منامة بوست: أكّد خطيب صلاة الجُمعة عالم الدّين البحرينيّ «الشّيخ محمّد صنقور»، أنّ ملفّ البطالة ما زال يراوحُ مكانه بل يزداد تعقيدًا بمرور الوقت.

وقال «الشّيخ صنقور» في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق عليه السّلام» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، إنّ طبيعةُ هذا الملف حين عدم المبادرةِ لمعالجته الجذريَّة، تقتضي ازدياد أعداد العاطلين وأشباهِ العاطلين، فيصبحُ مثقلًا بالكثير من العوائق والعقبات.

وأضاف أنّ المعالجات التي يخرج بها علينا بعضُ المسؤولين، لو قبلنا بأنَّها جدّية لكنّ الواقع والأيام أثبتت عدمَ جدواها في حلحلة هذا الملف، فما زال العاطلون يقبعونَ في بيوتهم وما زال أشباهُ العاطلين يتجرَّعون مرارة الترقُّب أملًا في أنْ يحظوا بوظائفَ تليقُ بتخصُّصاتِهم وقدراتِهم، وتكفي أجورها لسدِّ عوَزهم وتأمين العيش الكريم لهم، خصوصًا وأنَّ هؤلاء العاطلين وأشباهَهم يجدونَ أنَّ هذه الوظائف التي يرونَ في أنفسِهم القدرة على شغلِها، يشغلُها الأجنبيّ والعمالةُ الوافدة، والتي هي في ازديادٍ ملفتٍ دون أفقٍ يبعث على الرجاء في تقليصِها والاستعاضةِ عنها بالكوادر الوطنيَّة – على حدّ وصفه.

وأشار إلى أنّ «غزَّة» ما زالت تنزف ومازال العدوُّ الصهيونيّ المتوحِّش يُعربدُ في أحيائها، يقتلُ الأطفالَ والنساءَ والآمنين دون أنْ يرفَّ له جَفن، ويهدمُ البيوت على ساكنيها، ويقصفُ المستشفيات والمدارس ومقرَّات الإيواء بالأسلحة المحرَّمة، وُيشدِّد من حصاره وتجويعه ومنعِه لإغاثتهم بشيءٍ من الماءِ والدواءِ والغذاء.

ولفت إلى أنّ كلّ ذلك بمرأى ومسمعٍ ممَّن ينتظر منهم النخوة والحميَّة، فما عاد من رجاءٍ يُرتَقب إلا ممَّن عقدوا العزمَ على مساندة أهل غزة أيًّا كان الثمن، بما يُتاح لهم من إمكانيات، وصدقوا فيما وعدوا فأبلوا بلاءً عظيمًا يرضاه اللهُ تعالى ويرتاحُ له الضمير ويُمجِّده التأريخ، فقدَّموا الشهداءَ والجرحى على طريق القدس، وتكبّدوا الجليلَ من العناء والجُهد صابرينَ محتسبينَ غيرَ عابئينَ بأساطيل الدولِ النافذةِ وبوارجِهم واعتداءاتهم – على حدّ وصفه.

وشدّد على أنّ الكيان الصهيونيّ المحتل وداعميه، ضاقت عليهم من جهادِ المقاومة وبسالتها وحُسن أدائها ذرعًا، فدبَّ الوهن والخوار في نفوسِهم، ولن يتوانى هؤلاءِ الصادقون عن المزيدِ من النكاية بالعدوِّ، والاستهدافِ لمصالحِه وأجنادِه وعتادِه ومقرَّاته ما لم يرعوي عن غيِّه وعدوانِه عن أهل غزَّة الكرام.

واستنكر المُقترَح المستهجَن دينيًا وشعبيًا من جعل يوم الأحد بدلًا من يوم الجمعة عطلةً رسميَّة، وقال إنّ هذا المقترح لا يعدو التنكّرَ عن قصدٍ، أو غيرِ قصد لهويَّة البلد الدينيَّة والارتهان للأعراف الغربيَّة، والتي بالمناسبة لم تقبلْ التخلِّي عن اعتمادِ الأحد عطلةً رسميّة، انسياقًا مع الدين الذي تُؤمن به شعوبُها – حسب تعبيره.