منامة بوست: قالت عائلة النّاشط الحقوقيّ البارز «المُعتقل عبد الهادي الخواجة»، إنّ الدورة 146 لمؤتمر الاتحاد البرلمانيّ الدوليّ، التي عُقدت في البحرين من 11 إلى 15 مارس/ آذار 2023، كارثة إعلاميّة على حكومة المنامة.
وأشارت العائلة في بيانٍ إلى أنّ المؤتمر فضح انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، بالحديث عن المعتقلين السّياسيين، مع التركيز على قضيّة المواطن البحرينيّ الدنماركيّ المزدوج الجنسيّة «عبد الهادي الخواجة»، والدعوات للإفراج عنه خلال مداخلاتِ النواب الممثّلين لعدّة دول، بالإضافة إلغاء تأشيرات الدّخول لباحثي حقوق الإنسان في منّظمة «هيومن رايتس واتش».
وندّدت بما قاله المتحدّث الرسميّ باسم وفد البحرين «جمال فخرو»، الذي برّر السّجن المستمرّ للخواجة، وطلب من المندوبين عدم التّدخّل في الشّؤون الداخليّة، ونفيه تعرّض «الخواجة» للتعذيب، وأنّ قضيّته تخضع للإشراف من قبل هيئات الرقابة البحرينيّة، مثل ممثّل وزارة الداخليّة ووحدة التّحقيق الخاصّة.
وأكّدت عدم دقّة وضعف هذا الردّ من المتحدّث الرسميّ باسم وفد البحرين، عبر حقيقة أنّ هذه الهيئات الرقابيّة لم تنشأ إلا في العام 2012، أيْ بعد عامٍ واحدٍ من حوادث تعذيب «الخواجة»، التي تمّ توثيقها في تقرير «اللجنة المستقلّة لتقصّي الحقائق» في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011.
وأشادت النّاشطة «مريم الخواجة»، بالدّعم الذي تلقّاه والدها خلال مؤتمر الاتحاد البرلمانيّ الدوليّ من نوّابٍ من عدّة دول، إذ يستكمل 12 عامًا من حكم السّجن الذي اعتبرته الأمم المتّحدة تعسفيًا، وأضافت أنّه لا يزال يتحمّل ظروف السّجن القاسية والحرمان المنهجيّ من العلاج الطبيّ المناسب، مثل الكثير من السّجناء السّياسيين – على حدّ وصفها.
وقال مدير «معهد البحرين لحقوق الإنسان والديمقراطيّة – سيد أحمد الوداعي»، إنّ «المؤتمر البرلمانيّ الدوليّ يُعدّ كارثةً للعلاقات العامّة للنظام في البحرين، الذي ظنّ أنه يستطيع تلميع صورته على المستوى العالميّ، وتطهير سجلّ حقوق الإنسان المروّع، الذي يملأه الكثير من الانتهاكات والاعتقالات الواسعة النّطاق للمواطنين الذين يطالبون بالديمقراطيّة».
وأكّد أنّ القرار الديكتاتوريّ بإلغاء تأشيرات باحثي حقوق الإنسان من «منظّمة هيومن رايتس ووتش»، ومنعهم من مراقبة هذا المؤتمر يفضح ذلك أكثر فأكثر، وأنّ شعارهم «تعزيز التعايش السلميّ والمجتمعات الشّاملة» هو مجرّد كذبة – على حدّ وصفه.
وقالت المديرة المؤقّتة في «منظّمة فرونت لاين ديفندرز – أوليف مور»، إنّ استضافة البحرين لهذا المؤتمر الدوليّ بالتزامن مع انتهاك حقوق المواطنين البحرينيين، هو استهزاء محض بحقوق الإنسان، ووجّهت التّحيّة للبرلمانيين الذين تحدّثوا عن الانتهاكات في البحرين، ودعوا إلى الإفراج عن «عبد الهادي الخواجة»، وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتمّ اعتقالهم تعسّفيًا في البحرين.
ولفتت الباحثة في «منظّمة هيومن رايتس ووتش – نيكو جافارنيا»، إلى أنّ صمت الاتحاد البرلمانيّ الدوليّ، ساهم في تلميع البحرين لانتهاكات حقوق الإنسان، وفرّغ شعار الاتحاد البرلمانيّ الدوليّ «من أجل الديمقراطيّة، من أجل الجميع» من معناه – حسب تعبيرها.