Thursday 28,Nov,2024 07:33

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الحقوقيّ الأمريكيّ جوني بروس لـ «منامة بوست»: المعارضة البحرينية أظهرت ضعف النظام على المستوى الشعبيّ

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست» أكّد الناشط الحقوقيّ الأمريكيّ جوني بروس أنّ الاستعراض الدوريّ الشامل لمجلس حقوق الإنسان، الذي سيستعرض أوضاع حقوق الإنسان

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست» أكّد الناشط الحقوقيّ الأمريكيّ جوني بروس أنّ الاستعراض الدوريّ الشامل لمجلس حقوق الإنسان، الذي سيستعرض أوضاع حقوق الإنسان في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يشكّل فرصة جديدة هامة أمام المعارضة البحرينيّة وللنشطاء الحقوقيين في هذا البلد، لفضح النظام البحرينيّ وتعريته بشكل أكبر أمام المجتمع الدوليّ وأمام كلّ الدول الأعضاء الحاضرين في المجلس.

وأضاف بروس أنّ ملفّ التعدّيات والانتهاكات وحالات التعذيب الوحشيّة، تشكّل مادة دسمة من أجل السعي لإدانة النظام، وتوجيه أصابع الاتهام بكلّ الارتكابات التي يقوم بها ضدّ المعارضين وضدّ النشطاء الحقوقيين وكلّ أصحاب الرأي في البحرين، مشيرًا إلى أنّ النظام قد تمادى بشكل كبير في تعاطيه الإجراميّ والوحشيّ، مخالفًا كلّ المواثيق والعهود الدوليّة التي تنصّ على حماية المواطنين المعارضين وعدم السماح بالمساس بهم، لافتًا إلى أنّ السلطات البحرينيّة من خلال قيامها بعمليّة إعدام الشبّان الثلاثة بداية هذا العام، والتي تعد عمليّة قتل خارج القانون، أكّدت أنّ القتل هو إحدى الوسائل الأساسيّة التي يمكن أن تعتمدها من أجل قمع الأصوات المعارضة وإسكاتها.

وأشار بروس إلى أنّ هذا الاستعراض الشامل من الواضح أنّه يُقلق النظام، بدليل أنّه عمد إلى منع العديد من النشطاء من السفر إلى جنيف، في دلالة واضحة على حجم التأثير الذي يلعبه هؤلاء في عرضهم لمجمل الانتهاكات والممارسات التي يقوم بها النظام، لكن منع النشطاء من السفر قد يأتي بنتيجة عكسيّة غير متوقّعة على النظام البحرينيّ، خاصةً وأنّ هؤلاء أوصلوا صوتهم ورسالتهم إلى المجتمعين في جنيف، وعبّرت منظّمات حقوقيّة دوليّة عن إدانتها واستنكارها لمثل هذا الإجراء، التي تتكرّر مع كلّ اجتماع لمجلس حقوق الإنسان.

وأعرب بروس عن خيبة أمله الكبيرة من التعاطي بلا مبالاة من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة تجاه كلّ ما ترتكبه السلطات البحرينيّة من انتهاكات وممارسات أقل ما يقال عنها إنّها منافية للإنسانيّة، مشيرًا إلى أنّ الموقف الأمريكيّ الداعم وبشكل مستمرّ للنظام البحرينيّ، يعطي دافعًا أكبر بالنسبة لهذا النظام من أجل الاستمرار والتمادي بشكل أكبر في التعاطي القمعيّ مع شعبه، طالما أنّه يلقى دعمًا واضحًا وصريحًا من أكبر دولة في العالم، والتي تدّعي حرصها على حماية حقوق الإنسان في العالم وتعلن دائمًا أنّها حريصة على حقوق الشعوب، لكن هذا نراه فقط بالكلام والتصريحات الرنّانة، ولا يُجسّد بالواقع أبدًا، بدليل عدم تراجع السلطات البحرينيّة عن أي من ممارساتها التي تنتهك الحريات في البلاد، وعدم سماحها لأي رأي مخالف بالتعبير.

الناشط الحقوقيّ الأمريكيّ رأى أنّ المعارضة البحرينيّة استطاعت خلال السنوات الست الماضية من أن تواجه النظام بكافّة الوسائل الديمقراطيّة، ونجحت في استفزازه وإظهار ضعفه على المستوى الشعبيّ وعدم حيازته أيّ ركيزة شعبيّة، وتمثّل هذا بوضوح في آخر انتخابات قاطعتها المعارضة، والمشاركة الهزيلة والضعيفة التي حصدها النظام، والتي أتت جرّاء سياساته التعسفيّة، ما جعل هذا النظام يعيش حالة من الضياع، ولم يجد سبيلًا للمواجهة سوى بالإمعان أكثر في عمليّات القتل والتعذيب واعتقال المعارضين وزجّهم بالسجون والحكم عليهم بسنوات طويلة بالسجن، وفي هذا محاولة للقضاء على أي حالة معارضة في البحرين، مع ما يستدعي ذلك من تزايد في الانتهاكات والممارسات الاستبداديّة.

الحقوقيّ الأمريكيّ تمنّى أن يتم فضح ممارسات النظام البحرينيّ بشكل أكبر في كلّ المحافل الدوليّة، ولا سيّما غدًا في الاستعراض الدوريّ الشامل، وأن تتم إدانة السلطات البحرينيّة بشكل علنيّ دون أن تتأثّر الدول بالمواقف الداعمة والمؤيّدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا، وأن لا يتم التعاطي بازدواجية مع مطالب الشعوب، فالشعوب في كلّ العالم لها الحقّ في الحياة الكريمة والحريّة المطلقة والحصول على كلّ الحقوق، والأمر لا يتجزّأ بحيث يحقّ لشعب ما أن يحصل على الحقوق في حين أنّ شعبًا آخر يُظلم ويُقتل ويُعذّب خلف ستار الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب.

وختم بروس حديثه بوجوب أخذ العبرة من كلّ الأنظمة الديكتاتوريّة التي سقطت، رغم تحالفها المطلق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسبب هذا السقوط كان التحرّك الشعبيّ الغاضب في وجه هذه الأنظمة الاستبداديّة، ما أكّد أنّه مهما طال الزمن ومهما تمادت الأنظمة في ظلمها واستبدادها، إلّا أنّ الشعوب دائمًا هي التي تحقّق إرادتها بصبرها وثباتها وعدم التنازل عن حقوقها وعدم الركون إلى الظلم.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017115045


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *