منامة بوست (خاص): قالت صحيفة «الغارديان البريطانيّة» إنّ «النظام في السعودية دفع كلًا من حكومتي البحرين والإمارات لإتمام صفقات التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، والتي تمّ توقيعها في منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري، برعاية أمريكيّة».

وأكّدت الصحيفة في مقال للكاتب «مارتن شالوف» أنّه «في الوقت الذي كانت تستعدّ فيه الإمارات والبحرين لتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسيّة مع إسرائيل، كانت السعودية – ذات الثقل الإقليميّ- تحثّهما بهدوء على ذلك» – حسب تعبيره.

وأضاف أنّ «وليّ عهد حاكم السعودية محمد بن سلمان قام بوضع الأساس لهذا الإتفاق، والذي من شأنه أن يقلب السياسات الإقليميّة تجاه خصم طويل الأمد»- على حدّ وصفه.

ولفت إلى «أنّ بن سلمان كان يبحث عن مبرّرات لتغيير النظر حيال السياسات الإسرائيليّة، بعد أن وقع ضحيّة إغراءات تتمثّل في الحصول على طائرات مقاتلة وخدمات سياسيّة من أمريكا».

وأشار إلى أنّ «المحفّز لدى بن سلمان هو حثّ جارتيها الخليجيّتين البحرين والإمارات على توقيع اتفاقيّة التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيليّ لتكونا غطاءً للرياض مستقبلًا»- على حدّ تعبيره.

وأكد أنّ وريث العرش السعوديّ له توجّهات في المنطقة تختلف عن منظور أسلافه، إذ يرى أنّ التوسّع الإيرانيّ يمثّل تهديدًا أكبر للاستقرار من الفشل الذي دام سبعة عقود في تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كما لم يعد يؤمن بالمبادرة العربية التي يتبنّاها والده المسنّ، إلى جانب تأثّره بوجهات نظر صهر ترامب «جاريد كوشنر»، منذ التقائه به في عام 2017 – حسب وصفه.

وأضاف أنّ «بن سلمان لن يستعجل في إتمام صفقة تطبيع مع إسرائيل حتى لا يعطي ذلك الإنجاز في سلّة نجاحات ترامب، لكن عوضًا عن ذلك، فإنّ الرياض ستواصل جهودها في دفع الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيونيّ كما هو الحال مع السودان وسلطنة عمان».

ولفت إلى أنّ كلًا من السعودية والكويت لن يستعجلا في إبرام الصفقة قبل الحصول على جائزةٍ أكبر للمضيّ قدمًا تجاه التطبيع، وهو ما يُفسّر عدم إشارة الحاكم السعوديّ لاتفاقات التطبيع الإماراتيّة والبحرينيّة مع إسرائيل في خطابه أمام الأمم المتحدة قبل أيام- على حدّ قوله.