منامة بوست: أكّد عالم الدّين البحرينيّ البارز «العلّامة السّيد عبدالله الغريفي»، أنّ ملفّ البطالة يشكِّل قلقًا كبيرًا لأبناء هذا الوطن، وهو ملفّ له تداعيات في غاية الخطورة والصُّعوبة، فالبلد تزدحم فيه قُدُرات المواطنين المُعطَّلة في كلِّ المجالات والتَّخصُّصات.

وقال «السّيد الغريفي» في حديث ليلة الجمعة؛ في «جامع الإمام الصادق عليه السلام» في «منطقة القفول» في العاصمة المنامة، إنّه بقدر ما تزحف العمالة الأجنبيَّة على مواقع العمل، تتشكَّل أزمة البطالة لدى المواطنين، وتساءل إلى متى يبقى هذا الزَّحفُ الوافد، وإلى متى تبقى هذه الهيمنة الأجنبيَّة – حسب تعبيره.

وأضاف نسمع كثيرًا عن خطَّة ترشيدٍ لهذا الملف ولهذا الزَّحف الوافد، ولهذه الهيمنة الواردة كما نسمع كثيرًا، عن رغبةٍ لدى المسؤولين لمعالجة هذا الشَّأن، إلَّا أنَّ الخطوات لا زالت خجولة ومتلكِّأةً، فلا زالت صيحات العاطلين من أبناء هذا الوطن تتعالى، وها نحن نسمع النِّداءات المُطالِبة بمعالجة هذا الملفِّ الذي هو مِن أعقد الملفَّات – على حدّ وصفه.

وأشار إلى أنّ الأبناء يدرسُون ويجتهدُون ويتوفَّرون على أعلى الدَّرجات والتَّخصُّصات، ويعيشون الآمال الكبيرة في أنْ يَضَعُوا كلَّ قدراتِهم وكفاءاتِهم وتخصُّصاتهم في خدمة هذا الوطن، إلَّا أنَّهم يُصابون بالخيبةِ والإحباطِ واليأس لأنَّ مواقع العمل ملأها وافدون، وهيمن عليها أجانب، وتساءل إلى متى يبقى هذا التَّكدُّس للقدرات المواطنة العاطِلةِ؟ وإلى متى يبقى الأجانب يملؤون المواقع؟ – وفق تعبيره.

ودعا إلى معالجة «عنوان المساجد وبنائها» بعيدًا عن تأسيسٍ للحسِّ الطَّائفيّ، وأكّد ضرورة أن يتحمّل المعنيّون بالشَّأن الدِّينيِّ كلَّ المسؤوليَّة في إنتاج التَّلاحم المذهبيِّ، وأنْ لا تتحوَّل المواقع الدِّينيَّة مواقعَ تأزيمٍ وخلاف، وأنْ تتوفَّر العدالة في بناء المساجد، أو في اختيار مواقع المساجد.

وطالب بمعالجة هذا الملفّ بكلِّ هدوءٍ وحكمة؛ لتجنيب البلاد كلَّ أسباب التَّأزُّم والتَّوتُّر المذهبيّ والاجتماعيّ، حتى لا تتمذهب فيه المساجد، أمَّا أنْ يكون السَّماح هنا مفتوحًا وهناك مغلوقًا، وأمَّا أنْ تكون مواقع الاختيار توجب تأزُّمًا أو توتُّرًا فهذا أمرٌ لا يصبُّ في صالح هذا الوطن – على حدّ قوله.