منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاص لـ «منامة بوست» قال الباحث السياسيّ المصريّ خالد عبد المنعم إنّ البحرين أصبحت مقبرة لحقوق الإنسان
منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاص لـ «منامة بوست» قال الباحث السياسيّ المصريّ خالد عبد المنعم إنّ البحرين أصبحت مقبرة لحقوق الإنسان، وإنّ تزايد الانتهاكات والممارسات القمعيّة بشكل يومي أوصل البحرين إلى مرحلة من التردّي الكبير في مستوى الديمقراطيّة، وجعل من هذا البلد الصغير النموذج الحقيقيّ لمعنى الديكتاتوريّة التي تمارسها بعض الأنظمة وعلى رأسها النظام السعوديّ.
عبد المنعم -في حديثه- لفت إلى أنّ النظام البحرينيّ سعى بكل جهده إلى وأد الثورة البحرينيّة المتميّزة، وحاول بكل الأساليب والوسائل أن يقمع شعبه ولم يتوانَ حتى عن القتل في سبيل تحقيق مراده الإجراميّ، فكان أن سقط حتى الآن الكثير من الشهداء والجرحى عبر القتل العمد المستمرّ، سواء خلال المداهمات أو خلال قمع التظاهرات الشعبيّة الحاشدة أو حتى بالإعدام بالرصاص، كما حصل بداية هذا العام مع الشبّان الثلاثة الذين حُكم عليهم بالإعدام دون أن يُسمح لهم حتى بالدفاع عن أنفسهم أو أن يحصلوا على محاكمة فيها الحدّ الأدنى من العدالة.
وأضاف عبد المنعم أنّ النظام الدمويّ لم يكتف بالقتل بل إنّه زجّ أيضًا بمئات الشبّان الأبرياء والمعارضين في سجونه حارمًا إياهم من حقّهم في الحريّة، ويسعى باستمرار إلى محاولة إهانة هؤلاء المعتقلين عبر تعذيبهم وممارسة بعض الأعمال اللاإنسانيّة تجاههم، في تعبير واضح عن مستوى الإجرام الذي وصل إليه هذا النظام.
وأشار عبد المنعم إلى أنّ سياسة القتل والاعتقال والتعذيب التي حاول من خلالها النظام البحرينيّ أن يقمع الشعب وأن يجبره على التراجع والاستسلام، لم تجد نفعًا أبدًا في ظلّ الإرادة الصلبة والعزيمة الكبيرة التي يتمتع بهما الشعب البحرينيّ الذي خرج بعشرات الآلاف قبل أكثر من ست سنوات للمطالبة بحقوقه وبإسقاط الظلم والفساد والتهميش، وردّ عليه النظام بالقتل والتعذيب وبالاستعانة بقوّات خارجيّة قمعيّة ساهمت بشكل رئيس وكبير في عمليّات القمع والتعذيب والاعتقال والمداهمات الإجراميّة.
ورأى عبد المنعم أنّ كلّ الأنظمة الديكتاتوريّة تتشابه فيما بينها، حيث إنّها تعمد جميعها إلى قتل شعبها دون أي رادع أخلاقي أو إنساني، فقط من أجل الحفاظ على الحكم وعدم التزحزح عنه، وهذا ما عاينّاه في مصر في ثورة 2011 عندما أمر المخلوع مبارك بإطلاق النار على المتظاهرين وبقتلهم وسحقهم بكل وحشية وقبله في تونس وفي ليبيا، وبالتأكيد لا يمكن أن نتجاهل الأيادي السوداء للنظام السعوديّ الإجراميّ، الذي يمارس الإرهاب بحق شعبه وبحق الشعوب في بلدان أخرى ويرسل الإرهابيين ويغذيهم ويمدّهم بالمال والسلاح من أجل تحقيق أهدافه ومشروعه التدميري والتقسيمي.
وأضاف عبد المنعم أنّ مثل هذه الأنظمة لا يمكن أن تستمرّ إلى ما لا نهاية، وأنّ الشعوب المستضعفة والمقهورة التي تنتفض، ستنال حريّتها ولو بعد تضحية وعناء، وكلّ التاريخ يشهد بأنّ كل الطواغيت سقطوا سقوطًا مريعًا وكانت نهايتهم سوداء كالطريقة التي حكموا فيها.
ولكن هذا لم يعط درسًا لأي ديكتاتور للاتعاظ والتفكير قبل ممارسة طغيانه وإرهابه على شعبه. وتطرّق عبد المنعم إلى سياسة الاضطهاد الدينيّ المتبعة في البحرين، وقال إنّ هذه السياسة تخالف أبسط المعايير والمواثيق الدوليّة والإنسانيّة والأخلاقيّة التي تنصّ على حقّ الإنسان في ممارسة شعائره الدينيّة دون أي تهديد أو ترهيب، ولا يحقّ لأي أحد التأثير على الآخر في موضوع الدين، طالما أنّ الممارسة الدينية لا تنتقص من حقوق الآخرين، بل هي فعل فردي يتعلق بالشخص نفسه ولا يتعارض مع القوانين الداخليّة للبلاد.
وأضاف أنّ اتباع هذه السياسة من قبل النظام البحرينيّ يأتي في نفس سياق الممارسات والانتهاكات ومحاولة الضغط على الشعب من أجل إسكاته ومنعه من التحرّك، أملًا منه بإنهاء الحراك المستمرّ منذ شباط/ فبراير 2011 دون أي تراجع، والذي سعى من أجل إنهائه بكل ما بوسعه دون أن يتمكّن من ذلك.
وختم عبد المنعم بالتأكيد على أنّ الشعب البحرينيّ العزيز يستحقّ الحريّة، وأنّ حراكه المستمرّ منذ أكثر من ست سنوات لن تكون نتيجته سوى تحقيق الانتصار والوصول إلى كلّ الأهداف التي خرج من أجل تحقيقها حتى لو تعرّض إلى المزيد من المضايقات والانتهاكات والاضطهاد، فكما قلنا: الطواغيت مصيرها الأكيد إلى زوال.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017081357
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة