منامة بوست: كشفت صحيفة بريطانيّة عن تلقّي أحد النّواب البريطانيين عن حزب المحافظين، هدايا ورشاوى من حاكم البحرين حمد عيسى الخليفة بقيمة عشرة آلاف جنيه استرلينيّ، مقابل العمل على تحسين انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

وقالت «صحيفة الإندبندنت» في تقريرٍ عبر موقعها الإلكترونيّ، إنّ النائب البريطانيّ «بوب ستيوارت» الذي قال «حفظ الله حاكم البحرين» خلال أحد خطاباته، تلقّى ما لا يقلّ عن عشرة آلاف جنيه استرلينيّ من إدارة الضّيافة والسّفر في البحرين، وليس هو النّائب الوحيد الذي يتودّد إليه حكّام البحرين، فقد أنفقت البحرين ما يقارب عشرين ألف جنيه إسترلينيّ لإحضار نوّاب حزب المحافظين البريطانيين، إلى حدثٍ في المملكة أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وكان النّواب الآخرون هم «توبياس إلوود، وبوب سيلي، بريستون سميث».

وقالت النائبة العماليّة «زارا سلطانة» للصحيفة، «يجب أن يكون هناك تنظيم أقوى لأخذ أعضاء البرلمان الهدايا من الحكومات الأجنبيّة، وأنّه لا ينبغي السّماح بحدوث هذا» – حسب تعبيرها.

وأشارت الصّحيفة إلى أنّ «النائب ستيوارت» يتقاضى راتبه من دافع الضّرائب البريطانيّ، وهو ما يكشف عن تلقّيه وأعضاء البرلمان الآخرين الرحلات الباذخة المدفوعة، من قبل هذه الحكومات الأجنبيّة المشبوهة، ثمّ يتحدّث عن نفس الدعاية التي تستخدمها هذه الأنظمة داخل البرلمان البريطانيّ» – على حدّ قولها.

وانتقد اللورد «بول سكريفين» نهج  «النائب ستيوارت»، في التعامل مع ملفّ قضايا الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في دول الخليج ومنها البحرين، وقال اللورد «من الواضح أنّه ما كان ينبغي أن يصرخ به «بوب ستيوارت» هو، «حفظ الله السّجناء المحكوم عليهم بالإعدام في البحرين الذين تعرّضوا للتعذيب على أيدي السّلطات لإعطاء اعترافات كاذبة».

ولفتت الصحيفة إلى أنّ النّائب البريطانيّ «بوب ستيوارت»، قام برحلةٍ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 بقيمة «5349 جنيهًا إسترلينيًا» مع تغطية نفقات الإقامة والوجبات، وقد تمّ دفعها من وزارة الخارجيّة البحرينيّة، كما دفعت الوزارة ثمن زيارة بلغت «4753 جنيه إسترليني»، وزيارة أخرى بلغت «4753 جنيه إسترليني» في يناير/ كانون الثاني 2016، وأكّدت الصحيفة أنّها حاولت التواصل مع النائب البريطانيّ «بوب ستيوارت» للتعليق لكنها لم تتلق ردًا.

وقال مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطيّة «سيد أحمد الوداعي»، إنّه شعر بالصدمة لرؤية «بوب ستيوارت» ذاهبًا إلى البحرين على حساب الشّعب الخاضع لدكتاتوريّة فاسدة، وأضاف أنّ الشعب البحريني لن يختار تمويل نائبٍ برلمانيّ يضفي الشرعيّة على انتخاباتٍ زائفة، عندما يقبع قادة المعارضة خلف القضبان» – على حدّ تعبيره.

وأضاف أنّ «ستيورات» أشاد بالقضاء البحرينيّ الفاسد، عندما كان يستعدّ لتأييد أحكام الإعدام بحقّ ضحايا التعذيب «محمد رمضان، وحسين موسى»، ويجب عليه أن يعلن عن استلامه أموالًا من الحكومة كلّما تحدّث في البرلمان عن البحرين.

وكان النائب البريطانيّ «ستيوارت» قد أثنى في خطابٍ ألقاه في البحرين الشهر الماضي، على الحكومة الاستبداديّة في البحرين، وقال: «أستطيع أن أقول هذا الآن كبريطانيّ، حفظ الله ملك إنجلترا، وحفظ الله حاكم البحرين».

هامش:

صحيفة «الإندبندنت»: «مخاوف لدى نشطاء في حقوق الإنسان بشأن علاقة وزير خارجيّة حزب المحافظين بأنظمة الخليج القمعيّة»