منامة بوست: قال موقع «ستراتيجيكس» للتحليلات السياسيّة، إنّ استئناف العلاقات السّعوديّة الإيرانيّة الذي تمّ برعاية صينيّة، سينعكس على العلاقات السياسيّة والدبلوماسيّة بين البحرين وإيران.

وأكّد الموقع في تقريرٍ تحليليّ أنّ الوساطة الصّينيّة نجحت في الإعلان عن استئناف العلاقات السّعوديّة الإيرانيّة، لتنهي السّنوات السّبع من القطيعة بين الدّولتين، وبعد عدّة جولات من المفاوضات، خاضها الطّرفان برعاية العراق وثُم سلطنة عُمان منذ العام 2019، بالإضافة إلى لقاء وزيري خارجيّة البلدين على هامش مؤتمر بغداد بدورته الثانية في الأردن عام 2022.

وأضاف أنّ العلاقات السّعودية الإيرانيّة خلال العقد الماضي، شكّلت بما تضمّنته من تباينٍ في المواقف، وشدّة في التناقض إزاء العديد من الملفّات والقضايا الإقليميّة، أحد أهم الملفّات المهمّة عند مناقشة المُعادلة الإقليميّة للشّرق الأوسط، فقد كان لها الأثر في العديد من أزمات المنطقة، في كلٍّ من اليمن وسوريا ولبنان والعراق، كما وجدت امتدادها في السّياقات الدوليّة؛ من خلال المساهمة في التأثير على الأحداث العالميّة وترسيخ علاقتهما والفاعلين الدّوليين.

وأشار إلى أنّه مع استئناف العلاقات بين الدّولتين، جاء الإعلان عن نوايا تبادل التمثيل الدبلوماسيّ في غضون شهرين، وتأكيد احترام سيادة الدّولتين وعدم التدخّل في الشّؤون الداخليّة، وتفعيل اتفاقيّة التعاون الأمنيّ الموقّعة عام 2001، واتفاقيّة التعاون في مجال «الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنيّة والعلوم والثّقافة والرياضة والشّباب» الموقّعة عام 1998، إلى جانب التّصريحات المُتبادلة والتي تظهر نيّة جادّة لدى الدّولتين في المضيّ قدمًا لإنجاح عودة العلاقات.

ولفت إلى أنّه من المحتمل أن تكون البحرين أكثر قبولًا لإعادة العلاقات السّياسيّة والدبلوماسيّة مع إيران، لكونها في مجالٍ حيويّ واحدٍ مع السعوديّة، ولأنّ هُناك مصلحة إيرانيّة في التّهدئة معها، لانعكاس ذلك في نجاح علاقاتها مع السعوديّة.

وأكّد أنّ نجاح الاتفاق السّعودي الإيرانيّ بالرغم ممّا يواجهه من تحدّيات، سينعكس بشكلٍ أو بآخر على المُعادلة الإقليميّة، وعلى شكل العلاقات بين دول الشّرق الأوسط، وعلى حالة ساحات النّزاع في المنطقة وستطال امتداداته البُعد الدوليّ، وتحديدًا كلًا من الولايات المتّحدة والصين راعية العلاقات، وتلك الانعكاسات تكشفها دوافع الدّولتين في الإعلان عن استئناف العلاقات في هكذا توقيت.

وأضاف أنّ المراقبين في الكيان الصهيونيّ، أشاروا إلى أنّ مضيّ السعوديّة في علاقاتها مع إيران، ما كان ليتم لو كانت دول المنطقة تثق في القدرات العسكريّة الإسرائيليّة، وفي إمكانياتها بتوجيه ضربات قاضية ضدّ منشآت إيران النوويّة، أو الدّخول في حربٍ أوسع مع شبكة حلفائها في المنطقة، وعليه اختارت السّعوديّة عدم الرهان على قدرات الآخرين؛ خاصّة بعد أن اختبرت الموقف الأمريكيّ إبّان الهجمات التي تعرّضت لها منشآت نفطيّة، تتبع لشركة أرامكو في 14 سبتمبر/ أيلول 2019، ورغم اتهام إيران بالانخراط في تنفيذها، لم تتّخذ إدارة الرئيسّ الأمريكيّ السّابق «دونالد ترامب» موقفًا جادًا يُجاري خطورتها – على حدّ وصفه.