منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، أكد المحلل السياسي الأمريكي وأستاذ علم الاجتماع السياسي جيمس بيتراس أنّ الأسطول الخامس الأمريكي الموجود في البحرين هو أحد الأسباب الرئيسة التي جعلت النظام البحريني يتمادى في اضطهاد الشعب والتعامل معه بشدة مفرطة، وهو يسهم بشكل كبير في إصرار النظام على ممارسة انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة والتي تتزايد يومًا بعد يوم.

وقال بيتراس إنّ الإدارات الأمريكيّة المتعاقبة لم تشأ أن تضع حدًا لعنف السلطة ضدّ المعارضة لسنوات طويلة، وبالتحديد منذ انطلاقة الحراك الشعبيّ عام 2011، حيث عمدت السلطات البحرينيّة إلى التعاطي بوحشيّة مفرطة مع شعبها وقمعت كلّ التجمعات السلمية التي خرجت للمطالبة بحقوق مشروعة، وعاونها على ذلك دخول قوات سعوديّة كان لها الدور الأساسي في عمليّات القمع والقتل، وكلّ ذلك كان يحصل على مرأى من القوات الأمريكية الموجودة في البحرين، وربما بضوء أخضر منها.

ولفت بيتراس إلى أنّ اطمئنان ملك البحرين إلى وجود قوات أمريكية يعتقد أنّها قد تكون جاهزة للسيطرة على الأمور عندما تتفلت من يديه، جعله يثق بقدرته على الإمعان في القمع والقتل والتعذيب دون أي حساب، ما جعل الشعب البحريني ينظر إلى القوات الأمريكية الموجودة في البحرين على أنها قوات عدوة ومحتلة، ويجب العمل أولًا على التخلص منها من أجل إسقاط الورقة الرابحة الأساسية في يد النظام.

ورأى المحلل السياسي الأمريكي أن نظرة الشعب البحريني إلى أمريكا سلبية جدًا، وهو ما يعطي دلالة واضحة على أنّ هذا الشعب يرفض أيّ وجود أمريكي عسكري أو أمني في البحرين، بسبب إدراكه الأكيد أنّ هذا الوجود يصبّ أولًا وأخيرًا في مصلحة النظام ويعزّز قدرة هذا الأخير على الاستمرار في وحشيته، معتبرًا أنّ أمريكا لها مصالح مع حكّام البحرين حصرًا وليس مع الشعب، مشيرًا إلى أنّه من غير المأمول أن تقوم أمريكا بتغيير سياساتها، وبالتالي يضعها في مواجهة مع الشعب الرافض لهذا الوجود أصلًا.

وعن الدعوات الأخيرة لرفض الوجود الأمريكي في البحرين والتي أطلقها ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير قال بيتراس إنّها ناقوس خطر ورسالة واضحة يوجهها الشعب البحريني بأغلبيّته الساحقة من أنه غير راض إطلاقًا عن هذا الوجود، والذي ينظر إليه هذا الشعب على أنّه غير شرعي، بل على أنّه عدواني، حاسبًا أن من حقّ الشعب البحريني أن يطلق مثل هذه الدعوات وأن يسعى إلى إزالة هذا الوجود طالما أنه يعمل بشكل رئيس ضدّ مصلحة الشعب، ويسهم بشكل غير مباشر في الكثير من معاناته.