منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست» رأى الباحث الإستراتيجيّ الدكتور برهان أحمد أنّ سماح النظام البحريني لوفد صهيوني
منامة بوست (خاص):في حديث خاص لـ«منامة بوست» رأى الباحث الإستراتيجيّ الدكتور «برهان أحمد»أنّ سماح النظام البحريني لوفد صهيوني بالدخول إلى البحرين هو خيانة للقضية الفلسطينية وخيانة لكل التضحيات والدماء العربية التي سفكت على يد الجزارين الصهاينة.
وأضاف أحمد أنّ الخيانة تتمثل في كون هذا الكيان الغاصب قد ارتكب الجرائم والمجازر منذ عشرات السنوات، ولم يوفّر أحدًا في جرائمه وارتكاباته العنصرية والدموية، ثم يأتي هذا النظام المستبد وبكل وقاحة لكي يستضيف وفدًا إسرائيليًا، تحت ستار الرياضة في ما يعرف بكونغرس الفيفا، لافتًا إلى أنّ هذا العمل فيه استخفاف بغالبية الشعوب العربية والإسلامية التي ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وترفض الاعتراف به بأي شكل من الأشكال.
وأشار الباحث الإستراتيجي إلى أنّه ليس غريبًا على النظام البحريني أن يستضيف وفدًا صهيونيًا داخل البحرين، حيث أنّهما نظامان متشابهان في كثير من الجوانب وبالتحديد في الارتكابات الإجرامية التي يقومان بها اتجاه الشعب، والاعتقالات المستمرة والتعذيب الوحشي في السجون، كلها أفعال مشتركة بين حكام البحرين المستبدين والكيان الصهيوني العنصري المتطرف والإجرامي.
ولفت أحمد إلى أنّ النظام البحريني سبق وأن كسر الحواجز واستهان بكل الدماء التي سفكت في سبيل القضية الفلسطينية، عندما التقى كبار المسؤولين في هذا النظام ببعض الصهاينة وشاركوا سوية في عدد من المؤتمرات والندوات، لذا من غير المستغرب أن يعمد هذا النظام إلى استضافة وفدٍ يمثل الدولة الإرهابية الأولى في المنطقة بل في العالم.
وذكّر أحمد أنّ المملكة العربية السعودية كان لها أيضًا تصرفًا مماثلاً في التطبيع مع العدو الإسرائيلي حين زار السعودي أنور عشقي الكيان الصهيوني والتقى بعض المسؤولين الإسرائيليين، ولم تلق هذه الزيارة أي معارضة من النظام السعودي، بل بدا من انعدام ردة الفعل أنّ الزيارة كانت تحظى بمباركة من آل سعود، مشيرًا إلى أنّ النظام السعودي يحاول أن يحوّل بوصلة العداء التاريخي ضدّ إسرائيل باتجاه الجمهورية الإسلامية في إيران، وهذا يبدأ من التطبيع.
وشدد أحمد على أنّ الشعب البحريني أثبت أنّه رغم كل المعاناة وكل الآلام التي يواجهها على أيدي النظام الإجرامي، إلا أنّ القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في وجدانه، ويرفض بكل قوة أن يتم الدوس على معاناة الشعب الفلسطيني وخيانته من قبل بعض الأنظمة الحاقدة، مشيرًا إلى أنّ هذا الشعب الثوري أعطى العالم أجمع دروسًا في النضال وعدم الاستسلام والتنازل أمام كل الإجرام الذي يمارس ضده، وهو بهذا يؤكد أنّ قضية الشعب الفلسطيني تعنيه بشكل وثيق، وأنّه لا تنازل عن الحقوق المنتهكة لشعب عانى عشرات السنين على أيدي المجرمين.
وأضاف أحمد أنّ التطبيع مع العدو الإسرائيلي من قبل هذا النظام الإجرامي المستبد، يحمل في طياته أبعادًا خطيرة وهو أن تكون مثل هذه الخطوات مقدمة من أجل إنشاء تحالف علني في المستقبل بين دول الخليج والكيان الصهيوني في مواجهة محور المقاومة الذي تقوده إيران في المنطقة، وهو ما يحمل دلالة على أنّ هذه الأنظمة العميلة للغرب، ستبيع الشعب الفلسطيني وقضيته، وأنّ أحلام العودة إلى فلسطين قد تذهب أدراج الرياح.
ولفت الباحث الاستراتيجي إلى أنّ اللا مبالاة التي تعاطى بها النظام البحريني مع كل المطالبات التي نادت بعدم السماح بدخول الوفد الإسرائيلي إلى البحرين، تؤكد أنّ هذا النظام لم يعد يرى في الكيان الصهيوني ذلك العدو الذي لا يمكن التعامل والتطبيع معه، بل بالعكس، فإنه يرى أنّ كل الظروف المؤاتية في المنطقة، وبالتحديد في ظل التوتر القائم بين دول بعض دول الخليج وإيران، يسمح لهذه الأنظمة المتآمرة على الحقوق العربية والانهزامية، يسمح لها بالبحث عن حليف جديد مع ملاحظة أنّ هذا الأمر يحظى بمباركة كبرى من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تنشده هذه الأنظمة المتهاوية أي أن تنال الرضا الأمريكي.
وختم أحمد بالتحذير من هكذا خطوات، وعدم استسهالها لما تحمله من مضامين خطيرة قد تكون مقدمة لفتح علاقات أوسع مع الكيان الصهويني ولبيع القضية الفلسطينية، وتفتح المجال أيضًا أمام المزيد من القمع والإجرام من النظامين السعودي والبحريني ضد الشعب في بلديهما مع سكوت وتجاهل تام بل وبتغطية من الولايات المتحدة الأمريكية، مكافأة لهما على فتح العلاقات وربما في المستقبل بالإعتراف بالكيان الصهيويني.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017100118
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة