منامة بوست: شدّد خطيب صلاة الجمعة عالم الدّين البحرينيّ «الشّيخ محمّد صنقور»، على أهميّة الوحدة الإسلاميّة، ونبذ عوامل التّفريق والتّراشق والتّباغض، لأنّه منشأ ضعف العالم الإسلاميّ ووهنه وتراجعه عن الرّيادة.

وقال «الشّيخ صنقور» في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة، في «جامع الإمام الصّادق عليه السّلام» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، إنّ الله عز وجل دعا المسلمين إلى الاعتصام والاتخاذ منه وسيلةً للنجاة، وحِرزًا يمنعُهم من الانحدار والسّقوط في مهاوي الرذائل والمُوبقات، وموئلًا يتحصَّنون به من الآفات ومن الأعداء، وذريعةً يرتقون به إلى مدارج الكمال، ومعاذًاً يتحاكمون إليه في إصلاح ذات بينهم – على حدّ وصفه.

وأكّد أنّ الله تعالى نهى عن التفرُّق وحّذر من تبعاته، بالتّذكير بما كان عليه الناس قبل الإسلام من ضياعٍ وتشرذُمٍ وتباغضٍ وتظالم، وما كانوا عليه من ضعفٍ ووهنٍ أطمع فيهم مَن كان حولهم من الأمم، فالتفرُّق يعود بالمسلمين إلى الجاهليّة الأولى، ويُفضي إلى ذات الآثار التي شقِيَ النّاس بها قبل الإسلام – حسب تعبيره.

وحثّ المسلمين على أنْ يستعيدوا صوابهم ويثوبوا إلى رشدهم، ويُدركوا أنَّ التفرُّق والتباغض والتراشق والترامي بالتُهم، واستضعاف بعضهم لبعض والهدر للحقوق فيما بينهم، هو منشأ ما انتهوا إليه من ضعفٍ ووهنٍ وتراجعٍ عن موقع الريادة، وهو منشأُ التخلُّف الذي صاروا إليه، وهو السبب الرئيس في أن تُصبح الأمّة الإسلاميّة مستلَبة، يتحكَّم الاستكبار في خيراتها ومواردها، وتفرض عليها الدول النّافذة أجندتها وثقافتها وقيمها وأعرافها، وهذا ما حذَّر منه القرآن المجيد – على حدّ تعبيره.

وأشار إلى أنّه حال إرادة الأمّة أن تستعيد قوَّتها وريادتها، فلا سبيل إلى ذلك إلا بالاعتصام بحبل الله المتين، والوحدة على ذلك ونبذِ النّزاع والشّقاق، وما يُقال عن أنَّ ذلك غير متاحٍ لاختلاف أبناء الأمّة فيما يعتقدون لا يصح، فإنَّ ثمّة الكثير ممّا يتَّفقون عليه وهو كافٍ لأنْ يتَّخذوا مجمعًا يعتصمون به، ويستمسكون بعُراه وبعده يحتفظ كلّ مذهبٍ بخصوصيَّاته، على قاعدةٍ من الاحترام المتبادل – وفق تعبيره.