منامة بوست (خاص): خرج أهالي بلدة النويدرات وآلاف البحرينيين في تشييع «الشهيد عباس مال الله» إلى مثواه الأخير في موكب تشييعٍ مهيب، والذي استُشهد في سجن جوّ المركزيّ على إثر الإهمال الطبيّ المتعمّد من إدارة السجن.

وتوافد المواطنون إلى منطقة النويدرات للمشاركة في تشييع الشهيد، وضجّت المسيرة بهتافات تحمّل النّظام مسؤوليّة إزهاق أرواح المواطنين من خلال الزجّ بهم في السّجون، وتعريضهم للإهمال الصحيّ.

وشهدت بلدة النويدرات خلال توافد المواطنين وتشييع الشهيد، استنفارًا أمنيًا واسعًا لعناصر المرتزقة، والميليشيات المدنيّة التابعة لوزارة الداخليّة البحرينيّة، وقد انتشرت مركباتهم عند مداخل البلدة، في حين حلّق الطيران المروحيّ بعلوٍّ منخفض فوق المشيّعين الغاضبين في مقبرة النويدرات، استمرارًا في حملة ترهيب المواطنين.

وردّد المشيّعون شعارات غاضبة مُطالبة بسقوط حاكم البلاد، وتحميله مسؤوليّة تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في السّجون البحرينيّة، والتي تسعى السّلطة إلى تبييضها من خلال مؤسّساتها الرسميّة.

وخرجت تظاهرات شعبيّة غاضبة في عددٍ من مناطق البحرين بعد الإعلان عن نبأ استشهاد «المعتقل عباس مال الله»، وعبّروا عن غضبهم وتنديدهم بالإهمال الحاصل في السّجون، وللمطالبة بالقصاص من قتلة الشهيد، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين في سجون النّظام، قبل أن تحلّ الكارثة ويخرجون نعوشًا على الأكتاف.

وكانت قوى المعارضة البحرينيّة قد أعلنت استشهاد المعتقل السياسيّ عباس علي حسن مال الله من بلدة النويدرات، في سجن جوّ المركزيّ على إثر نوبة قلبيّة، وامتناع العناصر الأمنيّة عن تقديم الإسعافات الطبيّة له بحجّة عدم وجود أوامر بذلك.

ويأتي اسشهاد المعتقل السياسيّ «عبّاس مال الله» في سجن جوّ المركزيّ، بعد يومين من مؤتمرٍ رسميّ لرئيس الأمن العام «طارق الحسن»، قال فيه إنّ وزارة الداخليّة البحرينيّة تعمل وفق بروتوكولات وقائيّة تراعي أفضل المعايير الدوليّة، من خلال التعاون والتنسيق مع وزارة الصحّة لضمان صحّة وسلامة المعتقلين والعاملين في السّجون – حسب مزاعمه.

وكانت وزارة الداخليّة البحرينيّة قد قالت في بيانٍ رسميّ إنّ استشهاد المعتقل السياسيّ مال الله»، جاء كوفاةٍ طبيعيّة إثر تعرّضه لأزمة قلبيّة، وتمّ نقله إلى العيادة على الفور، وإخضاعه للإسعافات الأوليّة اللازمة، حتى استقرّت حالته الصحيّة، وأضافت أنّه توفّي عند نقله إلى مستشفى السلمانيّة – على حدّ زعمها.