منامة بوست: دعا خطيب صلاة الجمعة عالم الدّين البحرينيّ «الشّيخ محمّد صنقور»، إلى إنهاء معاناة عوائل المُعتقلين السّياسيين بإطلاق سراح أبنائهم وذويهم، وملاحظة هذا الملفِّ من زاوية إنسانيَّة وطيِّه لتعزيز الثقة، لتنعم الأوطان بالمزيدِ من الاستقرار.

وقال «الشّيخ صنقور» في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة، في جامع «الإمام الصّادق عليه السّلام» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، «أودُّ التذكير بعوائل السّجناء الذين لا يُبارحُ الحزنُ والأسى قلوبَهم على أبنائهم، وهم يأملون عند كلِّ مناسبة خصوصًا عند بداية كلِّ شهر رمضان، أن يُفرّج اللهُ تعالى عن أبنائهم فيستنشقون معهم عبَقَ هذا الشهر» – على حدّ تعبيره.

وحثّ على رعاية ذوي الحاجة من قراباتهم وجيرانهم، وأهاب بالجمعيَّات الخيريَّة بضرورة المضاعفةِ للجهود المبذولة وأنْ لا يقتصرَ ما يقدَّمونه للأسر على الأغذية، وأنْ يجدِّوا في البحث عن أحوال الأُسَر المتعفِّفة التي تقعُ في نطاق دوائرهم، كما شدّد على ضرورة الاقتصاد في الصّرف والتّرشيد في الإنفاق، ودعا الشباب أنْ لا يصرفوا ليالي رمضان في الترويح واللَّهو، وأنْ يوازنوا بين الترويحِ المباحِ وبين حضور مجالسِ القرآن ومجالسِ الإحياء ومجالسِ الذكرِ لأهلِ البيت «ع»، وأنْ يحرصوا على الإكثار من تلاوةِ القرآن والدعاءِ والمناجاة.

وعبّر عن استنكاره لاستمرار حصار العدوّ الصّهيونيّ لأهل غزة، وشجب المعاناةِ التي يتكبَّدها أبناء غزة جرَّاء الحصارِ الخانقِ، والذي امتدَّ لِما يقربُ من العقدين من الزمن، واشتدَّ خناقة منذُ خمسةِ أشهر.

وقال إنّ «العدوّ الصهيونيّ لم يُقنعْه ما أحدثه من دمارٍ هائلٍ للبُنى التحتيَّة والمنازلِ والمستشفيات ومراكزِ الإيواء، ولم تشفِ غليلَه الأرواحُ التي أزهقَها والتي تجاوزتِ الثلاثين ألفًا مضافًا إلى الجرحى، والتي تخطَّى تَعدادُها السبعين ألفًا، عدا ما تسبَّبَ عن هذا العدوان من التشريد لمئات الآلاف، والذينَ لا يجدون مأوىً يحميهم من قسوة البرد والقصفِ العنيف المتعمَّد، والذي يُلاحقُهم أينما يتَّجهون، فرغم المعاناة فإنَّ قسوةَ العدوَّ الصّهيونيّ تزدادُ ضراوةً كلّ يوم، فهو يُمعِن في تجويعِ أبناءِ القطاع بمنعِه لدخول المساعدات الإنسانيَّة الملحَّة، حتى باتَ ما يتجاوزُ النصف مليون على بعد خُطوةٍ من المجاعة القاتلة كما يذكر بعض الخبراء» – على حدّ وصفه.

وأضاف أنّ المجاعة التي هي دون هذا المستوى فهي حظُّ عامَّة أبناءِ غزَّة، والذي لا ينقضي منه العجبُ عجز العالَم بأسره عن استنقاذ هذا الشعبِ المنكوب من محنتِه، رغم إقراره بعظيم البلاءِ الذي يحلُّ به جرَّاء التعسُّف والبطشِ المريع، الذي يمارسه العدوُّ الصهيونيّ بحقِّه – حسب تعبيره.

ولفت إلى أنّ هناك ثمّة ممالئة تستهدفُ ذاتَ الهدف الذي يستهدفُه العدوُّ الصهيونيّ، فهو يستهدف من بطشِه وتشريده وتجويعه لأبناء غزَّة، إلجاءهم على النزوح مِن أرضهم ليتسنَّى له التصفية لقضيّتهم، كما يستهدفُ من ذلك الضغطَ على المقاومةِ الباسلة للخضوع إلى شروطِه وإملاءاته، إلا أنَّ عليه أنْ ييأسَ – وكذلك داعموه – من البلوغ لهذه الغاية الخبيثة، فأبناءُ غزَّة الكرام لن يتخلَّوا عن أرضِهم وإنْ عظُمتْ مِحنتُهم، والمقاومةُ الباسلة ستظلُّ تُلحِقُ بالعدوِّ الغاشم الهزيمةَ تلو الأخرى إلى أن يندحرَ صاغرًا، يجرُّ أذيال الخِزي والعار، والذي سيبقى سُبَّةً على جبينه أبدَ الدهر – على حدّ تعبيره.