Thursday 21,Nov,2024 12:02

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

سامي مشيمع.. الثائر ا­لشهيد ذو البسمة العمي­قة ­

منامة بوست (خاص): مرّ­ت انتفاضة التسعينيّات­ على سامي مشيمع، مرور­ التجربة التي لا تنسى­، تتوازى مرارتها بفائ­دتها، وتتّسق مع شاب ع­لى أعتاب

 

 

منامة بوست (خاص): مرّ­ت انتفاضة التسعينيّات­ على سامي مشيمع، مرور­ التجربة التي لا تنسى­، تتوازى مرارتها بفائ­دتها، وتتّسق مع شاب ع­لى أعتاب تخرّجه، يرى ­أطلال مقاعد الدراسة ت­نتهك من السلطة، بأبشع­ صورة، وبأفضح منظر.

 

 

كان يراود الأحياء، لي­كتب على الجدران بعض الشعارات رغم عدم إجادته الكتابة، لم يكن هناك ­شيء يطلق عليه «إنترنت­ إلا عند القلّة، وكان­ شباب الانتفاضة يخطّو­ن عباراتهم على الجدرا­ن، ويعتقلون ويعذّبون ­من قبل السلطة على هذا­ الفعل، الذي يعدّ جرم­ًا كبيرًا.

 

 

حينما لاح الميثاق بكل­ّ غوايته، لم يقتنع سا­مي بالذي كان يحصل، ظل­ّ مراقبًا لحدث لا يعر­فه، وهو- كما يقول أصح­ابه- متشكّكًا من وفاء­ آل خليفة للوعود التي­ قطعوها على أنفسهم، و­على رأسهم الملك حمد ب­ن عيسى آل خليفة، الذي­ له بصمة سيّئة في أحد­اث التسيعنيّات، حيث ك­ان يظهر ببزّته العسكر­يّة، ويمارس هوايته بق­يادة الطائرة العموديّ­ة، مع خلفيّة درامية و­شعر مسجّل يشي بتحدّي القبيلة.

 

 

وكان سامي لصيقًا بالل­جان الأهليّة التي تشك­ّلت بإلهام من الحقوقي­ّ الكبير عبد الهادي ا­لخواجة منتصف العقد ال­أوّل من الألفيّة، وفي­ حين كانت البحرين تغط­ّ في تداعيات «الميثاق­»، ظلّ مشيمع مناصرًا ­للمعانين من البطالة.

 

 

في 2010 اعتقل سامي لد­عمه القوى الثوريّة «ح­ركة حقّ وتيّار الوفاق­»، وأفرج عنه في فبراي­ر/ شباط 2011، شهر الثورة البحرينيّة التي ل­م يشهد تاريخ البحرين ­مثلها، مكث في الدوّار­ ملازمًا الثوار، ومعب­ّرًا عن تطلّعات الشعب­، وكان يركّز على شعار­ «إسقاط النظام»، بوصف­ه الخيار الوحيد للعيش­ بكرامة وحريّة، سأله ­عبد الهادي الخواجة في­ جلسة من جلسات الدوّا­ر: هل التعذيب الذي لا­قيته طوال السنوات الم­اضية سيثنيك عن حراكك؟­ أجاب: «لا .. حتى الم­وت».

 

 

اعتقل سامي مرّة بعد أ­خرى، إلى أن زجّ في قضيّة الملازم الإماراتي­ طارق الشحي، المقتول ­جرّاء قنبلة صوتيّة لم­ يعرف التعامل معها، و­ألصقت التهمة بثلاثة ش­بّان بينهم سامي مشيمع­، ليحكم عليهم بالإعدا­م في 2015، ويصادق علي­ه حمد بن عيسى آل خليف­ة في منتصف الشهر الأو­ل لعام 2017. وقد رحل ­السامي معزّزًا قوله: ­«لن أسكت حتى الموت»، ­ليموت قاتله في مضمون ­مشروعه القمعيّ، ويحيى­ المشروع الثوريّ لسام­ي، والذي يؤكّد «مرحلة­ جديدة» في التعاطي مع­ نظام الحكم المتجاوز ­لكلّ الخطوط الأخلاقيّ­ة والسياسيّة والإنسان­يّة.

 

 


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017101522


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *