منامة بوست: شدّد العلّامة السيد عبدالله الغريفي على أهميّة صلاح النموذج الدينيّ والسياسيّ، موضحًا أنّه «إذا صلح النَّموذج الدِّينيُّ، والنَّموذج السِّياسيُّ صلحت الأوطان، والشُّعوب، وإذا فسدا فسدت الأوطان والشُّعوب».

الغريفي قال في حديث ليلة الجمعة 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، بجامع الإمام الصادق (ع) بالقفول، «الفارقُ كبيرٌ بين مَنْ يُعطي حُبًّا في العطاء، ويقول الكلمة الصَّالحة، ويرأف بالبؤساء، والمحرومين حُبًّا في الرَّأفة، وآخر يمارس كذلك لا حبًّا في العطاء، ولا حبًّا في البذْل، ولا حبًّا في الصَّلاح، ولا حبًّا في الهدى، ولا حبًّا في الرَّحمة».

وتابع في السَّاحة الدِّينيَّة يتحرَّك النَّموذجان، الأوَّل بكلِّ تجسُّداتِهِ الخيِّرة والصَّالحة في البذل والعطاء، استجابة لأوامره سبحانه، وليس بدوافع الرِّياء، وليس بدوافع أغراض الدُّنيا، وفي النَّموذج الآخر تتحرَّك المصالح الذَّاتيَّة، والأغراض الشَّخصيَّة، باسم الدِّين، فيعبث، ويتاجر البعضُ من أجل أغراض الدُّنيا، ويُرشِدُونَ ويُوعظون، ولا يسترشدون، ويبذلون ما يبذلون رغبةً في السُّمعة والشُّهرة، مشيرًا إلى أنّ هذا النَّمط من حَمَلة الدِّين يُشكِّلون كلَّ الخطر على الدِّينِ، وأحكامِ الدِّين، وقِيمِ الدِّين، وسمعةِ الدِّين.

وأضاف الغريفي، أما في السَّاحة السِّياسيَّة، فيبرز النَّموذجان كذلك؛ الصَّالح، الذي يمارس السِّياسة بدوافع نظيفة، وأهداف شريفة، وغايات نبيلة، ويقدِّم العطاء السِّياسيِّ لا من أجل أغراضٍ نفعيَّةٍ، أو مصالح ذاتيَّة، أو المتاجرة بالشِّعارات السِّياسيَّة، سواء كانوا حكَّامًا، أو جماعاتٍ وأحزابًا يشكِّلون بناة أوطانٍ، والنَّموذج الآخر هو النَّموذج السَّيِّئ الذي لا يبحث إلَّا عن مصالحه، على حساب الأوطان والشُّعوب، ولا يفتِّش إلَّا عن أغراضه ومكاسبِهِ.

ولفت إلى أنّ الأوطان والشعوب في حاجة إلى »النَّموذج الأوَّل« فهو الذي ينتج الخير للأوطان والشُّعوب، وينتج الأمن كلَّ الأمن، والسَّلام كلَّ السَّلام، والحبَّ كلَّ الحبِّ، والتَّسامحَ كلَّ التَّسامح، والتَّآلف كلَّ التَّآلف- بحسب تعبيره.