منامة بوست (خاص): افتتح ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في مدينة كربلاء المقدّسة يوم الخميس 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 معرض «شهداء البحرين»، الذي يجسّد الحالة الثورية في البحرين منذ انطلاق الحراك المبارك في 2011، ويروي المراحل البطولية المتعدّدة التي صنعها هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا في طريق العزة والكرامة، وتعانقت صورهم وأرواحهم مع أبطال رووا بدمائهم الزكية ميادين الجهاد في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

معرض «شهداء البحرين» افتتحه ممثل بعثة السيد القائد الخامنئي إلى كربلاء حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ نجفي روحاني، كما كان هناك حضور بارز لعصائب أهل الحق في العراق وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء، وأقسام متعدّدة من تشكيلات الحشد الشعبي المقدّس، إضافة إلى حضور حاشد ووفود من عدة دول في العالم، حيث أكدت الكلمات التي أُلقيت قدسيّة الدماء التي بُذلت في طريق الحق بمواجهة الشر المطلق، كما شدّدت على أنّ الطريق الأمثل للعيش بعزة هو بالصمود والمقاومة والجهاد في سبيل الله، وبذل الدماء رخيصة اقتداء بسيد الشهداء «ع» الذي قدّم نفسه وأهل بيته من أجل إحياء الدين، وعاهد الخطباء على السير في طريق الجهاد حتى تحقيق النصر الإلهي الموعود.

مجدّدًا، وكما في كلّ عام، في أربعينيّة سيد الشهداء الإمام الحسين «ع»، يتجدّد العهد والبيعة، ويشهد ملايين الزوار على أولئك الشبّان البحرينيّين الكربلائيّين الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم فداء لدينهم وعقيدتهم وكرامتهم، هم كأصحاب الحسين «ع» الذين بذلوا مهجهم دونه، وبذلوا أرواحهم ودماءهم في سبيل بقاء الدين وعزّة الإسلام.

بين أقسام معرض الشهادة تتجول، لتشعر بالفخر والعزة، أمام شبّان بعمر الربيع، جعلوا الحسين «ع» وأصحابه القدوة والمثال، فكان لهم ما أرادوا من عزة وإباء. تخونك دمعة تنساب على الوجنتين، ليست دمعة حزن أمام هذا العدد الكبير من الشهداء، بل دمعة فخر أمام ما حقّقه هؤلاء الأبطال والتضحيات التي قدّموها من أجل إحياء أمّة.

وفي اليوم الثاني من فعاليات معرض «شهداء البحرين»، أُقيم برنامج خطابي، حيث تحدّث مدير التوجيه العقائدي في الحشد الشعبي في محور الفرات الأوسط سماحة الشيخ محمد النجار الذي أعلن عن دعمه حركة شعب البحرين في العريضة الشعبية المنادية بانتخاب مجلس تأسيسي، معتبرًا ذلك خطوة مهمّة ستسحب البساط من تحت أقدام «النظام الخليفي»، كما ألقى الشاعر اليمني الأستاذ معاذ الجنيد قصيدة باسم الشعب اليمني العزيز، مهداة إلى شعب البحرين الثائر، وكانت كلمة أيضًا للناطق الرسمي باسم كتائب جند الإمام الأستاذ حسين الأسدي الذي أكد فيها دعم الكتائب لشعب البحرين في خياراته وتقرير مصيره.

بين أقسام المعرض، وتحت زخّات المطر التي روت الرياض الرمزية لشهداء المقاومة الحسينية في البحرين، توافدت الجماهير الحسينية من زوّار مرقدي الإمام الحسين وأبي الفضل العباس «ع»، حيث تفاعلت بشكل مؤثّر مع تلك الصور الملائكية لشبّان كالأقمار، والتي تحكي حكايات من التضحية والبذل، وتروي المآسي الكبيرة والمعاناة التي عاشها أبناء البحرين ويعيشونها، عبر صور توثّق جرائم النظام، وتفضح مسلسل الاضطهاد والتعذيب الذي يمارسه بحق شعب البحرين.

المعرض تطرق أيضًا إضافة إلى قضية شهداء البحرين وتضحياتهم، إلى أبطال وشهداء قضوا في الطريق ذاته، ومن أجل القضية ذاتها، مجاهدون في العراق وسوريا واليمن ولبنان، تعانقت صورهم مع صور شهداء البحرين، وتلاقت أرواحهم في العلياء، لتروي للزوار الكربلائيين حكايات الجهاد والمقاومة والبطولة في ميادين مختلفة، ولتؤكد مجدّدًا أنّ راية الجهاد التي رفعها الأبطال في بلدانهم، هي راية موحّدة وهدفها واحد هو القضاء على الأيادي السود التي عاثت فسادًا وظلمًا وقتلًا وذبحًا في البلاد، مدعومة من أنظمة رجعية مهترئة وظالمة.

ولعدو الأمة أميركا وإسرائيل لفتة خاصة في معرض «شهداء البحرين»، علماهما يوضعان على الأرض، لتدوسه أقدام روّاد المعرض، في رسالة واضحة وجليّة، بالتصويب على العدو الأول لهذه الأمة، ولتوجيه البوصلة، ولتأكيد القضية الأساس، القدس وفلسطين، وما لهذه القضية من قدسية في نفوس أبطال الميادين.

الإقبال الجماهيري الحاشد يوميًا إلى المعرض يؤكد من جديد عظمة معنى الشهادة في سبيل الله، ويدلّل على الرابط الوثيق بين شهداء كربلاء الإمام الحسين «ع» وشهداء ميادين الحق في البحرين والعراق واليمن ولبنان، وليعطي هذه الشعوب المستضعفة والمظلومة الأمل الحقيقي في أنّ النصر قادم لا ريب فيه، بأياد وهمم حسينية.