منامة بوست: أكّد عالم الدّين البحرينيّ البارز «العلّامة السّيد عبدالله الغريفي»، أنّ مأساة غزَّة امتحان لإرادة الأُمَّة الإسلاميّة لكلّ مُكوِّناتها، وامتحانٌ لأنظمتها الحاكمة ولِشعُوبها لإمكاناتِها، ولقدراتها واستعداداتها ومواقفها.

وقال «السّيد الغريفي» في حديث ليلة الجمعة بعنوان «قضيَّة غزَّة هَلْ تُوحِّدنا؟»؛ في جامع «الإمام الصادق» عليه السلام في «منطقة القفول» في العاصمة المنامة، إنّ قضيَّة غزَّة ليست قضيَّة مذاهب، وليست قضيَّة انتماءاتٍ سياسيَّة، أو انتماءاتٍ ثقافيَّة، وليست قضيَّة انتماءاتٍ اجتماعيَّة، بل هي قضيَّة أُمَّةٍ بكلِّ مذاهبها، وانتماءاتها السِّياسيَّة، والثَّقافيَّة، والاجتماعيَّة – على حدّ تعبيره.

وشدّد على ضرورة أن تتوحّد الأمّة الإسلاميّة حول قضيَّة غزَّة، وأشار إلى توحّد موقف علماء الدِّين في البحرين، حيث صدرتْ بياناتٌ مِن عُلماء السُّنَّة وعُلماء الشِّيعة الكرام، ودعا إلى صدور بيانٍ موحَّد يُعبِّر عن وحدة هذا الوطن، ووحدة هذا الشَّعب وعلماء هذا البلد، ليعطي رسالة كبرى لكلِّ المراهنين على الخلافات، والصراعات الداخليّة.

وحثّ على ضرورة توحّد مواقف المفكِّرين والمثقَّفين ومواقف السياسيِّين والإعلاميين، ومواقف الشعوب والأنظمة لمواجهة مأساة في حجم مأساةِ غزَّة، التي سقط فيها أكثر من أربعة آلاف طفلٍ شهيد، وتعالت خلالها صرخات الجرحى ونداءات الأسرى، بسبب جرائم البطشِ والقتل، وأعمال القمع والقهر التي يمارسها الصَّهاينة المجرمون، لإبادة شعبٍ مظلوم يدافع عن كرامتِه وعِزَّتِه وأرضه – حسب تعبيره.

وأشار إلى أنّ التَّاريخ سيكتب مواقف بطولة لكلِّ المجاهدين والدَّاعمين والصَّارخين والغاضبين والرَّافضين، وسوف تأتي الأجيال لتحاسب المواقف، وحذّر مِن التَّفريط والصَّمت، خاصة أولئك الذين يملكون قُدرة الموقف وقُدرة الكلمة، وقُدرةَ الدَّعم والمساندة في أيِّ موقع يكون.

ودعا إلى عدم استصغار أحد دوره وموقفه، فحينما تتآزر الأدوار وحينما تتآزر المواقف فالأثر كبير، والعطاءُ كبير – على حدّ قوله.