Thursday 28,Nov,2024 01:47

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

لأوّل مرّة.. الدبلوماسيّة البحرينيّة «وجهًا لوجه» في معركة مع ائتلاف شباب 14 فبراير

منامة بوست (خاص): خطوة غير مسبوقة أقدم عليها تنظيم ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين، وقرار قد يكون الأبرز في محطات هذا التنظيم السرّي بعد ثمانية أعوامٍ من العمل الميدانيّ،

منامة بوست (خاص): خطوة غير مسبوقة أقدم عليها تنظيم ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين، وقرار قد يكون الأبرز في محطات هذا التنظيم السرّي بعد ثمانية أعوامٍ من العمل الميدانيّ، وآلاف الجولات من الحراك الثوريّ في الساحات وسط سحب الغازات السامّة من قوّات المرتزقة التابعة لوزارة الداخليّة البحرينيّة، ووجهًا لوجه مع أزيز رصاص هذه الجحافل العسكريّة منذ إقدامها على سحق احتجاجات ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، حتى يومنا هذا، بمعونة قوّاتٍ عسكريّةٍ خليجيّة – سعوديّة وإماراتيّة.

انتقلت ساحة المعركة بعد هذه السنوات إلى خارج الحدود البحرينيّة، واللافت فيها «إماطة اللثام» عن أحد وجوه عناصر تنظيم ائتلاف شباب الرابع عشر من فبراير والخروج أمام الملأ من دون قناعٍ يخفي هويّته، ومن دون أيّ أداةٍ من أدوات المواجهات الميدانيّة التي تجري مع قوّات المرتزقة في الداخل والعناصر الشبابيّة الميدانيّة، لا قناع ولا ملابس سود ولا زجاجات مولوتوف ولا حتى قطعة حجر ومن دون ضوضاء في الشارع. تحوّلت كلّ هذه المظاهر إلى مواجهةٍ من نوعٍ آخر، وبشكلٍ مختلف في العاصمة العراقيّة بغداد، وفي أحد أشهر مواقعها الجغرافيّة وهو «المنطقة الخضراء» بدلاً من شوراع البحرين، وتحت سقف أحد أرقى فنادق هذه المنطقة، والذي تقام فيه الفعاليّات الرسميّة كالمؤتمرات والقمم الرفيعة المستوى وهو «فندق الرشيد»، ليشهد إعلان الائتلاف بشكلٍ رسميّ دخوله المعركة السياسيّة العلنيّة خلال مؤتمرٍ حضره أبرز الشخصيّات السياسيّة والدبلوماسيّة والدينيّة، يوم السبت الماضي 22 ديسمبر/ كانون الأول 2018، وإعلان عزمه افتتاح مكاتب سياسيّةٍ لهذا الغرض، وأوّلها سيكون في العاصمة اللبنانية بيروت، بإدارة الناشط السياسي الدكتور إبراهيم العرادي.

اختار ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير هذه المرّة ساحة المعركة بشكلٍ مدروسٍ ودقيق بكلّ المقاييس، إذ تكمن التفاصيل في كواليس هذا المؤتمر وما واجهه من تحدّيات حتى الساعات الأخيرة قبل انعقاده، وهنا تنفرد «صحيفة منامة بوست» بالكشف عن بعض تفاصيل ما جرى في أروقة «فندق الرشيد في بغداد»، بعيدًا عن الكاميرات وشاشات النقل المباشر للحدث، وبعيدًا عن وسائل الإعلام الرسميّة التابعة للسلطات البحرينيّة، والتي لن تجرؤ على كشف عورتها أمام مناصريها، واعترافها بأيّ شكلٍ من الأشكال بخسارتها المعركة أمام تنظيم ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، وخيبة دبلوماسيّتها الممثّلة في عناصر السفارة البحرينيّة في بغداد، وحتى كتابة هذا التقرير لم يصدر أيّ موقفٍ رسميّ حيال ما جرى هناك، ولا حرج في ذلك، فالصفعة كانت أشدّ وأقسى مما تخيّله الوفد الدبلوماسيّ بعد خيبة مساعيه لمنع انعقاد المؤتمر، وخوضه لأوّل مرّة معركة مع ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير وجهًا لوجه.

وتشير المعلومات إلى أنّ السفارة البحرينيّة في بغداد تحرّكت على نطاقٍ واسعٍ يوم السبت لمنع انعقاد مؤتمر الائتلاف، بمخاطبة عدةٍ جهاتٍ رسميّةٍ من دون جدوى، على الرغم من استخدامها ذريعة وجود اتفاقيّاتٍ بينها وبين الحكومة العراقيّة، فلم تجد السفارة سبيلًا إلّا محاولة استمالة رئاسة الوزراء العراقيّة نحو موقفها، وبالتأكيد وصلت إلى طريقٍ مسدود، فقد ظنّوا أنّ رئاسة الوزراء العراقيّة نسخة مشابهة لرئاسة الوزراء البحرينيّة البالية العجوز، والمسيّرة وفق القرار القبلي. لم توفّق الدبلوماسيّة إذن، ولم تفلح هذه المساعي الناعمة، فلم يبقَ إلّا العودة إلى الجذور باستخدام إحدى الوسائل القذرة المعهودة باستهداف بعض الشخصيّات المشاركة في المؤتمر، وفعلًا تمّ الاتّصال بأحد رجال الدين من مشايخ أهل السُّنة والجماعة لثنيه عن الحضور عبر ممارسة الضغطوط المختلفة، ولكن جاءت الصفعة قاسية هذه المرّة أيضًا.

فشلت الوسائل الدبلوماسيّة مع رئاسة الوزراء العراقيّة، وفشلت الوسيلة الناعمة باستمالة رجل الدين، وهنا وجب الانتقال من الخطة (أ) القذرة، إلى الخطة (ب) الأكثر قذارة، عبر ممارسة الضغط على إدارة الفندق لمنع انعقاد المؤتمر منذ الصباح حتى الساعات الأخيرة قبل موعد انعقاده بإصرارٍ شديد، «وإذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب؛ ففندق الرشيد هو مقرّ إقامة أعضاء الوفد الدبلوماسي بشكلٍ دائم، وإمّا نحن أو انعقاد المؤتمر وإلّا سنقوم بترك الإقامة في الفندق واستئجار مكانٍ آخر». تمامًا مثلما الأطفال حين يهدّدون برمي أنفسهم من ارتفاع طاولةٍ أو كرسي في حال عدم تنفيذ رغباتهم..!

حُسمت المعركة هنا بتدخّل رئيس الوزراء العراقيّ السابق «نوري المالكي» نحو عقد المؤتمر على الرغم من «عويل الوفد الدبلوماسيّ البحرينيّ»، وفصل هذه التجاذبات بشكلٍ نهائي لصالح الائتلاف، والمالكي كان إحدى أبرز الشخصيّات المشاركة بكلمةٍ في المؤتمر إلى جانب أبرز الفصائل الجهاديّة العراقيّة كأمين عام كتائب سيّد الشهداء، وأمين عام كتائب جند الإمام، وأمين عام سرايا الخراساني، وعدد من علماء أهل السُنَّة والجماعة، وهذه المكوّنات تقع ضمن تشكيلة الحكومة العراقيّة الرسميّة؛ بالإضافة إلى 39 نائبًا من البرلمان العراقيّ. لم يبق أمام الوفد الدبلوماسيّ البحرينيّ إلّا صرخة أخيرة قد تكون شافعة لمنع انعقاد المؤتمر، أطلقوها في وجه إدارة «فندق الرشيد»: «كيف يكون لتنظيم إرهابيّ نفوذ في العراق إلى هذا الحدّ؟!». وهنا مربط الفرس، إذ أدركوا أنّهم خارج منطقة نفوذهم ومن دون سيطرة، ولم تجدِ دبلوماسيّتهم أو ضغوطهم، أو حتى تلويحهم بمغادرة الفندق إلى مكانٍ آخر، بعد «هزيمة سوداء في المنطقة الخضراء البغداديّة».

لم يتسنَ لنا التأكّد من دخول الوفد الدبلوماسيّ البحرينيّ إلى غرفهم في «فندق الرشيد» بعد هذه المعركة الحامية من عدمه، ولا نعلم إن كانوا قد لجأوا إلى «حائط مبكى» وزير خارجيّة البحرين خالد بن أحمد آل خليفة باعتباره كبير الدبلوماسيّة البحرينيّة، أو أنّهم ربما فضلّوا التدثّر «ببشت» سفير البحرين في بغداد في هذا البرد القارس طلبًا للدفء على الرغم من حصولهم على الحرارة الكافية طيلة يوم السبت من الصفعات المتتالية على كلّ جزءٍ من أجسامهم من دون استثناء، بل كلّ ما نعلمه أنّهم لم يصبحوا على خير في اليوم التالي من هول ما حدث، فضلًا عن آثار الصدمة النفسيّة التي خلّفت ما خلّفت في سريرتهم وأسرّتهم المغمورة برطوبة ما يحدث أثناء نوم الأطفال الصغار..!


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2018022854


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *