منامة بوست: أكّد عالم الدّين البحرينيّ البارز «العلّامة السّيد عبدالله الغريفي»، أنّ الصِّراع مع قوى الكفر والضَّلال، والصِّراع مع اليهود والصّهاينة صراع مصيريّ، ولن يأتي يوم تتوافق إرادة المؤمنين مع هذه المسارات.

وقال «السّيد الغريفي» في حديث ليلة الجمعة؛ في جامع «الإمام الصادق» عليه السلام في «منطقة القفول» في العاصمة المنامة، إنّ بطش الصَّهاينة يستمرّ قتلًا وفتكًا وحرقًا وتدميرًا، لا يستثني أطفالًا، نساءً، مرضى، عجزى، ولا يستثني شجرًا، حجرًا، وكلَّ موقعٍ يطالُه بطشه، حقدُه، عدوانُه، جنونُه، ويعينه على ذلك قُوى زادتهُ طُغيانًا، وظُلمًا، وفسادًا، وهكذا ماتَ الضَّمير، وسقطت القِيم، وانهارتْ المُثُل، وتساءل أين المنظَّمات التي تحمل شعارات الدِّفاعِ عن حقوق الإنسان؟ وأين الهيئات الدّوليَّة؟ وأين مجلس الأمن؟ وأين دُعاة السَّلام، ودُعاة الأمن، ودُعاه المحبَّة».

وأضاف لماذا كلّ هذا؟ ألِأنَّ شعبًا دافع عن أرضه، وكرامته، وحُرِّيَّتِه، في مواجهةِ غاصبين، ظالمين، جاءوا مِن كلِّ بقاع الأرض ليسرقوا أرضًا، ليستعمروا وطنًا، ليُدمِّروا شعبًا، لينتهكوا أعراضًا، لِيُدنِّسوا مُقدَّسات، فمهما طاشُوا، وعَبَثُوا، وأرعبُوا، فلن تنكسِرَ إرادة وعَزيمة وبطولة الشّعب الفلسطينيّ.

ودعا الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى إطلاق صرخة الغضب وكلّ الوسائل المشروعة، ومقاطعة بضائع الدُّول الدَّاعمة للكيان الغاصب، واستنفار كلِّ وسائل الضَّغط، وأكّد أنّه لو فُتحت أبواب الجهادِ فلن تبخل شعوب الأمّة بأرواحِها ودمائها، لكن تبقى مسؤوليَّة الأنظمة أكبر، فهي تملك الكثير مِن وسائلِ الضَّغطِ، والرَّفضِ، والاستنكارِ.

وشدّد على ضرورة أن تتّحد وتتكاتف الأنظمة العربيّة والإسلاميّة، وأن تتخذ قرارًا موَحَّدًا وجَريئًا وضاغطًا، خاصّة مع اجتماع القادة العرب في الرياض يوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لدراسة قضيَّة العُدوان على غَزَّة، حيث يتطلّع العرب أن تتَّحد الكلمة في قراراتٍ جادَّةٍ، تتناسب وحجم الجرائم التي يرتكبها الجنون الصهيونيّ، وتُوقف هذا العدوان بكلِّ نتائجه المرعبة، وتُنهي كلَّ أشكال الحصار على غزَّة، وتفتح المعابر لإدخالِ الأغذية والأدوية، وكلَّ الضَّرورات اللَّازمة، وتتصدَّى لمشروع التهجير بكلِّ خططه ومنتجاته المدمِّرة – حسب تعبيره.

ولفت إلى أنّ شعاراتِ التَّقارب مع الكيانات الباطلة شعاراتٌ زائفة وفاشلة، مهما بُذِلتْ المحاولاتُ لأدلجتها دِينيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا وأمنيًّا وإعلاميًّا، وهناك شعارانِ؛ شعارُ الله، وشعارُ الشَّيطان، وهما شعاران متصارعان، وهكذا سَوفَ تبقى المفاصلة بين مساراتِ الهُدى ومسارات الضَّلال – على حدّ وصفه.