منامة بوست: أثارت جماعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان، مخاوفها بشأن حصول نائب برلمانيّ عن حزب المحافظين البريطانيّ، على أكثر من ثلاثين ألف جنيه إسترلينيّ، كضيافة من أنظمة الخليج القمعيّة، والذي يمكن أن يصبح وزيرًا للشّرق الأوسط.

وتمّ تعيين النّائب البريطانيّ «ليو دوكيرتي»، وزيرًا للدّولة في وزارة الخارجيّة والكومنولث والتنمية، في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر ضمن حكومة رئيسة الوزراء البريطانيّة الجديدة «ليز تروس»، فيما لم تحدّد الوزارة بعد أيّ حقيبة سيتولّاها، لكن نشطاء يقولون إنّهم قلقون من احتمال تكليفه بمسؤوليّة العلاقات مع منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنّ مثل هذا التعيين سيكون غير وارد، بالنّظر إلى رعايته السّابقة لبعض الأنظمة القمعيّة في العالم، والإشادة بهم في البرلمان – بحسب «صحيفة الإندبندنت البريطانيّة».

وأشارت الصّحيفة إلى أنّ النّائب البريطانيّ «ليو دوكيرتي»، قد تلقّى ما يزيد عن ثلاثين ألف جنيه إسترلينيّ خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى من انتخابه في عام 2017، في شكل رحلات مدفوعة الأجر من السعوديّة والبحرين والإمارات والكويت، ثمّ أشاد بها في البرلمان رغم انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان – على حدّ وصفها.

وأضافت أنّ «دوكيرتي» قال إنّه فخور بارتباطه بالدّولة الخليجيّة خلال نقاشٍ برلمانيّ حول البحرين في سبتمبر/ أيلول 2018، في الوقت الذي أعربت فيه «منظّمة العفو الدوليّة» عن قلقها حيال «استخدام التعذيب داخل السّجون، وسط تزايد للإفلات من العقاب».

وقال «عندما نسافر إلى البحرين، نرى دولة حقّقت تطوّرًا ملحوظًا في وقتٍ قصيرٍ جدّا، وأضاف أنّ «هناك دافعًا هائلًا في الأسرة الحاكمة لإحداث إصلاحات وتحسينات» – على حدّ زعمه.

ودافع «دوكيرتي» في مقالٍ نُشر في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، عن القيام برحلات مدفوعة الأجر من حكومات دول الخليج الأخرى، وقال إنّ السعوديّة «كانت لسنواتٍ عديدة مهمّة من الناحية الاستراتيجيّة لبريطانيا في العديد من القطاعات»، ووصف المملكة المتّحدة بأنّها «حليف قديم لأصدقائنا في السعوديّة والإمارات» – وفق الصحيفة.

ونقلت الصّحيفة عن مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطيّة «سيد أحمد الوداعي»، تعليقًا قال فيه إنّ «هذا التعيين أثار ناقوس الخطر بين جماعات حقوق الإنسان» – حسب تعبيره.

وقال «اللورد باول سكريفن»، نحن قلقون من تعيين «ليو دوكيرتي» وزيرًا في وزارة الخارجيّة، ونخشى أن يتمّ منحه موجزًا عن الشّرق الأوسط، على الرغم من رعايته السّابقة لبعض الأنظمة القمعيّة في العالم، بما قد يؤدّي إلى تضارب واضح في المصالح.

وأشار إلى أنّه التقط صور سيلفي مع ولي العهد السعوديّ «محمّد بن سلمان»، أثناء إشرافه على عملية عسكرية في اليمن، وهي أسوأ أزمة إنسانيّة من صنع الإنسان في العالم، وأشرف على إعدام المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في السعوديّة.

وأضاف أنّه من غير المقبول أن يحصل وزير على رعاية مباشرة من قبل تلك الدول نفسها، وأن يتلقّى هدايا على شكل رحلات فخمة» – وفق تعبيره.

وأكّد أنّ هذا الوزير دافع عن البحرين خلال مناقشةٍ برلمانيّة، تمّ فيها الكشف عن فظائع حقوق الإنسان للعائلة الحاكمة، بما في ذلك ضدّ المعارض السلميّ الدكتور «عبد الجليل السّنكيس»، الذي كان يرفض الطّعام الصّلب لأكثر من عام، والمعتقليْن «محمد رمضان وحسين موسى»، اللذين يواجهان حكمًا بالإعدام بعد مشاركتهما في احتجاجات مطالبة بالديمقراطيّة.