منامة بوست: اتّهم وزير داخليّة البحرين «راشد عبدالله الخليفة»، سفير الولايات المُتّحدة الأمريكيّة في المنامة «ستيفن كريغ بوندي»، بالتّدخل في شؤون البلاد الداخليّة، بعد لقائه مع عددٍ من ممثلي جمعيّاتٍ بحرينيّة.

وقال الوزير إنّ قيام ممثّلي عددٍ من الجمعيات، بالتواصل وبحث الشّؤون الداخليّة البحرينيّة مع جهةٍ خارجيّة وإثارتهم مغالطات وشكاوى فئويّة، يمثّل وجهات نظرهم الشخصيّة، ولا يعكس الإجماع الوطنيّ، فضلًا عن كونه إضرارًا بمتطلّبات السّلم الأهليّ، ويتيح الفرصة لأطرافٍ خارجيّة بالتدخّل في الشؤون الداخليّة للمملكة» – بحسب وكالة أنباء البحرين الرسميّة «بنا».

وأوضح أنّ ما أقدم عليه هؤلاء، يعدّ تجاهلًا للجهات الرسميّة المسؤولة عن تنظيم عمل هذه الجمعيات، كما يعيد للأذهان، ما أسماه «الأحداث المؤسفة التي تعرّضت لها البلاد قبل 11 عامًا»، وكان من أبرز أسبابها التدخّل في الشؤون الداخليّة للبحرين، وتواصل شخصيات مخالِفة للقانون مع جهاتٍ خارجيّة – على حدّ زعمه.

وأشار إلى أنّه كان «أحرى بهؤلاء الالتزام بما تتطلّبه الإجراءات القانونيّة التي تنظّم عمل تلك الجمعيات، والتفاخر بما تمّ إنجازه على امتداد تاريخ البحرين الحديث والمعاصر، في مختلف المجالات التنمويّة والمعيشيّة وعلى مختلف المسارات» – بحسب الوكالة.

وأضاف أنّ اللقاء خروجًا عن الصّف الوطنيّ، والذي من شأنه إحداث لغطٍ في مسيرة الوحدة الوطنيّة ومقتضيات السّلم الأهلي، ودعا هذه الجمعيات إلى أن تعي مسؤوليّاتها وضوابط النّظام الأساسيّ الذي تعمل في إطاره، ولفت إلى أنّ البحرين دولة قانونٍ ومؤسّسات، ولن تسمح بإفساح المجال لمثل هذه التدخّلات في الشّؤون الداخليّة – على حدّ قوله.

وكان ممثّلون عن الجمعيّة البحرينيّة لحقوق الإنسان، الجمعيّة البحرينيّة للشفافيّة، وجمعيّة الاجتماعيين البحرينيّة، قاموا بلقاء السّفير الأمريكيّ في البحرين بشكلٍ غير معلن، وتمّ بحث عددٍ من القضايا الحقوقيّة والسياسيّة للبلاد – وفق صحيفة الوطن التابعة «للديوان الملكيّ».

واستنكرت لجنة الشّؤون الخارجيّة والدّفاع والأمن الوطنيّ بمجلس النّواب، لقاء مجموعةٍ من ممثّلي بعض الجمعيات مع السّفير الأمريكيّ والحديث عن الشّؤون الداخليّة للمملكة، وأكّدت أنّ تلك الجمعيات لا تمثّل الشّعب البحرينيّ، وما فعلوه مخالف للقوانين والنّظام الأساسيّ لعمل هذه الجمعيات، فضلًا عن أنّه يهدّد الوحدة والسّلامة الوطنيّة، ومثير للفتنة وخروج عن الصّف والإجماع الوطنيّ في المملكة – بحسب وكالة أنباء البحرين الرسميّة «بنا».

وطالبت اللجنة باتخاذ الإجراءات القانونيّة، ضدّ كلّ من تسوّل له نفسه مخالفة القواعد والأنظمة الأساسيّة وتهديد أمن وسلامة ووحدة الوطن، وأشادت بالإنجازات الديمقراطيّة المتميّزة والمكتسبات الوطنيّة المتعدّدة مقارنةً بالكثير من الدّول التي تعرّضت لهزّاتٍ وطنيّة شديدة، ولا تزال تعاني من عدم الاستقرار وتفتقر للأمن والأمان – وفق تعبيرها.

هذا ولم يصدر عن وزارة الخارجيّة البحرينيّة أو السّفارة الأمريكيّة في المملكة، أيّ بياناتٍ بشأن لقاء السّفير الأمريكيّ، وما وصفه وزير الداخليّة بالتجاوزات والتدخّل في الشّأن الداخليّ للمملكة.

وكانت منظّمات حقوقيّة، طالبت سفير الولايات المتّحدة القادم لدى البحرين «ستيفن بوندي»، بإشراك حكومة البحرين بشأن قضايا حقوق الإنسان فور وصوله إلى المنامة، وأكّدت أنّ البحرين دولة تنتهك بشكلٍ فظيعٍ حقوق شعبها، وفقًا لوزارة الخارجيّة الأمريكيّة ومنظّمات حقوق الإنسان الدوليّة مثل «منظّمة العفو الدوليّة» و«هيومن رايتس ووتش».

وتسلّم حاكم البحرين «حمد عيسى الخليفة» مؤخّرًا، أوراق اعتماد ثلاثة سفراء جدد لدى البلاد في 8 فبراير/ شباط 2022، ومن بينهم سفير الولايات المتّحدة الأمريكيّة «ستيفن كريغ بوندي».

هامش: 

هيومن رايتس فيرست: «تدعو الولايات المتّحدة لدفع حليفتها البحرين لإجراء إصلاحات سياسيّة وحقوقيّة وتُحذّر من انتفاضة أخرى»

منظّمة أمريكيون «تطالب السّفير الأمريكيّ القادم إلى البحرين بوضع حقوق الإنسان في قلب الأجندة الأمريكيّة»