منامة بوست: أصْدرَت «منظّمة سلام للديمقراطيّة وحقوق الإنسان» يوم الخميس 15 يونيو/ حزيران 2023، تقريرًا حقوقيًّا بعنوان «مقام صعصعة بن صوحان في البحرين بين التّخريب المتعمّد والتّجاهل العلنيّ».

وقالت المنظّمة عبر موقعها الإلكترونيّ إنّ التقرير يوثّق دور السّلطات البحرينيّة، في محو تراث وأصالة المواطنين الشّيعة في البلاد، وأشارت إلى مقام «الصحابيّ صعصعة بن صوحان» كمثالٍ على ذلك.

ويقع المقام في قرية عسكر جنوب العاصمة المنامة، ويُعتبر أقدم الآثار الإسلاميّة في البحرين، ويمتدّ تاريخه لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة، وشرحت كيفيّة تعرّضه للتخريب والتّدمير المتواصل، في ظلّ عدم اتخاذ السّلطات الإجراءات اللازمة لحماية هذا التراث الدينيّ.

ولفتت المنظّمة إلى التّحدّيات الكبيرة التي تواجه المواطنين الشّيعة، فيما يتعلّق بالحفاظ على تراثها الثقافيّ والدينيّ، وشدّدت على ضرورة اتّخاذ الجهات الرسميّة في البحرين إجراءات عاجلة لوقف هذا التخّريب، وتأمين المقام من الأضرار النّاجمة عنه.

وأشارت إلى اتفاقيّة حماية التّراث العالميّ الثقافيّ والطبيعيّ، التي تعدّ البحرين طرفًا فيها وفقًا للمرسوم رقم 3 لسنة 1991، واستعرض الانتهاكات التي تعرّض لها مقام «الصحابيّ صعصعة بن صوحان» خلال السّنوات الماضية.

وشدّدت على أهميّة التزام السّلطات البحرينيّة، بالاتفاقيات الدوليّة والقوانين المحليّة التي تحمي حقوق الشّعوب الثقافيّة والدينيّة، وأن تكون حريّة العبادة وإقامة الشّعائر مكفولة للجميع بغضّ النّظر عن انتمائهم الدينيّ.

وقال مسؤول الحريّات الدينيّة في منظّمة سلام «سيد عباس شبر»، إنّ التّقرير كشف عن الإطار القانونيّ، والاتفاقيات الدوليّة التي تلتزم بها البحرين، بما في ذلك اتفاقيّة حماية التراث العالميّ الثقافيّ والطبيعيّ التي تعدّ البحرين طرفًا فيها، وطالب الحكومة باتخاذ إجراءاتٍ عاجلة لوقف التخريب المتواصل، وتأمين مقام «صعصعة بن صوحان» من أيّ أضرارٍ محتملة.

وأكّد أنّ «الحفاظ على التراث الثّقافيّ والدينيّ، يُعدّ تعبيرًا عن التزام الحكومة بحقوق الشّعوب الثقافيّة والدينيّة، ويجب أن يكون لدى الجميع حريّة العبادة وإقامة الشّعائر بحريّة وسلام، بغضّ النّظر عن انتمائهم الدينيّ، وشدّد على ضرورة أن تلتزم السّلطات بالدّستور والقوانين المحليّة، وأن تعمل على وقف هذا التخريب وحماية المقام وتراث الشّيعة البحرينيين».

ودعا الحكومة البحرينيّة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذا التراث الثقافيّ الهام، وضمان حريّة الممارسة الدينيّة للجميع، وشدّد على ضرورة زيادة الوعي والتّثقيف المجتمعيّ حول أهميّة الحفاظ على التراث الثقافيّ، وتعزيز قيم التّسامح والتعايش السلميّ بين جميع أفراد المجتمع – حسب تعبيره.