منامة بوست: نظّمت الولايات المتّحدة الأمريكيّة، اجتماعًا مع كبار المسؤولين العسكريين في نظام الفصل العنصريّ – «الكيان الصهيونيّ»، والسعوديّة وقطر والأردن ومصر والإمارات والبحرين، للتآمر ضدّ إيران.
وتأتي هذه المحادثات؛ في الوقت الذي دعا فيه ملك الأردن «عبدالله الثاني بن الحسين» الموالي بشدّة للغرب، إلى إنشاء «حلف شمال الأطلسيّ في الشّرق الأوسط» – وفق تقرير نشره «موقع multipolarista» الإلكترونيّ.
وتمّ الكشف عن المحادثات العسكرية في تقرير صدر في 26 حزيران/ يونيو الماضي في «صحيفة وول ستريت جورنال» الأمريكيّة، «الولايات المتّحدة عقدت اجتماعًا سريًا مع قادة عسكريين إسرائيليين وعرب لمواجهة التهديد الجويّ الإيرانيّ»، والذي أشار إلى محاولات القيادة المركزيّة للجيش الأمريكيّ، تنسيق الأنشطة الجويّة في المنطقة على أمل احتواء طهران – بحسب الموقع.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إلى أنّ وزير دفاع الكيان المحتل «بيني غانتس»، أكّد أنّ هذا التعاون العسكريّ يحمل اسم «تحالف الدّفاع الجويّ للشّرق الأوسط»، إذ جمعت المحادثات رؤساء أركان القوّات المسلّحة الصهيونيّ والسعوديّ والقطريّ، إلى جانب ضبّاط عسكريين كبار من الأردن ومصر ومسؤولين على مستوى أدنى من الإمارات والبحرين – بحسب الصحيفة.
ولفت الموقع إلى خطّة الرئيس الأمريكيّ «جو بايدن»، لزيارة الكيان الصهيونيّ والسعوديّة في يوليو/ تموز الجاري.
وأكّد مسؤولون حكوميون أمريكيون لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أنّ الاجتماع عُقِدَ في «شرم الشيخ» بمصر في مارس/ آذار الماضي، من أجل «التنسيق ضد قدرات إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار المتنامية».
وجمعت المحادثات رؤساء أركان القوات المسلحة الإسرائيلية والسعوديّة والقطريّة، إلى جانب كبار الضباط العسكريين من الأردن ومصر، ومسؤولين من المستوى الأدنى من الإمارات والبحرين، فيما لم تشارك الكويت وعمان في الاجتماع.
وكانت هذه المحادثات العسكريّة في مصر، علامة واضحة على الحملة المتزايدة لتطبيع الاستعمار الإسرائيلي من قبل ممالك الخليج وحلفائها، إذ قامت مصر بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ عام 1979، في حين قامت الأردن بتطبيع العلاقات مع الكيان عام 1994، ولكنّ قامت الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع «نظام الفصل العنصري» في إسرائيل عام 2020، كجزءٍ من «اتفاقيات أبراهام» لإدارة «دونالد ترامب».
ولم تقم السعودية وقطر بإقامة علاقات رسمية مع الكيان الصهيونيّ من الناحية الفنيّة، رغم أنهما تتعاونان بهدوء خلف الكواليس لسنوات، إذ قام النظام السعوديّ بشراء معدات عسكريّة إسرائيليّة وتكنولوجيا مراقبة وقرصنة، وقد رحب النظام الملكي السعوديّ بالمديرين التنفيذيين للشركات الإسرائيلية.
وتربط السعودية وقطر علاقات متوترة للغاية، حتى أنّ «الرياض» التي تدعو إلى أيديولوجيّة أصوليّة وهابيّة، فرضت حصارًا على الدوحة عام 2017، وهي تُعدُّ راعيًا رئيسيًا لجماعة الإخوان المسلمين، إلّا أنّ كبار القادة العسكريين في السعودية وقطر، شاركوا في اجتماع مع رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، ويُظهر ذلك أنّ ممالك الخليج لا تزال على استعدادٍ للتعاون مع الكيان الصهيونيّ، في محاولة لاحتواء إيران، وهي واحدة من الداعمين الرئيسيين للقوى المناهضة للإمبرياليّة في المنطقة، والزعيم الفعليّ لمحور المقاومة، كما شكلت طهران تحالفات اقتصادية وسياسية، أوسع نطاقًا مع «الصين وروسيا وفنزويلا ونيكاراغوا».
وأيّد العاهل الأردني «الملك عبد الله الثاني» الموالي للغرب، فكرة إنشاء «حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط»، وهو تحالف إقليميّ يستند إلى «الكارتبل العسكريّ» الذي تقوده الولايات المتحدة، مستشهدًا بالحرب بالوكالة في أوكرانيا، إذ قال في مقابلة مع «قناة CNBC» في يونيو الماضي، «سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط».
وكان المفكّر اليساريّ البارز في الجبهة الشعبية الثورية لتحرير فلسطين «غسان كنفاني»، قد جادل في العام 1960، بأنّه لم يكون الكيان الصهيونيّ وحده العدوّ الأكبر لحريّة الشعب الفلسطينيّ، ولكن أيضًا ما أسماه «الأنظمة العربيّة الرجعية» مثل ممالك الخليج، وكلها جزء من النظام الإمبرياليّ الذي تقوده الولايات المتحدة.
كان سرًا مفتوحًا لعقود أنّ هذه الأنظمة العربيّة الرجعيّة كانت تتعاون مع الكيان الصهيونيّ، ولكن في السنوات القليلة الماضيّة، أصبح تحالفها علنيًا ولا يمكن إنكاره – بحسب الموقع.