منامة بوست (خاص): لم يكن تقرير البندر الصادر في عام 2006 صادمًا للشيعة فقط، بل كان صادمًا للسنّة أيضًا، فرغم كل الخلافات بين الطرفين -مذهبيًا وسياسيًا- بيد أنّ المكوّنين تداخلا في بعضهما على مستوى التناسب والصداقة والشراكة الاجتماعيّة والتجاريّة.

كان أكثر ما يؤرّق الطرفين هو موضوع التجنيس الوارد بشكل أساسٍ في التقرير، ولم يغدُ قلقهما طيَّ النسيان بعد عشر سنوات من التقرير، ذلك أنّه تأكّد على أرض الواقع، وتحوّل من كونه قلقًا إلى أن صار مشكلة حقيقيّة تهدّد المجتمع في ثقافته وسلمه وأمنه.

ولأنّ النظام الخليفيّ قد خطّط بتدشين كانتونات سنيّة على غرار الفصل العنصريّ بفلسطين المحتلّة، فتحتّم بذلك بناء بيوت “المجنّسين” في المناطق السنيّة كالرفاع والحدّ وبعض أجزاء المحرّق وقلالي وغيرها.

شكاوى السنّة في البداية كانت بصوتٍ منخفض، فالمشكلة في 2008 -مثلًا- لم تكن كبيرة ومتفاقمة، وإن بدأت تغرس مخالبها في جسد المجتمع.

إلّا أنّه في عام 2010 ضجّ السنّة ضجيجًا يُسمع بوضوح، إنّه “خطر المجنّسين” الذين عاثوا في المجتمع فسادًا، بدءًا من المدارس وليس انتهاءً بسرقة المحلّات التجاريّة والسي ّارات.

يوم أمس (الثلاثاء الأول من فبراير/شباط 2017) انتشر تسجيلٌ صوتيّ لأحد الرفاعيّين، يشكو فيه حال “عسكريٍّ” يداوم في الداخليّة نهارًا، ويتسوّل مع عائلته ليلًا.

العسكريّ المتسوّل يشوّه سمعة البحرين، هذا ما قاله مسجِّل الشكوى، وتساءل: “ماذا سيقول عنّا أهل الخليج؟” مضيفًا: “رغم أنّ الحكومة لا تقصّر مع المجنّسين، خصوصًا السوريين، يعطونهم البيوت والوظائف، لماذا يتسوّل مع عائلته؟” ويؤكّد: “نعم ، عائلته بأكملها”.

لم يكن التسجيل الصوتيّ صادمًا للناس؛ فالسلطة أرادت أن تحوّل هذا البلد الآمن لكانتونات طائفيّة لتهميش المعارضة، فصارت كانتونات مُخرِّبة للنسيج الاجتماعيّ، سواء بالعادات والتقاليد والثقافة المختلفة، أو بالسوابق الإجرامية التي اجترّوها معهم إلى البحرين.