منامة بوست: أكّد المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، مضامين خطاب رئيس الشّورى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ولا سيّما المؤكّدة سيادة البلاد وإحياء «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين».
وقدّم المجلس في بيان موقفه الأسبوعيّ عبر موقع الائتلاف الإلكترونيّ، التحيّة إلى الرموز القادة في ذكرى اعتقالهم، وقال إنّه «يسجّل أعظمَ عبارات الوفاء لجهادهم الكبير وثباتهم الأسطوريّ، فصمودهم داخل السّجون هو العنوان الأكبر لاستمرار الثّورة وانتصارها على المعاناةِ والمؤامرات، وقد قدّموا بتضحياتهم خزّانًا هائلًا من البطولةِ والفداء الذي ألهمَ الشّعب البحرينيّ والشباب الثّوريّ، ومهّد الطريقَ لاستمرار الحراك الشّعبيّ وتماسُك قوى المعارضة وتسديد نضالها من أجل الحريّة والكرامة وتقرير المصير».
وأضاف أنّه في مثل هذه الأيّام من العام 2011، تمرّ ذكرى أخطر تدخُّل عسكريّ عدوانيّ منذ احتلال البلاد على يد آل خليفة في العام 1783، حيث اجتاحت قوّات آل سعود البحرينَ وهاجمت دوّار الشهداء «اللؤلؤة» ومناطقَ البلاد، بهدف الانقضاض على الاعتصام الجماهيريّ، والتّظاهرات الدّاعية إلى إسقاط نظام الفساد والاستبداد، حيث كاد أن يتحقّق حلمُ البحرينيين بإقامة دولةٍ دستوريّة شعبيّة لولا القرار «الأمريكيّ – السّعوديّ»، بإرسال «قوّات درع الجزيرة» لتدمير مقرّ «ميدان الشهداء» وارتكاب أفظع الجرائم بحقّ الشّعب.
وأشار إلى أنّ البحرين أضحت ساحةً محتلّة من قوى إقليميّةٍ ودوليّة، وجودَها غير شرعيّ ومعاديًا لشعب البحرين، ولا سيّما مع انتشار الوجود الصّهيونيّ ومقرّات التجسّس الأجنبيّة، وشدّد على أنّ من حقّ الشّعب مقاومة هذه الاحتلالات وبكلّ السّبل المشروعة.
ولفت إلى أنّه بالتّزامن مع الذّكرى المشؤومة للغزو السّعوديّ للبحرين في مارس/ آذار من العام 2011، ومصادرة قرارها السّياديّ وتحويل الطّاغية حمد إلى «ملك كرتونيّ»؛ فإنّ هذا الطّاغية لا زال يسعى لتقديم صورةٍ كاذبةٍ عن واقع البحرين السّياسيّ والاجتماعيّ، حيث أقامَ حفلًا لاستقبال رؤساء البعثات الدّبلوماسيّة في البلاد، وارتشاء مواقف حكوماتهم بكلماتٍ مضلّلة وخادعة، والتّغطية على الأزمات المأساوية التي ترزحُ فيها البلاد منذ أكثر من ثلاثة عشرة عامًا.
وأكّد أنّ هذه المراوغة المفضوحة لم تنطلِ على الشّعب البحرينيّ في أيّ يومٍ من الأيام، فهو يُدرك أنّ الطّاغية يتجرّع الهزيمة والعارَ، ولا يجد مناصًا للحفاظ على عرشه الدّمويّ إلّا بمزيدٍ من الفساد والاستبداد والخيانة، وهو بذلك يسرّعُ من سقوطه المحتوم – على حدّ وصفه.
واستنكر اللّقاءَ الأخير الذي جمعَ رئيسَ حكومة النّظام مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ، وقال إنّه يأتي في إطار سياسةِ التّبعيّة الكاملة التي ينخرط فيها آل خليفة، لتنفيذ الأجندة العدوانيّة والاستعماريّة للإدارة الأمريكيّة في فلسطين المحتلّة وعموم المنطقة، كما أنّ هذه اللّقاءات تندرجُ ضمن هرولة الخليفيّين للحصولِ على وعودٍ إضافيّة لحماية وجودهم غير الشّرعيّ، في ظلّ اشتداد مخاوف حكّام المنطقة الطّغاة جرّاء ما تمخّضت عنه معركة طوفان الأقصى البطوليّة، وانكشاف عمالة الحكّام للمشروع الأمريكيّ الصّهيونيّ، ورفض الشّعوب لاستمرار حكمهم البغيض.
وشدّد على أنّ استمرار شعب البحرين مع بقيّة الشّعوب في إعلاء الصّوت ضدّ التّطبيع ومقاومة التّبعيّة للمشاريع العدوانيّة، والنّصرة لغزّة وصمود شعبها الأبيّ ومقاومتها البطوليّة؛ هو الخيارُ الشّريف الذي سيجذّر من المفاصلةِ مع هذه الأنظمة العميلة ويُعرّيها أمام الجميع، حتّى بلوغ مرحلة الحسم وإزاحتها عن طريقِ الشّعوب وتطلّعاتها في الحريّة والسّيادة.
واستهجن العلاقات العسكريّة المريبة التي يقيمها النّظام الخليفيّ مع قيادات الجيش الباكستانيّ، وخاصة من جانب ما يُسمّى بالحرس الوطنيّ، فهي علاقات تكشفُ ديمومة تغذية الجهاز الأمنيّ والعسكريّ في البحرين بالمرتزقة الأجانب، وتدريبه على وسائل القمع والترصُّد للحراك الشّعبيّ، إلى جنب التدريبات والاستشارات الأمنيّة التي يوفّرها البريطانيّون والأمريكيّون والصّهاينة، والتي تسبّبت في إنهاك ميزانيّة الدّولة وتعميق العسكرة في البلاد وربطها بالأحلاف المعادية.
وجدّد التّضامن مع المعتقلين في سجون النظام، والوقوف الكامل مع ثورتهم داخل السّجون في مواجهة المعاناة الممنهجة، التي يتعرّضون لها ومنعهم من حقوقهم الطّبيعيّة في الرّعاية الصّحيّة وممارسة حريّاتهم الدّينيّة، فضلًا عن حقّهم الثّابت في الحريّة الكاملة ومحاسبة المتورّطين في الانتهاكات داخل السّجون، كما ندّد باستمرار المحاكم الصّوريّة وإصدار أحكام ظالمة بحقّ الشّباب الغيور في البحرين، انتقامًا من مواقفهم السّياسيّة المعارضة للاستبداد، وإصرارهم على نصرة غزّة ومناهضة التّطبيع والتّنديد بالعدوان الصّهيونيّ المجرم – وفق البيان.