منامة بوست (خاص): المرشّح النيابيّ في الدائرة الأولى بالمحافظة الشماليّة «ياسر نصيف الموالي»، شعار حملته الانتخابيّة «طموحنا التغيير»، وهو أحد المجهولين الفاشلين في الانتخابات البلديّة عام 2018، ورغب في تغيير «ستايل الترشّح» هذه المرّة لخوض الانتخابات النيابيّة في 2022.

لا يبدو على الإطلاق أنّ «ياسر الموالي» مُدركٌ أنّه مترشّح للانتخابات النيابيّة، بل كما بدا في مقاطع الفيديو الترويجيّة المنشورة في حسابه على منصّة «أنستغرام»، أنّه لا يزال في أجواء الترشّح للانتخابات البلديّة عام 2018، ومن الواضح كذلك أنّه قام بنشاطٍ ترويجيّ في تلك المدّة كتمهيدٍ لحملته الانتخابيّة، وتصوير مقاطع يطالب فيها بتنظيف السواحل وتطويرها وإنشاء الحدائق والمواقف وغيرها من المشاريع البلديّة، لكنّ سقوطه وفشله عام 2018 أوقفا مطالباته ونشاطه على الأقلّ كمواطنٍ عادي يطمح فعلًا للتغيير، والتزم الصّمت دهرًا طيلة الأربع سنوات الماضية، وقرّر الخروج من جحره ليعود بالنطق كفرًا كمرشّحٍ يطمح للتغيير أيضًا عبر تجربة العمل النيابيّ، وبالتأكيد سيلتزم الصمت المطبق مرّة أخرى لأربع سنواتٍ قادمةٍ حين سقوطه وفشله – بإذن الله – في هذه الانتخابات.

فكيف لنا أن نثق كمواطنين بمرشّحٍ ركب موجة المرحلة، وأخذته نزوة الشباب لتكميل مظهره بوجاهةِ منصبٍ بلديّ في 2018، وحينما فشل تحوّل طموحه إلى طمعٍ في فتات وجاهة لقب «النائب الموالي» في انتخابات 2022؟ ما يعني أنّ طموح التغيير ليس على مستوى المصلحة العامّة، بل هو بالتأكيد طموحٌ على المستوى الشخصيّ.

حكايتنا مع «المرشّح الموالي» كانت قصيرة، ولكنّها كانت مفيدة لنا لنعرف من هو هذا الطارئ على المشهد السياسيّ. تسلسلها كان سلسًا في التحاور معه عبر المراسلة الكتابيّة، وفي الوقت ذاته وبالرغم من تناقضاته أثبت أنّه «فاشلٌ في التحاور وفي وضع الخطة والخطّة البديلة، لإطلاق سيقانه في مهبّ الريح هربًا من الإجابة».

بداية رحّب بنا ترحيبًا إيجابيًّا لعمل الحوار الصحفيّ وطلب المحاور، فهي فرصة سانحة لترويج نفسه من خلال أيّ منصّة إعلاميّة مثل أيّ مرشّحٍ آخر، ولكن بعد اطّلاعه على الأسئلة طلب التواصل عبر برنامج الدردشة «واتساب» لمثل هذه الأمور – حسب تعبيره، وكأنّنا نناقش «خطّة عسكريّة خطرة معه لغزو المقعد النيابيّ الذي أسال لعابه»، وطلب التنسيق مع فريق عمله.

يستخدم «الموالي» في حديثه المفتوح مع الناخبين «مصطلح الخطّة والخطّة البديلة»، وهذا ما جعله محطّ سُخريةٍ من نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وقد تكون بداية خطّته البديلة للهرب من الحوار أن يطلب من «مراسِلتنا» الحضور للمجلس الذي يستخدمه كمقرٍّ انتخابيّ في منزله للتحاور مع الأهالي، وربما يستقبل هذا المجلس المواطنين كلّ أربع سنوات فقط.

ليس سرًّا أن نقول إنّ هناك تحفّظات على ظهورٍ لأيّ من العاملين في «منامة بوست»، ويُدرك «الموالي» أنّ هذا أمر يمكّن له النفاذ بجلده من الإجابة عن الأسئلة، والتي من المستحيل أن يمتلك ذرّة من الجرأة للإجابة عنها، ليعود منقلبًا على عقبيه بالإشارة إلى أنّنا جهة مبهمة يسمع عنها للمرّة الأولى، لكنّه تذرّع بعدم الرغبة في رفض الحديث معنا– على حدّ زعمه.

ظنّ المرشّح المُخضرم أنّنا أردنا عمل «حوارٍ ترويجيّ» معه، أو أنّنا نرغب في دعمه تحديدًا لسواد عينيه، والحقيقة أنّنا أردنا أن يعرف المواطنون عيّنة أخرى من المرشّحين في هذه المرحلة الحسّاسة والخطرة، وأضفنا رغبة أخرى بعد حوارنا مع الموالي، وهي طموحنا في أن يتغيّر بعد معرفتنا أنّه سيستمتع جيدًا بقراءة هذه الأسطر المهداة إليه وإلى أهالي دائرته.

هوامش:

انتخابات البحرين: «قريبًا بالأسماء.. مرشّحون يسقطون في اقتراع منامة بوست»

انتخابات البحرين: «لا شيء سوى فئران جائعة تخشى الحديث مع منامة بوست»

انتخابات البحرين: «سفيرة السّعادة لم تسعد بنا.. وتخلّت عن القيم التربويّة»