منامة بوست: أشاد معتقلون سياسيون في البحرين، بموقف بطل العالم لسباقات «الفورمولا 1» البريطانيّ «لويس هاميلتون»، الذي دعا إلى عدم تجاهل قضايا حقوق الإنسان في البلدان التي تجري فيها سباقات الجائزة الكبرى للسّيارات.

وقالت «صحيفة الغارديان البريطانيّة» في تقريرٍ عبر موقعها الإلكترونيّ، إنّ البحرين التي ستشهد سباقات «الفورمولا 1» نهاية هذا الأسبوع، هي دولة تعرّضت لانتقاداتٍ شديدةٍ من قبل منظّمات حقوق الإنسان بسبب الانتهاكات.

وأشارت إلى رسالة المُعتقل «علي حاجي»، الذي قضى سبع سنوات في السّجن، بعد مشاركته في احتجاجاتٍ مؤيّدة للديمقراطيّة، وقال إنّ «المعتقلين السّياسيين وسجناء الرأي في سجن جوّ البحرينيّ سبق وأن قاطعوا مشاهدة «الفورمولا 1» بسبب دورها في غسيل النّظام الرياضيّ، وأشاد بموقف «هاميلتون» الصّريح من حقوق الإنسان، ودعمه العام الماضي لبعض السّجناء السّياسيين الذين كتبوا له من البحرين – بحسب تعبيره.

وأكّد حاجي أنّه تعرّض للتعذيب أثناء استجوابه في سجون البحرين، وحُكم عليه بالسّجن لمدّة عشر سنوات لمشاركته في احتجاجاتٍ في العاصمة البحرينيّة المنامة، وأضاف أنّه رغم الأصفاد والقيود وجدران السّجن، فإنّه مستمرّ في كشف وفضح انتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها – بحسب الصحيفة.

وقال معهد البحرين للحقوق والديمقراطيّة – «بيرد»، في رسالةٍ مشتركةٍ مع «حاجي»، إنّ «هاميلتون ليس فقط الأفضل في القيادة، ولكنّه أيضًا إنسان يهتمّ بمعاناة الآخرين، ودعاه إلى الحديث علنًا عن الاضطهاد في البحرين والانتهاكات الإنسانيّة داخلها».

وطالب المعهد المتسابق الدوليّ باستخدام منصّته، وتأثيره مع البحرين لتأمين الإنصاف لضحايا الانتهاكات، وأن يستشهد بتقارير المنظّمة بشأن «القمع الشّديد»، الذي مارسته السّلطات العام الماضي، وكيف أنّها واصلت حملتها العنيفة من الاضطهاد ضدّ المعارضين السياسييّن، وتصعيدها واستهدافها للأطفال – حسب تعبيره.

ولفت المعهد إلى أنّه وجّه رسالةً أيضًا إلى المتسابقين «سيباستيان فيتيل، وماكس فيرستابن، وجورج راسل، ولاندو نوريس»، وطلب منهم اتّخاذ موقفٍ مماثل، وأشار إلى أنّ المتسابقين اتخّذوا موقفًا ضدّ العمليات العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا.

وشدّد على ضرورة فضح انتهاكات حقوق الإنسان في كلّ مكان، لا سيّما ما يسمّى التحالف الذي تقوده السعوديّة ويضمّ البحرين والإمارات، المنخرط في حملة عسكريّة منذ سبع سنواتٍ ضدّ الشّعب اليمنيّ.

وكان بطل العالم لسباقات «الفورمولا 1» البريطانيّ «لويس هاميلتون»، أكّد في وقتٍ سابقٍ أنّ إدارة السّباق لم يعد بإمكانها تجاهل قضايا حقوق الإنسان في البلدان التي تزورها، وأنّه «يجب أن نأخذ الوضع في البحرين على محمل الجدّ، لدرجة أنّني أمضيتُ الأشهر القليلة الماضية في تثقيف نفسي حول هذا الموضوع» – حسب تعبيره.

وأشار إلى أنّه جاء هنا طوال السّنوات الماضية، ولم يكن على درايةٍ بكلّ تفاصيل حقوق الإنسان، وأكّد أنّه قضى وقتًا في التحدّث إلى خبراء قانونيين في مجال حقوق الإنسان، وإلى منظّمات حقوق الإنسان مثل منظّمة العفو الدوليّة.

وكان 57 نائبًا بريطانيًا و22 منظّمة حقوقيّة، وجّهوا رسالةً إلى إدارة «الفورمولا 1» العام الماضي، يطالبونها بإجراء تحقيقٍ مستقلٍّ في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، المرتبطة بسباق جائزة البحرين الكبرى، ولفتوا إلى أنّ إجراء السّباق في البحرين بمثابة «غسيلٍ رياضيّ» لإضفاء الشرعيّة على تصرّفات النّظام – على حدّ وصفهم.