منامة بوست: استقبل رئيس السُلطة الفلسطينيّة «محمود عبّاس» في مقرّ الرئاسة في «مدينة رام الله»، وزير خارجيّة البحرين «عبد اللطيف الزّياني»، الذي يزور الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وحضر اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة «حسين الشيخ»، سفير البحرين لدى فلسطين والمقيم في العاصمة الأردنيّة «عمّان – أحمد يوسف الرويعي»، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الفلسطينيّة والوفد المرافق، مع غيابٍ ملحوظٍ لسفير البحرين لدى الكيان الصهيونيّ «خالد الجلاهمة».

ورحّب الرئيس الفلسطينيّ بزيارة وزير الخارجيّة للأراضي الفلسطينيّة في هذه الظروف العصيبة، التي يقاسي فيها الشّعب الفلسطينيّ من ويلات الحرب والدّمار في قطاع غزة، واستعرض آخر المستجدّات وبحث سُبل مواجهة هذه الأوضاع الخطيرة، التي تشهدها الأراضي الفلسطينيّة في قطاع غزة والضفّة الغربيّة – بحسب وكالة أنباء البحرين الرسميّة «بنا».

وأكّد ضرورة الوقف الفوريّ للعدوان على الشّعب الفلسطيني، الذي ينتهك بشكلٍ سافرٍ القانون الدوليّ، وطالب بإنشاء ممرّاتٍ إنسانيةٍ دائمةٍ لإدخال المساعدات الإنسانيّة وتوفير المياه والكهرباء والوقود، وتوفير الحماية الدوليّة للشّعب الفلسطينيّ، والذهاب لمؤتمرٍ دوليّ للسّلام، وأكّد رفض أيّ حلولٍ جُزئيّةٍ أو أمنيّةٍ لقطاع غزة أو للقضيّة الفلسطينيّة، والتمسّك بالحلّ السياسيّ الشاملِ المستند للشرعيّةِ الدوليّةِ، الذي ينهي الاحتلال الإسرائيليّ لأرض فلسطين بعاصمتها القدس الشرقيّة، وجدّد رفض تهجير أبناء فلسطين من بيوتهم وأرضهم سواء من غزة أو الضفّة أو القدس – على حدّ قوله.

وثمّن مواقف الدّول العربيّة وشعوبها الشّقيقة الدّاعمة والمساندة لحقوق الشّعب الفلسطينيّ، والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيليّ، وجدّد الدعوة إلى عقد قمّة عربيّة طارئة.

وأكّد وزير الخارجيّة موقف البحرين الثابت تجاه قضيّة الشّعب الفلسطينيّ الشّقيق، ودعم السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة، الممثّل الشرعيّ الوحيد للشّعب الفلسطينيّ، وحرصها واهتمامها على أن ينال الشّعب الفلسطينيّ حقّه المشروع في إقامة دولته الوطنيّة المستقلّة على ترابه الوطنيّ وعاصمتها «القدس الشرقيّة»، وفقًا لحلّ الدّولتين وقرارات الشرعيّة الدوليّة، ودعوة البحرين إلى وقف إطلاق النّار في قطاع غزة وعدم التصعيد، وضرورة حماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإيصال المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة لأهالي القطاع لتخفيف معاناتهم – على حدّ زعمه.

وأشار إلى موقفها الرّافض للحصار المفروض على أهالي غزة، وتهجيرهم من أراضيهم والداعي إلى فتح آفاقٍ للعمليّة السلميّة، وصولًا إلى تسويةٍ سياسيّةٍ شاملةٍ وعادلةٍ للقضيّة الفلسطينيّة، تنهي الصّراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ وتحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال إنّه علينا أنْ نُعطي الأولويّة لحماية المدنيين على جانبيّ الصراع، وأنْ نُدين أيّ عملٍ يؤدي إلى خسارةِ أرواحٍ بريئة، وعلى المجتمع الدوليّ أن يقف متّحدًا ضدّ قتل الأطفال والنّساء والعجّز والمدنيين أينما كانوا، لأنّ موتهم لن يحلّ القضايا الأساسيّة بل سيغذّي أجيالًا مليئةً بالغضب والتعطّش للانتقام – حسب مزاعمه.

وأعرب عن شكره لاعتماد الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، قرارًا يدعو إلى هدنةٍ إنسانيّة في غزة، والذي تبنّته 120 دولة في الجمعيّة، وأشار إلى أنَّ العالم يطالب باتخاذ إجراءات لوقف الحرب، وقد حان الوقت للاستجابة لنداءاتهم، وعلينا أن نعمل بدون كللٍ لتحقيق وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، يضمن سلامة وأمن جميع الأطراف – بحسب الوكالة.

وأضاف أنّه ينبغي علينا أنْ نؤكّد التزامنا بالتعايش السلميّ في الشّرق الأوسط، وأنَّ الطريق الوحيد إلى السّلام الحقيقيّ يكمن في إقامة دولتين، «دولة إسرائيليّة آمنة ودولة فلسطينيّة قابلة للحياة»، ويجب أن يكون هذا هو الأساس الذي نبني عليه مستقبلًا للمنطقة، ينعم بالرّخاء والوئام والكرامة لجميع شعوب المنطقة وإنهاء هذا الصّراع – على حدّ زعمه.

وتأتي زيارة وزير خارجيّة البحرين إلى الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، بعد تصريحاتٍ لافتةٍ لرئيس وزراء الكيان الصهيونيّ «بنيامين نتنياهو»، في مؤتمرٍ صحفيّ يوم السبت 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي أشار فيه إلى أنّ «أصدقاء إسرائيل» في العالم والعالم العربيّ، يعرفون جيدًا أنّه في حال هزيمة إسرائيل في الحرب الدائرة الآن في «قطاع غزة»، فإنّ الدّور سوف يأتي عليهم ممّن أسماه «محور الشّر» – على حدّ زعمه.