منامة بوست (خاص): مرّت انتفاضة التسعينيّات على سامي مشيمع، مرور التجربة التي لا تنسى، تتوازى مرارتها بفائدتها، وتتّسق مع شاب على أعتاب
منامة بوست (خاص): مرّت انتفاضة التسعينيّات على سامي مشيمع، مرور التجربة التي لا تنسى، تتوازى مرارتها بفائدتها، وتتّسق مع شاب على أعتاب تخرّجه، يرى أطلال مقاعد الدراسة تنتهك من السلطة، بأبشع صورة، وبأفضح منظر.
كان يراود الأحياء، ليكتب على الجدران بعض الشعارات رغم عدم إجادته الكتابة، لم يكن هناك شيء يطلق عليه «إنترنت إلا عند القلّة، وكان شباب الانتفاضة يخطّون عباراتهم على الجدران، ويعتقلون ويعذّبون من قبل السلطة على هذا الفعل، الذي يعدّ جرمًا كبيرًا.
حينما لاح الميثاق بكلّ غوايته، لم يقتنع سامي بالذي كان يحصل، ظلّ مراقبًا لحدث لا يعرفه، وهو- كما يقول أصحابه- متشكّكًا من وفاء آل خليفة للوعود التي قطعوها على أنفسهم، وعلى رأسهم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي له بصمة سيّئة في أحداث التسيعنيّات، حيث كان يظهر ببزّته العسكريّة، ويمارس هوايته بقيادة الطائرة العموديّة، مع خلفيّة درامية وشعر مسجّل يشي بتحدّي القبيلة.
وكان سامي لصيقًا باللجان الأهليّة التي تشكّلت بإلهام من الحقوقيّ الكبير عبد الهادي الخواجة منتصف العقد الأوّل من الألفيّة، وفي حين كانت البحرين تغطّ في تداعيات «الميثاق»، ظلّ مشيمع مناصرًا للمعانين من البطالة.
في 2010 اعتقل سامي لدعمه القوى الثوريّة «حركة حقّ وتيّار الوفاق»، وأفرج عنه في فبراير/ شباط 2011، شهر الثورة البحرينيّة التي لم يشهد تاريخ البحرين مثلها، مكث في الدوّار ملازمًا الثوار، ومعبّرًا عن تطلّعات الشعب، وكان يركّز على شعار «إسقاط النظام»، بوصفه الخيار الوحيد للعيش بكرامة وحريّة، سأله عبد الهادي الخواجة في جلسة من جلسات الدوّار: هل التعذيب الذي لاقيته طوال السنوات الماضية سيثنيك عن حراكك؟ أجاب: «لا .. حتى الموت».
اعتقل سامي مرّة بعد أخرى، إلى أن زجّ في قضيّة الملازم الإماراتي طارق الشحي، المقتول جرّاء قنبلة صوتيّة لم يعرف التعامل معها، وألصقت التهمة بثلاثة شبّان بينهم سامي مشيمع، ليحكم عليهم بالإعدام في 2015، ويصادق عليه حمد بن عيسى آل خليفة في منتصف الشهر الأول لعام 2017. وقد رحل السامي معزّزًا قوله: «لن أسكت حتى الموت»، ليموت قاتله في مضمون مشروعه القمعيّ، ويحيى المشروع الثوريّ لسامي، والذي يؤكّد «مرحلة جديدة» في التعاطي مع نظام الحكم المتجاوز لكلّ الخطوط الأخلاقيّة والسياسيّة والإنسانيّة.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017101522
المواضیع ذات الصلة
الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
«علي العكري» .. الطبيب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب