منامة بوست: قال مركز البحرين لحقوق الإنسان إنّ العام 2023، شهد العديد من الانتهاكات الحقوقيّة، إذ تمّ رصد أكثر من «700 انتهاك» خلال العام الماضي، جاءت على شكل استدعاءات واعتقالات وقمع.

وأكّد المركز في تقريرٍ عبر موقعه الإلكترونيّ أنّه وثّق أكثر من «200 حالة» اعتقال على خلفيّة التعبير عن الرأي، و أكثر من «500»  مسيرة ووقفة احتجاجيّة للمطالبة بإطلاق سراح السّجناء السّياسيين ومعتقلي الرأي، وفي مقدّمتهم رموز المعارضة المعتقلين منذ عام 2011، وللمناشدة بتوفير الرعاية الصّحيّة للمرضى منهم، حيث تمّ قمع عدد من هذه المسيرات.

وأشار إلى توثيق أكثر من «120» مسيرة احتجاجيّة رفضًا للعدوان على قطاع غزة، وتأكيدًا للرفض القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيونيّ، واستدعاء أكثر من مائة مواطنٍ بحرينيّ، والتحقيق معهم بسبب التّضامن مع فلسطين، بينهم الأمين العام الأسبق لجمعيّة وعد المنحلّة «إبراهيم شريف».

وشدّد على أنّ الاضطهاد الدينيّ في البحرين بلغ أوجه خلال عام 2023، حيث تمّ اعتقال «الشّيخ محمد صنقور»، خطيب جامع الإمام الصّادق «ع»، في 22 مايو/ أيار الماضي على خلفيّة خطبة دينيّة، أدان فيها التّطبيع وتغيير المناهج التربويّة، وطالب فيها بالكشف عن مصير السّجناء السّياسيين ليفرَج عنه لاحقًا في الخامس والعشرين من الشّهر نفسه.

وأضاف أنّه بين تاريخَي 9 و 16 يونيو/ حزيران حاصرت السّلطات «منطقة الدراز»، ومنعت بعض المصلّين من الوصول إلى «جامع الإمام الصّادق»، كما منعت «الشّيخ فاضل الزاكي» من دخول المنطقة لتقديم محاضرة فقهيّة قبل أداء صلاة الجمعة، كما شهد الشّهر نفسه الاعتداء على مسجد «صعصعة بن صوحان» في «منطقة عسكر»، وإغلاق مدخله بالطّوب بعد حملةٍ شعبيّة تنادي بفتحه وإعادة تأهيله.

وقال المركز إنّه رصد العديد من الانتهاك في موسم عاشوراء، حيث تمّ استدعاء علماء دين ومواطنين على خلفيّة المشاركة في إحياءات مراسم عاشوراء، واقتحام عشر مناطق لإزالة المظاهر العاشورائيّة والرايات السّوداء والأعلام الحسينيّة، واعتقال خمسة مواطنين، بماذ في ذلك استدعاء «الشّيخ محمود العالي» على خلفيّة مشاركته في إحياء خطاب عاشوراء، بالإضافة إلى قرار وزير الداخليّة الذي قضى بعدم السّماح للخطباء والرواديد من خارج البحرين بالقدوم إليها في موسم عاشوراء، بحجّة أنّ المنامة ليست وجهة للسّياحة الدينيّة – على حدّ وصفه.

وأكّد تدهور أوضاع السّجون وخوض العديد من السّجناء في «سجن الحوض الجاف»، العديد من الإضرابات عن الطّعام للمطالبة بأبسط حقوقهم والحصول على الرعاية الصحيّة، وللمطالبة بإطلاق سراحهم وإيقاف سوء المعاملة الممارسة ضدّهم، كما خاض أكثر من ثمانمائة معتقلٍ سياسيّ في «سجن جو» إضرابًا عن الطّعام مطلع أغسطس/ آب، احتجاجًا على ظروف الاعتقال القاسية والقيود على ممارسة الشّعائر الدينيّة وغيرها.

وطالب المركز السّلطات البحرينيّة، بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين تمّ اعتقالهم بسبب تعبيرهم عن رأيهم وفي مقدّمتهم رموز المعارضة، والسّماح لمقرّري الأمم المتّحدة بزيارة السّجون ولقاء السّجناء، لإيصال مطالبهم والحصول على حقوقهم، وضمان حقّ الأفراد في التظاهر السلميّ والتعبير عن رأيهم، ووقف سياسة الاضطهاد ضدّ المواطنين الشّيعة ومعتقداتهم، واستبدالها بتمكين هؤلاء المواطنين من الحصول على حقوقهم الأساسيّة وفقًا للشّرائع الدوليّة – بحسب التقرير.