منامة بوست: أكّد خطيب صلاة الجمعة عالم الدّين البحرينيّ «الشّيخ محمّد صنقور»، أنَّ ما أنجزتْه الحرب على غزَّة هو الكشف عن حجم التضليل المريع، الذي مارسه الغرب الكاذب بحقِّ شعوبه وشعوبِ العالم.

وقال «الشّيخ صنقور» في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة، في جامع «الإمام الصّادق عليه السّلام» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، إنّ هذه الحرب أحدثتْ وعيًا وصحوةً وفهمًا للواقع الذي عليه الغرب الكاذب، والذي يزعم أنَّه الراعي والمدافع عن حقوق الإنسان في العالم، وقد تبيَّن لكلِّ ذي عينٍ أنَّ الغرب كان وما زال وسيظلّ هو مصدر شقاء الإنسانِ في مختلف أرجاء العالم، وأنَّ دعمه اللامحدود للكيان الصهيونيّ الغاصب، لما يرتكبه من انتهاكات وجرائم ضدّ الإنسانيّة في فلسطين ومجازر ضدّ الأطفال والنساء، يعتبر مؤشِّرًا صارخًا على طبيعة واقعه المُظلِم وسياسته التي ينتهجها مع مختلفِ الشعوب المستضعفة – على حدّ وصفه.

وأضاف أنّ الغرب يدعم العصابات النّازية والكيان الغاصب الذي لا يعرف أيّ معنى للإنسانيَّة، فيزوّده بكلّ الأسلحة الفتّاكة والمحرّمة دوليًا، ليصبَّها بدمٍ باردٍ على رؤوس الآمنين، ويدمّر بها منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومراكز إيوائهم، ويدعم الكيان الصّهيونيّ في حصاره الغاشم على الشّعب الفلسطينيّ المنكوب وتجويعه، وحرمانه من أبسط مقوّمات الحياة – حسب تعبيره.

وأشار إلى أنّ الدّاعم الغربيّ والمتلقّي الصّهيونيّ كلاهما ذا طبيعة ومشرب واحد، وهما جهاز واحد تتقاسمُ دوائره الأدوار، فالذي يفتك بأطفال غزَّة ونسائها، ويرتكب المجازر المروِّعة والشنيعة بحقّ أبنائها هو الغرب الكاذب الذي يمدّ الكيان الغاصب بالسّلاح والعتاد والمؤن، ويُمكّنه من الهيمنة بمختلف أسباب القوَّة، ويُدير معه وبه البرامج الرامية إلى بسط نفوذه، وهو الذي عمل ويعمل جاهدًا مُسخّرا كلَّ إمكانياته لضمان إفلات الكيان الغاصب من العقاب بل ومن الإدانة، وهو الذي يُسخّر آلته الإعلاميَّة الهائلة وعلى مدى ما يزيد على السبعة عقود، لتحسين صورة الكيان الغاصب وإظهاره في مظهر الضحيَّة والمعتدَى عليه وأنَّه ينشد السلام وينبذ الإرهاب.

وشدّد على أنّه لا يصحّ لعاقل أو مؤسّسة أو جهة تحرص على مصالحها وهويّتها وقيمها، أن تثق بسياسة الغرب العدوانيّة الاستعماريّة وأدواته الإعلاميّة والاقتصاديّة والسياسيّة؛ الرامية إلى الاستحواذ على ثروات العالم وطاقاته وعقوله، وليس لها أنْ تطمئنَ إلى مقاصدِه ونواياه أو تنخرطَ في مشاريعِه.

وحذّر من الانسياق وراء النفاق الغربيّ وشعاراته الكاذبة، فيزعم أنّه الراعي لحقوق الإنسان والمدافعُ عن الحريّات، والمكافح للفساد والمنظِّر للشفافيَّة والإعلام الحر، يبتغي من وراء التستُّر بهذه الشّعارات الملغَّمة والأدوارِ المشبوهة، التمريرَ لمشاريعِه الخبيثةِ الرامية لذات الغاية من بطشِه حين يبطش، وذاتِ الغاية من مكرِه حين يمكر، وهي ضمانُ الإحكام لبسط نفوذِه وهيمنتِه على مقدَّرات العالم – على حدّ وصفه.

ولفت إلى أنّ الغرب في بطشِه بالشّعوب المستضعَفة، وإبادته لبعضِهم كالهنود الحمر واستعماره لدولِهم في أفريقيا وآسيا وغيرهما، واستحواذِه على خيراتهم وسرقتِه لثرواتهم وتخطيطه لضمان استمرار نفوذه وهيمنته على مقدّراتهم وقراراتِهم، ومشاريعه التعليميَّة وبرامجه الاقتصاديَّة ووسائل إعلامه وشعاراته وعلاقاته وعهوده، كلها تستهدف المزيد من التوسُّع وضمان الاستمرار في بسط النفوذ، والهيمنة على ثرواتِ العالم وعقولِه وطاقاته – على حدّ قوله.

وطالب الشّعوب والأنظمة العربيّة والإسلاميّة، باتخاذ إجراءاتٍ حازمةٍ وضاغطةٍ من أجل المساعداتِ الإنسانيَّة إلى أهل غزة، والضّغط على الغرب والكيان المحتل لوقف الحصار الخانق على الشعب الفلسطينيّ، الذين أصبحوا يموتون جوعًا ويفتك بهم البرد والأمراض، ويوشك أن تفشو فيهم الأوبئة جرَّاء الاستعمال للمياه الملوَّثة – على حدّ تعبيره.