منامة بوست: أكّدت هيئة الإذاعة البريطانيّة «بي بي سي»، استمرار الاحتجاجات في البحرين بعد قرار الحكومة المشاركة في التحالف البحريّ، والتي شكّلتها الولايات المُتّحدة لصدّ هجمات اليمن التي استهدفت سفنًا صهيونيّة، أو لدولٍ داعمة لها إثر العدوان على غزة.

وقالت الهيئة البريطانيّة في تقريرٍ عبر موقعها الإلكترونيّ، إنّ البحرين تعدّ الدولة العربيّة الوحيدة التي أعلنت مشاركتها، في التحالف المكوّن من أكثر من عشرين دولة بحسب ما أعلن البنتاغون، وهي تواجه انتقاداتٍ من قبل أفرادٍ وجمعيات سياسيّة في المملكة، أصدرت بيانات للتنديد بالمشاركة وطالبت الحكومة بالانسحاب من التحالف، كما نفّذت فعاليات احتجاجيّة في العاصمة المنامة في الأيام الماضية.

وأوضح متحدّثٌ حكوميّ بحرينيّ أنّ مشاركة البحرين في التحالف تأتي بالنّظر لوجود الأسطول الخامس الأمريكيّ وقيادة القوّات البحريّة المشتركة، بالإضافة إلى قوّة المهام المشتركة في البحرين، إلى جانب الاتفاقيات الدوليّة المشتركة التي تحمي الممرّات الاقتصاديّة، ومن شأنها أن تحمي ممرّ البحر الأحمر، وهي أسبابٌ دفعت البحرين للانضمام لعمليات تحالف «حارس الازدهار»، وأضاف أنّ ضبّاطًا بحرينيين سيشاركون في القوّات الموجودة في المملكة، لدعم عمليات التّحالف ضدّ اليمن.

وقال النائب السّابق عن جمعيّة الوفاق المُعارِضة «جلال فيروز»، إنّ مشاركة البحرين في هذا التحالف يعدّ خطأً جسيمًا، خاصّة أنّ التحالف يعمل لصالح حماية الكيان الصهيونيّ ومصالحه، بعد أن أعلنت «جماعة أنصار الله اليمنيّة» استهدافها السّفن المتّجهة إلى الكيان الصهيونيّ، أو التي يملكها الكيان نتيجة الحرب في غزة.

ورفض «فيروز» أن يكون وجود الأسطول الأمريكيّ في البحرين مبرّرًا للمشاركة في التّحالف، وقال إنّ الأسطول «كأيّ قاعدةٍ أمريكيةٍ لا علاقة له بالشّأن المحليّ، وهي قواعد مستقلّة بذاتها وليست لها تفاعلات مع الحكومة، وإذا أرادت القاعدة البحريّة المُشارَكة فلا حاجة لموافقة البحرين أو إذن الحكومة البحرينيّة» – على حدّ تعبيره.

ولفت المحلّلان «إيهاب عبّاس» من واشنطن ومن المنامة «عبدالله الجنيد»، إلى أنّ مشاركة البحرين في التحالف، لم تأتِ بمعزلٍ عن التنسيق والتشاور مع باقي الدّول الخليجيّة، وأكّد «الجنيد» أنّ مشاركة البحرين جاءت لتمثّل رأي المجموعة الخليجيّة في التحالف، إذ أنّ كلّ القرارات ذات الانعكاسات الأمنيّة إقليميًا، وخصوصًا على دول مجلس التعاون، تخضع لمشاوراتٍ بينها وذلك أمرٌ طبيعيٌ جدًا – على حدّ قوله.

وأشارت الهيئة البريطانيّة إلى اعتقال السلطات البحرينيّة الأمين العام السابق لجمعيّة «وعد» إبراهيم شريف، بعد سلسلة تدويناتٍ كتبها على منصّة «إكس» تنتقد مشاركة البحرين في التّحالف الدوليّ، ودعوته قبيل اعتقاله البحرينيين للتعبير عن موقفهم الرافض لمشاركة بلادهم في التحالف، فيما قال المتحدّث الحكوميّ تعليقًا على الاحتجاجات إنّ «المملكة تؤكّد التزامها بحماية واحترام الحريّات التي يكفلها الدستور وتنظّمها القوانين الوطنيّة» – على حدّ زعمه.