منامة بوست: قال أحد المواقع الأمريكيّة، إنّ الاتفاقيّة الاستراتيجيّة التي وقّعتها الولايات المتّحدة مع البحرين، هي جزء من المساعي الأمريكيّة الهادفة لتسهيل عملية التّطبيع بين السّعوديّة والكيان الصّهيونيّ، ومواجهة النّفوذ الإيرانيّ في المنطقة.
وعلّق «موقع ريسبونسبل ستيت كرافت» الأمريكيّ، على زيارة وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء «سلمان حمد الخليفة»، إلى واشنطن، في مقالٍ بعنوان «الاتفاقيّة الأمنيّة مع البحرين لا تخدم المصالح الأمريكيّة»، وقال إنّ الإدارة الأمريكيّة تركّز على السّعوديّة في هذا السّياق، وقد حدّدت الاتفاقيّة الأمنيّة ثمنًا مقابل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ.
وأضاف أنّ الإدارة الأمريكيّة تأمل في أن تشكّل الاتفاقيّة مع البحرين، نموذجًا للاتفاقيّة التي ترضي السّعوديّة وتتخطّى في الوقت نفسه المعارضة في الكونغرس، وأشار إلى أنّ سلبيات الاتفاقيّة الأمنيّة تتمحور حول مجالين، أحدهما هو تعزيز العلاقات مع نظامٍ قمعيّ، إذ قال إنّ ذلك يحمل معه التّداعيات على صعيد سمعة الولايات المتّحدة أمام الشّعب البحرينيّ والشّيعة عمومًا، فضلًا عن علاقات الولايات المتّحدة مع هذه الجهات، كذلك تحدّث عمّا يُكتب عن استياء المنتقدين للنّظام البحريني من الاتفاق.
وأشار إلى أنّه رغم الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكيّة للتوسّط في اتفاقٍ لتحسين العلاقات بين الكيان الصهيونيّ والسعوديّة، إلا أنّها لم توضح بعد كيف يمكن لأيّ اتفاقٍ من هذا القبيل أن يخدم المصالح الأمريكيّة، أو قضيّة السّلام والاستقرار في الشّرق الأوسط، وفي الواقع لن يؤدّي هذا إلى أيّ من الأمرين، بل لن يؤدّي إلا إلى إطالة أمد المواجهة وعدم الاستقرار في المنطقة، بل يزيد من حدّتها، ولكي نفهم السبب علينا أن نلاحظ الأهداف الصهيونيّة، في السعي إلى تبادل السّفارات والسّفراء مع دول الخليج العربيّة، التي ليست في حالة حرب معها.
ولفت إلى أنّ «إسرائيل» تسعى إلى إثبات أنّها تستطيع إقامة علاقات تطبيعيّة مع دولٍ إقليميّة؛ بينما تواصل احتلالها للمناطق التي «يقطنها الفلسطينيون»، وأكّد أنّ رفع مستوى العلاقات مع السّعوديّة لا علاقة له باتفاقيّة التطبيع، بل إنّه يتمحور حول عدم إقامة «الكيان المحتل» السّلام مع الفلسطينيين.
وذكر دور القوّات السّعوديّة العسكريّة خارج حدودها لدعم نظامٍ لا يحظى بشعبيّةٍ في البحرين، حيث شارك في قمع الاحتجاجات الشعبيّة التي شهدتها البحرين عام 2011، كما حاولت «الرياض» فرض إرادتها على «اليمن» من خلال حربٍ جويّة مدمّرة للغاية، وقد فشلت تلك المحاولة، ومن الواضح أنّ «الرياض» أدركت أنّ أمنها يتمّ تحقيقه بشكلٍ أفضل من خلال التسوية بدلًا من السّعي إلى الهيمنة.
وأشار إلى استمرار النّظام الخليفيّ الحاكم في ممارسة القمع بحقّ شعب البحرين، ولفت إلى أنّ المعتقلين السّياسيين أضربوا عن الطّعام لمدّةٍ تجاوزت الشّهر، احتجاجًا على ظروف السّجن وتمّ تعليق الإضراب بالتزامن مع زيارة وليّ العهد إلى واشنطن، ليبقى النّظام البحرينيّ أكبر المنتهكين لحقوق الإنسان.
واعتبر أنّ مسألة المواجهة مقابل التقارب مع إيران تدخل في اللعبة الأكبر التي تلعبها إدارة «بايدن»، والتي لا يشكّل اتفاق البحرين سوى جزء منها، وقال وزير الخارجيّة «أنتوني بلينكن» خلال حفل التوقيع: «نتطلّع إلى استخدام هذه الاتفاقيّة كإطار عملٍ لدولٍ إضافيّة قد ترغب في الانضمام إلينا في تعزيز الاستقرار الإقليميّ والتعاون الاقتصاديّ والابتكار التكنولوجيّ».
ولفت إلى أنّ مشروع الإدارة الأمريكيّة بشراء رفع مستوى العلاقات بين العرب والكيان الصهيونيّ، غير مسوّغ وذلك ينطبق أيضًا على الاتفاقيّة مع البحرين التي هي جزء من هذا المشروع – على حدّ تعبيره.
هامش:
الخارجيّة الأمريكيّة: «بلينكن أثار انتهاكات حقوق الانسان وإضراب المُعتقلين السّياسيين مع وليّ عهد البحرين» – «فيديو»