منامة بوست: نظّم «منتدى البحرين لحقوق الإنسان» ندوةً حقوقيّة بعنوان «مستجدّات الشّأن الحقوقيّ في البحرين»، وقد أكّد المشاركون أنّ «معتقلي الرأي هم ضحايا عقليّة الانتقام المُمنهجة»، وأنّ هيئات الرقابة الرسميّة متورّطة في تبييض الانتهاكات.

وقال رئيس منظّمة سلام للديمقراطيّة وحقوق الإنسان «جواد فيروز»، إنّ السّلطة تجرّم كلّ أشكال التّعبير السّلمي، وتتعمّد خلق حالةٍ من ترهيب المواطنين، عبر الاستدعاءات المتواصلة والاحتجازات التعسفيّة وفرض الغرامات المرتفعة، ودان «فيروز» هذه الإجراءات وأكّد أنّها ستفاقم الأزمة، لكنّها لن تؤدّي إلى انكفاء الشّعب عن مطالبته بحقوقه المشّروعة، وعن احتجاجه على تردّي الأوضاع الاقتصاديّة، فضلًا عن مضيّ السّلطات الرسميّة في الخطوات التطبيعيّة.

وأضاف أنّ كلّ القضايا يتمّ التعامل معها من منظورٍ أمنيّ بحت، وأشار إلى الإجراء التعسفيّ الذي اتخذته وزارة التربية في إحدى المدارس بحقّ طلبةٍ اجتمعوا سلميًّا، وقال إنّ وزير التربية ذو باعٍ طويلٍ في التطرّف وقمع الحرّيات، وهذه الانتهاكات الجسيمة ليست غريبة في ظلّه.

وأكّد أنّ حراك المعتقلين السّياسيين عرّى ادّعاءات هيئات الرقابة الحكوميّة، وادّعاءات من يدّعون بأنّهم يدافعون عن المصلحة العليا للوطن، فقد أظهر هؤلاء بأنّ وجودهم صوريًا ومخجلًا وليس لجبر الضّرر وإنصاف الضّحايا، إنّما لتلميع صورة السّلطة – على حدّ وصفه.

وشدّد على أنّ السّلطة تمارس الفجور في قمعها للعوائل البحرينيّة، وأثنى على صبر وتضحيات العائلة، ودعا شعب البحرين إلى مساعدتهم للخروج من مشكلاتهم.

وأكّد عضو جمعيّة الوفاق «يوسف ربيع»، غياب وسحق الحريّات الأربع في البحرين «الصّحافة، التعبير، التّجمّع، تكوين الجمعيات»، وقال إنّ تعقّد الأزمة السياسيّة ينعكس سلبًا على «أزمة السّجناء، الأزمة الاجتماعيّة، الأزمة الدبلوماسيّة»، والسّلطة تتلاعب بملفّ السّجناء كورقة ابتزاز، ووصف محاكمة الشّيخ علي سلمان بالسّاقطة، لأنّها قائمة على تهمةٍ كيديّةٍ ملفّقة تعريّ السّلطة فيما لو تمّت المصالحة مع قطر – حسب تعبيره.

وطالب عضو جمعيّة الوفاق والمُسقطة جنسيّته «إبراهيم المدهون»، البرلمانيين الذين سيحضرون إلى البحرين بالاطّلاع على الانتهاكات، التي تمارسها السّلطات وتماديها في إيذاء الشّعب، ولفت إلى قضيّة «الشّيخ علي سلمان»، وحثّهم على الاطّلاع على تجربة شعب البحرين البرلمانيّة، وكيف أجهضتها عقليّة الديكتاتوريّة، والاطّلاع كذلك على «وثيقة المنامة» التي عرضتها «جمعيّة الوفاق» كمبادرة حلّ، لكنّ السّلطة تجاهلتها.

ونوّه بأنَّ السّلطة تتجاهل التوصيات الدّوليّة بسبب غياب المساءلة، وأنّ البرلمان الحالي الذي يدّعي تمثيل الشّعب، يتجاهل معاناة السّجناء ومظلوميّة شعب البحرين، الذي يطالب بحقوقٍ بديهيّة وإصلاحاتٍ جذريّة، وفي مقدّمتها الحكومة المنتخبة والقضاء العادل.

وأشار المواطن «علي مهنّا» إلى ما يتعرّض له من تنكيلٍ متواصلٍ، وقال إنّ ما يتعرّض له الشّعب من تخويف ممنهج هدفه ردع الشّعب من المشاركة في الاحتجاجات السّلميّة، وتحدّثت والدة ضحيّة الإعدام «سامي مشيمع» عن معاناة أبنائها الأربعة بسبب قمع السّلطة، حيث أعدمت تعسفيًا «سامي»، فيما يعاني «عبد الزّهراء» من حالةٍ مرضيّة مزمنة، كما تواصل السّلطة استدعاء الابن الثالث «حسن» وهو معتقل سابق، بينما يقبع الابن الأصغر «رضا» في السّجن، وقالت إنّ ما يعانيه ابنها «عبد الزّهراء» إعدام معنويّ، حيث تعرّض لأبشع أشكال التنكيل والتعذيب، ممّا أثّر على صحّته النفسيّة والعقليّة.