منامة بوست (خاص): جدلٌ متواصل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ بعد إعلان سيّدة مصريّة تحمل الجنسيّة البحرينيّة عزمها على الترشّح للانتخابات البرلمانيّة المقبلة في البحرين،
منامة بوست (خاص): جدلٌ متواصل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ بعد إعلان سيّدة مصريّة تحمل الجنسيّة البحرينيّة عزمها على الترشّح للانتخابات البرلمانيّة المقبلة في البحرين، وقد يكون الأمر عاديًّا لدى بعض المُطبّلين لمشروع التجنيس السياسيّ الممنهج لدى النظام الحاكم في البحرين، ضمن معركته الوجوديّة ضد المكوّن الأصيل لشعب البحرين الذي يمثّل غالبيّة سياسيّة تتجاوز 65%، ومحاولاته للقضاء على هذه النسبة بتجنيس الآلاف من شتى أصقاع الأرض، لتحقيق أهدافه السياسيّة ذات الأبعاد الطائفيّة، والتي فضحها تقرير البندر الشهير في العام 2006.
«أميرة حسن يوسف الإمام» أو كما تُقدّم نفسها باسم «أميرة الحسن»، ومنذ أن أعلنت ترشّحها للانتخابات البرلمانيّة أثارت حفيظة غالبيّة الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعيّ، ودفعتهم إلى نبش تغريداتها المعادية للمواطنين الشيعة في البحرين، والتي استخدمت فيها الألفاظ البذيئة ضدّهم وسخرت من معتقداتهم الدينيّة. وقد كشفت بعض التغريدات أنّ «أميرة حسن الإمام» جاءت إلى البحرين للعمل راقصةً في فندق «سميراميس» في العاصمة المنامة. أمّا قصّة حصولها على الجنسيّة البحرينيّة فتستحقّ التأمّل، إذ كانت عن طريق وزير العدل «خالد علي آل خليفة»، المنحدر من «جناح الخوالد المتشدّد»، بحكم العلاقة الوثيقة بين «الراقصة أميرة ووالدة الوزير المصريّة»، وقد قضى الوزير جزءًا كبيرًا من حياته مهمّشًا ومهملًا في القاهرة، إلى أن تدخّل وزير الشؤون الإسلاميّة الراحل خالد عبد الله آل خليفة، للسماح له بالمجيء إلى البحرين، وتسليمه وزارة العدل لاحقًا. وقد يكون هذا سببًا وجيهًا للحصانة الرسميّة التي تحظى بها «الراقصة المصريّة» على الرغم من شتمها المواطنين البحرينيّين الشيعة على حسابها في تويتر، وعدم الأخذ بالشكوى التي رفعتها «المحامية البحرينية فاطمة الحواج» ضدّها لدى النائب العام، أو حتّى الاعتراف بقانونيّتها.
موجة الجدل التي أثارتها قضيّة «الراقصة أميرة» في البحرين وصل صداها إلى الجمهوريّة العربيّة المصريّة مسقط رأسها، وتناولها الإعلام المصري في «قناة الحدث اليوم المصريّة» التي اتصلت بالمستشار الإعلاميّ لأميرة، وهو المدعوّ «محمـد طلعت» مصريّ مقيم في البحرين، ليُقدّم شرحًا مفصّلًا عن تداعيات اللغط المثار حول راقصته، ويزيد الطين بلّة بوصفه المعترضين على ترشّحها «بالفئة المارقة»، وبالطبع كان هذا الوصف موجّهًا لغالبيّة شعب البحرين لا سواهم، وحرف القضيّة لمنحى طائفيّ وسياسيّ، ما يكشف أنّ مستشارها ماضٍ على خطاها في السبّ والشتم على الوسائل الإعلاميّة. وكلّ ذلك يجري في ظلّ صمتٍ مطبقٍ من «جمعيّة الميثاق البحرينيّة» التي تنتمي «الراقصة» لعضويتها، بموازاة تبريراتٍ قانونيّة تسوقها الصحف المحسوبة على «الديوان الملكيّ»، وأبرزها «صحيفة الأيام» المملوكة للمستشار الإعلاميّ لحاكم البحرين.
هذه المعطيات تعيدنا بالذاكرة للعام 2015، حين أعلنت «الراقصة المصريّة سما المصري» عن عزمها على الترشّح لمجلس النوّاب المصريّ، وهو ما أثار موجاتٍ من السخط والسخرية في الشارع المصري، وانتقاداتٍ واسعة على شاشات الإعلام المصري ومواقعه، على الرغم من أنّها مصريّة قبلت لجنة الانتخابات أوراق ترشّحها الرسميّة في ذلك الوقت. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ «الراقصة سما المصري» كانت إحدى أبرز الراقصات على «قناة التت» الخاصة بالرقص الشرقي، والتي تبث من البحرين في وقتٍ سابق. ومع هذا الجدل المثار حول «سما المصري» لم يتحقق حلمها في الوصول إلى مقعدٍ نيابي في البرلمان المصري رغم جرأة تصريحاتها في المقابلات التلفزيونيّة بهذا الخصوص. كما أعلنت مطلع العام الحالي 2018، على حسابها في تويتر، عزمها على الترشح للانتخابات الرئاسيّة في مصر.
إعلان ترشح «الراقصة المصرية أميرة حسن الإمام للمعركة السياسية» في البحرين يُحيلنا في بعض جوانبه أيضًا لقصة الأديب المصري الراحل إحسان عبد القدّوس الذي جسّدها الفيلم المصريّ الشهير «الراقصة والسياسي» – إنتاج عام 1990. وتدور أحداثه حول بطلة الفيلم «الراقصة سونيا سليم» التي ربطتها علاقة سريّة بأحد السياسيّين الذي اختفى عنها لعشر سنوات، إلى أن أصبح وزيرًا بعد هذا الهروب من حياتها، وقد حاولت من خلاله تحقيق أهدافها الشخصيّة عندما تمكنّت من لقائه بعد هذه المدة الطويلة، وفضح الأسرار في مذكّراتها الشخصيّة كان سلاحها في وجه الوزير وضدّ كلّ السياسيين الذين ربطتهم بها علاقات سريّة في حال وقوفهم ضدّ مشروع إنشائها دارًا للأيتام – بحسب القصة، وأبرز من دعمها في مشروعها «مدير أعمالها الشاذ دون غيره»، وعادة ما يقوم مديرو الأعمال لمثل هذه الفئة «بأدوارٍ مشبوهةٍ مختلفة، لكسب مزيدٍ من الأموال بهذا المسمّى الوظيفيّ».
حتى كتابة هذا التقرير لم تتضح الصورة عمّا إذا كانت «الراقصة أميرة أرادت تحقيق حلم الراقصة سما المصري في البحرين بدلًا من مصر»، كما أنّ الصورة لم تتضح عمّن يقف وراء «الراقصة المصريّة أميرة حسن الإمام» في البحرين ويدعم موقفها السياسي وترشّحها للانتخابات البرلمانية المقبلة في ظلّ احتجاب المعارضة الوطنيّة عن المشهد الانتخابيّ، ومن غير الممكن أن نتعرّف إلى الشخصيّة أو الشخصيّات السياسيّة التي تلقّت تهديدات من «أميرة الإمام» بفضح علاقتها السريّة بهم في حال وقوفهم ضدّ ترشحها.. لكن الصورة الظاهرة أمامنا حاليًا وجود «مستشار إعلامي يؤدّي أدوارًا مشبوهة من أجل تبييض سمعتها بشتم المواطنين الأصليّين على وسائل الإعلام»، وعلاقة قديمة تربط أميرة الإمام بـ«وزيرٍ في المنظومة السياسيّة للحكم»، أسهم بشكلٍ كبير في حصولها على الجنسيّة البحرينيّة، من خلال العلاقة الوثيقة «بالراقصة وأمّ السياسي».. فما هي الأسرار الأخرى التي لا نعلمها في هذه القصة؟!!
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2018010125
المواضیع ذات الصلة
انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»