منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، أكّد الباحث والمحلّل السياسيّ اللبنانيّ فيصل عبد الساتر أنّ محاكمة سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم هي دليل جديد على الاستبداد الذي يتبعه النظام البحرينيّ في مواجهة أيّ حالة معارضة تواجهه في البلاد، مشيرًا إلى أنّ هذه المحاكمة هي من أساسها باطلة لأنّها بنيت على باطل، ولأنّها لا تستند إلى أيّ تهم واقعيّة، وهي بالتالي مخالفة لكلّ القوانين والدساتير.

وأضاف عبد الساتر أنّ النظام البحرينيّ المجرم يلجأ دائمًا إلى مثل هذه الممارسات من أجل قمع الأصوات المعارضة وعدم السماح لها بأن تطالب بالحقوق المشروعة، وهذا ما مارسته العائلة الحاكمة من سنوات طويلة في تعاطيها مع الشعب المسالم، وتمادت فيه دون أي رادع، وهذا ما أوصل الأمور في البحرين إلى نقطة أصبحت العودة معها صعبة جدًا في ظلّ الإصرار على عدم إعطاء هذا الشعب أيًّا من حقوقه.

ولفت عبد الساتر إلى أنّ آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم يسكن في وجدان الشعب البحرينيّ وشعوب الخليج عامة، وهو يملك رمزيّة يحاول آل خليفة تجاهلها وعدم الالتفات إليها، مع ما يمكن أن يواجهه من ردّات فعل كبيرة جدًّا قد تتجاوز بكثير ما يتوقعها النظام، الذي هو بالمناسبة ينفذ الأجندة السعوديّة بالكامل، ولا يحيد عنها قيد أنملة، وهذه الأجندة هي التي ستوصله إلى مرحلة اللاعودة مع شعبه، ومعها ستتعقد الأمور بدرجة أكبر، وسيصبح من المستحيل على الشعب البحرينيّ أن يتقبّل العائلة المستبدّة التي استهدفت كلّ المحرمات ولم تستثن أحدًا.

وأشار عبد الساتر إلى أنّ النظام البحرينيّ يلعب بالنار في هذه المدّة، وهو بإصراره على محاكمة سماحة الشيخ عيسى قاسم فإنّه يجعل الشارع البحرينيّ يشتعل أكثر، لافتًا إلى أنّ الشعب البحرينيّ وكما عودنا طوال سنوات طويلة، لن يسكت عن استهداف رمزه، وسيبذل دمه وكلّ ما يملك من أجل عدم السماح لمرتزقة النظام بالوصول إلى سماحته وإلحاق أي أذى به، وخير دليل هو التصدي البطولي لأبناء البحرين الشرفاء حين منعوا المرتزقة من الوصول إلى سماحة الشيخ وبذلوا دماءهم، وكان الشهيد مصطفى حمدان خير دليل على هذه التضحية التي لم تقتصر على الدم بل تعدّتها إلى الأرواح، مؤكّدًا أنّه كما تصدّى الشعب البحريني لهذا الهجوم الإجراميّ فإنّ أبناءه سيتصدّون لأيّ محاولة جديدة من آل خليفة بدمائهم وأرواحهم.