منامة بوست: قالت هيئة الإذاعة البريطانيّة « بي بي سي»، إنّ سفر المواطنين الشّيعة من الخليج، إلى المزارات والأضرحة في إيران والعراق، ليس ميسّرًا تمامًا، وعلى وجه الخصوص السعوديّة والبحرين.

وأوضحت الهيئة في تقريرٍ لها عبر موقعها الإلكترونيّ، أنّه مع تخفيف قيود السّفر التي فُرضت لمنع تفشّي وباء فيروس كورونا «كوفيد – 19»، عادت التجمّعات الدينيّة الكبرى حول العالم للانتعاش، لكن دول الخليج وخاصّة السعوديّة والبحرين، وضعت قيودًا في ذكرى أربعينيّة الإمام الحسين «ع»، وزيارة العتبات المقدّسة في العراق، نظرًا للسياق السياسيّ المشحون بين حكومات الخليج وإيران، وتصاعد التوتّر المذهبيّ السنيّ – الشيعيّ في المنطقة العربيّة خلال العقود الماضيّة – على حدّ وصفها.

وأشارت إلى أنّ كثيرًا من المواطنين في البحرين والسعوديّة حزموا حقائبهم، آملين بأداء زيارة الأربعين بعد تخفيف القيود الصحيّة، ليجدوا أنفسهم أمام عقباتٍ جديدة، وصفها البعض بأنّها «أكثر تشدّدًا من السّنوات السّابقة»، وبأنّها «تضييق صريح على حرياتهم الدينيّة» – حسب تعبيرها.

وأضافت أنّه في البحرين أعلن رجال دين شيعة قبل أيام، عن منعهم من السّفر إلى العراق مع بداية موسم الزيارة، إذ غرّد «الشّيخ ميثم السلمان» عبر حسابه على «موقع تويتر»، معلنًا أنّه مُنع صباح الجمعة 9 سبتمبر/ أيلول من مغادرة البحرين، «تحت مسوّغ عدم الحصول على إذنٍ مسبق للسّفر إلى العراق من الجهات المعنيّة»، وهو نفس ما ذكره رئيس «المجلس الإسلاميّ العلمائيّ – السّيد مجيد المشعل»، أثناء توجّهه إلى العراق لأداء زيارة الأربعين.

ولفتت إلى أنّ «إدارة شؤون الجنسيّة والجوازات والإقامة» في وزارة الداخليّة البحرينيّة، أعلنت قبل أسابيع عن ضرورة تقديم الراغبين بالسّفر إلى العراق «طلب تصريح»، في إجراءٍ وُصف بأنّه صدر في توقيتٍ قريبٍ من موعد زيارة الأربعين، للحدّ من حركة المسافرين الشّيعة.

ونقلت عن القياديّ في جمعيّة الوفاق المُعارضة «السّيد طاهر الموسوي»، قوله إنّ «هناك تضييقًا ومتابعة لكلّ البحرينيين الذين يذهبون إلى العراق»، وأنّ «أعدادًا ليست قليلة ممّن يزورون العراق، من رجالٍ ونساءٍ وكبار سنّ وصغار، يتعرّضون للتحقيق بعد عودتهم» – على حدّ قوله.

وقال مسؤول العلاقات الخارجيّة في «مركز البحرين لحقوق الإنسان – سيد يوسف المحافظة»، إنّ «الحكومة تتحدّث عن إجراءات سفرٍ وإنفاذ قوانين، لكن «مجرّد طلب تصريح سفرٍ لأداء شعيرةٍ دينيّة، وإعطاء بياناتك الشخصيّة لوزارة الداخليّة، فإنّ ذلك يعني أنّك تحت السّيطرة والمراقبة» – على حدّ وصفه.

وأضاف أنّ هناك عشوائيّة في منح تصاريح السّفر، إذ أنّ الراغب بالسّفر إلى العراق يملأ استمارة لنيل إذن، ولكنّه لا يحصل على موافقةٍ أو رفضٍ مكتوب، بل يبلّغ ذلك بواسطة اتصالٍ هاتفيّ، والسبب هو «عدم رغبة السّلطات بوجود وثائق أو أدلّة على التمييز» – على حدّ تعبيره.

وأشار إلى أنّ آلاف الشّيعة البحرينيين الذين ينتظرون الموافقة ولا يحصلون عليها، يسافرون مجازفةً «على البركة»، مضيفًا أنّهم قد يعودون من المطار أو المعابر البريّة، وقد يُسمح لبعض أفراد العائلة بالسّفر، ويُمنع آخرون من دون مبرّرات واضحة، ما يكلّف الأفراد خسائر ماديّة كبيرة – على حدّ وصفه.

وشدّد على أنّ من تعرّضوا للتضييق ليسوا «حالات استثنائيّة»، بل نمط «يتكرّر منذ سنوات»، ولذلك نعتبره قرارًا سياسيًا في معاملة المواطنين الشّيعة، كأنّهم مشبوهون ولا يدينون بالولاء للبحرين، ولذلك في وقتٍ يخاطر كثر بأداء الزيارة، يمتنع آخرون عن ذلك لتفادي التحقيق – على – حدّ تعبيره.

وقال متحدّث رسميّ باسم حكومة البحرين، إنّ «البحرين ملتزمة بحماية الحريّات الدينيّة التي يكفلها الدّستور وتنظّمها القوانين الوطنيّة، وأنّ ممارسة المواطنين للشّعائر الدينيّة حقّ أصيل ومكفول» – على حدّ زعمه.

وأرجع المتحدّث الرسميّ إجراءات الحكومة بشأن السّفر إلى العراق لممارسة هذه الشّعائر، إلى عدم استقرار الأوضاع الأمنيّة هناك حاليًا، وهو ما يتطلّب إخطار السّلطات المختصّة، وهو إجراء تنظيميّ يستهدف الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين – حسب مزاعمه.

وأكّدت الهيئة أنّ المشهد في السعوديّة لا يختلف كثيرًا عن البحرين، إذ أكّد حقوقيون في السعوديّة أنّ «المماطلة وعدم الوضوح»، يتسيّدان الموقف عند الحديث عن منح تصريحات سفر للعراق، خصوصًا خلال فترة زيارة الأربعين.