الثامنة والعشرون التي انعقدت في الأردن ما بين 29 و31 مارس/ آذار مطلّة على البحر الميت، قد ماتت في أولى ساعات ولادتها
منامة بوست (خاص): القمّة العربيّة الثامنة والعشرون التي انعقدت في الأردن ما بين 29 و31 مارس/ آذار مطلّة على البحر الميت، قد ماتت في أولى ساعات ولادتها، القمة التي غابت عنها سوريا، وحضر فيها المتآمرون جميعًا، أكّدوا «حلّ الدولتين»، والتأكيد جاء- كالعادة- حبرًا على ورق، لا يرقى إلى أيّ اهتمام ولا يسترعي أيّ نظر، فالقدس لا يزال مدنّسًا بأحذية الصهاينة، والضفة مربوطة باتفاقات أمنيّة مذلّة، ولا تزال غزّة صامدة قبل القمة العربيّة وبعدها في وجه الطغيان الإسرائيليّ، وجريًا على هذا المنوال، ملأ العرب بيانات نظريّة تواري سوءة الذنوب التي حملها الزعماء، لكن أنّى لهم ذلك؟ فتأكيد الملك السعوديّ أهميّة «الحلّ السلميّ في اليمن» لم ينتظر ساعة حتى قصفت اليمن من جديد بسلاح أمريكيّ ومال خليجيّ.
القمّة تناولت عددًا من القضايا، منها: القضيّة الفلسطينيّة، اللاجئون العرب، تطوّرات الوضع في ليبيا واليمن والعراق، الملف السوريّ، رفض تدخلات إيران في الشأن العربيّ، ورفض عضويّة إسرائيل لمجلس الأمن لعامي 2019 و2020.
وخير ما يختصر نتائج مثل هذه القمم التي ما أخرجت العرب من قاعها يومًا، هو السؤال المطروح على قناة BBC الذي يقول: القمّة العربيّة 2017.. هل من جديد؟! جاء في تقرير القناة: «يرى مراقبون أنّ الشارع العربيّ فقد الثقة في القمّة العربيّة بعد أن توالى عقدها من دون أن تنجح في إحداث أي تغيير نوعي في المنطقة.
وستمثل الدول الـ22 الأعضاء في الجامعة العربيّة في هذه القمّة، باستثناء سوريا التي علقت جامعة الدول العربيّة عضويّتها منذ 2011، كما أعلن وزير الإعلام الأردنيّ أنّ مبعوثين رئاسيّين من الولايات المتحدة وروسيا سيحضران القمّة العربيّة».
ومن الواضح أنّ المتابعات الإعلاميّة التي نقلت أخبار القمّة العربيّة وأجواءها، لم تصدّر نشراتها ما ينبّئ عن جديد. إلّا أنّ كلمة الرئيس اللبنانيّ ميشيل عون بدت لافتة وسط اجترار مثقل بالنفاق ساد كلمات الرؤساء، حيث أشار عون إلى أنّ الاقتتال في المنطقة العربيّة سيخسر فيه الجميع، ولن يسجله التاريخ كقتال مشرّف.
ولم تلق كلمة عون أي تداعيات في منحاها، بل كانت الاستثناء الذي تجاوزه الجميع لعدم قناعتهم بالعروبة الصادقة، وهذا ما دفع الأردن (الراعية للقمة العربية) إلى أن تضيّق الخناق أكثر فأكثر على الإعلاميّين، حيث ذكر موقع CNN العربيّ أنّ «السلطات الأردنيّة منعت وصول الصحفيّين المشاركين المقدّر عددهم بنحو 1500 صحفيّ إلى مقر انعقاد اجتماعات المندوبين الدائمين الذي يبعد نحو 3.7 كيلومترًا، بخلاف إجراءات أعمال قمم عربية سابقة، بحسب صحفيّين».
في المقلب الآخر تشير الأنباء إلى أنّ وزير الخارجيّة البحرينيّ خالد بن أحمد آل خليفة قد اجتمع مع نظيره السعوديّ، وبحثا موقفًا مشتركًا ضدّ إيران وسوريا، وتفاهما حول العراق، ويرى مراقبون أنّ ذلك الاجتماع الثنائي شكل من التعمية الدبلوماسيّة، يراد منها جر المنامة إلى مواقف الرياض.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017044038
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»