منامة بوست: أعلن عددٌ من علماء البحرين رفضهم التّام، لمقترح أحد النّواب باستبدال يوم الجمعة كعطلة الأسبوع في البلاد، وأكّدوا أنّ ذلك يُخالف دين الله ويُعدّ تنازلًا عن الهويّة الدينيّة.

وقال عالم الدين وخطيب الجُمعة البحرينيّ «الشّيخ علي الصّددي»، إنّ «الجُمعة جامعة للاجتماع فيه، يجتمع النّاس فيه لعبادة الله تبارك وتعالى، وفي ظلال الجمعة كصلاة وكخطبة، والنّصارى ما تركوا يوم عيدهم رغم علمانيّتهم، واليهود ما تركوا يوم عيدهم، هؤلاء أصرّوا على أعيادهم، ولكن ما بال المسلمين يتنكّرون لعيدهم؟ فلتجعلوا لهم أعيادهم، ولكن أن تلغوا عيد المسلمين هذا لا يكون، وهو على خلاف دين الله سبحانه – حسب تعبيره.

وأكّد رئيس المجلس الإسلاميّ العلمائيّ «السّيد مجيد المشعل»، أنّه لا يشترط أن نفهم في الاقتصاد وأسواق المال، فالذي يفهمه الجميع هو الحفاظ على الهويّة الدينيّة للشعب وإرثه الإسلاميّ، فيوم الجمعة هو سيد الأيام وعيد للمسلمين أولى من بعض الفوائد الاقتصاديّة إن كانت، وتساءل هل الهويّة الدينيّة والموروث الإسلاميّ وتقاليد وأعراف الشّعب رخيصة بهذا المستوى – على حدّ قوله.

وشدّد «الشّيخ غازي السّماك» على أنّ يوم الجمعة هو يومٌ إسلاميٌّ بامتياز، ويعبّر عن هويّة المسلمين الدينيّة، والتّنازل عنه تبعًا لمنفعة اقتصاديّة ضيقة موهومة هو تنازل عن هويّة دينيّة لا يمكن التنازل عنها.

وأشار «الشّيخ فاضل الزاكي»، إلى أنّ يوم الجمعة عيد المسلمين بالروايات المعتبرة عند الشّيعة والسّنة، ومقترح استبدال عطلة «الجمعة» بيوم «الأحد» سيتبعه لاحقًا وعمّا قريب، مقترح آخر بالاكتفاء باحتفالات أعياد الميلاد وإلغاء العطلة في عيدي الفطر والأضحى، للتوافق مع النّظام الاقتصاديّ العالميّ.

ولفت إلى أنّ اختيار «الأحد» كيوم عطلةٍ في الدول الغربيّة عرف كَنَسيّ، فمنطلقه دينيّ بحت والغرب رغم علمانيّته التي يتبجّح بها ليس مستعدًّا لاستبداله بغيره، أما المسلمون فمبادرون للتنازل عن يوم جمعتهم وبطيب نفس، ولأسباب واهية وغير منطقيّة.

وأضاف أنّ البعض مستعدّ للتخلّي عن «الجمعة» عيد المسلمين للتوافق مع النّظام الاقتصاديّ العالميّ، ولكنه لا يرى أيّ مشكلة في البرلمان «الصوريّ» المنزوع الصّلاحيّة، وتساءل: «هل البرلمان بهذه الصلاحيات الهزيلة والمخزية يتوافق مع الأنظمة السياسيّة في بلاد الغرب» – على حدّ وصفه.

وكان «النائب علي النعيمي» تقدّم باقتراحٍ برغبة ما بتغيير عطلة نهاية الأسبوع، لتكون يومي «السبت والأحد» بدلًا من «الجمعة والسّبت»، على أن يحسب يوم الجمعة نصف يوم عمل، بما يتناسب مع النّظام الاقتصاديّ عالميّ، ورأى أنّ الاستثمار سيكون له أبعاد فعّالة، للتأثير على التنمية ابتداءً من الساعة الماليّة، ولا سيّما في التوجّه إلى التوسّع في حركة البورصة البحرينيّة – على حدّ زعمه.