منامة بوست: قال ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّ مقاطعة الانتخابات البرلمانيّة الصوريّة المقبلة في البحرين؛ أصبحت محسومةً وبلا لُبسٍ أو جدالٍ لدى كلّ أطيافِ المعارضةِ، وعموم الفعاليّات والرّموز الوطنيّة والدّينيّة في البلاد.
وأكّد الائتلاف في بيانٍ على موقعه الإلكترونيّ تضامنه مع المواقف القاطعة التي صدرت عن الفقيه «آية الله الشّيخ قاسم»، ومن بينها الموقف الصّادر بتاريخ 7 سبتمبر/ أيلول 2022، والذي أكّد فيه أنّ «المشاركة الشعبيّة في الانتخابات المزعومة هي «خدمةٌ للظّلم»، وفيها «إعانةٌ للنّفس وإضرارٌ بها»، كما استنكر في موقفٍ آخر استغلال الانتخابات لاستغفال الشّعب وتكريس الدّيكتاتوريّة، وتأكيد أنّ الشّعب يُدرك أنّ انتخابات النّظام عديمة الصّدق والصّدقيّة، وهي خدعة لن تنطلي على أحد – على حدّ وصفه.
وشدّد على أهميّة الشّروع في إطلاق برنامج لمقاطعة هذه الانتخابات الزّائفة، تأسيسًا على المشاريع التي دشّنها الائتلاف مع شعب البحرين خلال السّنوات الماضية، كمشروع «الاستفتاء الشّعبيّ» عام 2014، الذي أسفرت نتائجه عن تأكيد حقّ شعب البحرين في تقرير مصيره، ومشروع «العريضة الشّعبيّة» عام 2018، والذي أكّد أهميّة انتخاب مجلس تأسيسيّ، يتولى صياغة دستور جديد للبلاد يُمثّل عقدًا اجتماعيًّا وسياسيًّا جديدًا.
وأشار إلى أنّ بدء النّظام في الدّعاية للانتخابات؛ ومحاولاته المرتقبة لترويجها وللتّهديد من أجل إجبار النّاس على المشاركة في انتخاباته؛ هو أمرٌ لا ينبغي أن يؤثّر في الإرادة الشّعبيّة، التي يجب أن تعمل على بناء قوّتها الحرّة والنّزيهة والأصيلة، عبر التحرُّر الفكريّ والعمليّ من ضغوط النّظام وإغراءاته» – حسب تعبيره.
وأضاف أنّ المطلوب من شعب البحرين أن يفكّ الارتباط عن كلّ مشاريع النّظام الظّالمة، وألّا يقرّ بها بأيّ شكلٍ من الأشكال، لأنّ في ذلك مخالفة صريحة «للعقل والدّين وسيرة العقلاء»، كما عبّر عنه «الشّيخ قاسم» – وفق البيان.
ولفت إلى أنّ رفْض المشاركة في انتخابات النّظام الشّكليّة؛ هو جزءٌ من التّعبير العمليّ عن التحرُّر من دوائر النّظام، وفكّ الارتباط عن مشاريعه الظالمة وغير الشّرعيّة، وهو ما يعني ضرورة الاستمرار في سياسة «التحرّر وفكّ الارتباط»، لتكون سياسةً ثابتة للشّعب والمعارضة، وليست مرتبطةً فقط بحدث الانتخابات الآني والرّاهن.
وأكّد أنّ الإنكار هو عنوانٌ أساسيٌّ للمشاريع البديلة، المطلوب من الشّعب وقواه المعارضة أن يقدّمها في مواجهة مشاريع النّظام. وأضاف أنّ على هذا الإنكار أن يكون عنوانًا للمشروع البديل، الذي يجب أن يعبّر عن عدم الإذعان للواقع الظّالم والفاسد وغير الشّرعي، وتقديم البدائل العمليّة التي تعبّر عن رؤية الشّعب والمعارضة المخلصة – على حدّ قوله.
ودعا الائتلاف شعب البحرين وكلّ قوى المعارضة، إلى اعتماد موقفٍ وطنيّ حقيقيّ في مقاطعة الانتخابات الشّكليّة المقبلة، وأن يكون المدخل إلى ذلك تأسيس رؤيةٍ وطنيّة مستقيمة وقويمة بشأن مقاطعة الانتخابات، بما يُراعي واجبات ردّ الظّلم وكشْف أضراره ومخاطره، ووفق الحدود الشّرعيّة والوطنيّة المشتركة.
وشدّد على ضرورة الجمْع بين الموقف الرّافض لانتخابات النّظام، وتقديم البدائل المنجزة عبر البرامج والمشاريع التي تعكسُ آمال شعب البحرين، وتلبي تطلّعاته في مواطنةٍ متساويةٍ، وبناء دولةٍ حُرّةٍ ومستقلّةٍ في قرارها الداخليّ والخارجيّ؛ ويتطلّب ذلك تضافر الجهود وشحْذ الهمم والتّخطيط السّليم، والوفاء للشّهداء والرّموز المعتقلين وكلّ المضحّين من شعب البحرين – بحسب البيان.