منامة بوست: دان المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، اعتداءات عناصر المرتزقة على اعتصام أهالي المعتقلين السّياسيين أمام «سجن جوّ المركزيّ»، وأكّد بأن ذلك يأتي في إطار عودةِ الممارسات البوليسيّة إلى المشّهد العام.

وقال المجلس في بيان موقفه الأسبوعيّ عبر موقع الائتلاف الإلكترونيّ، إنّ عمليّات التّشويش والقمع والاعتقال، واستدعاء النّاشطين وعوائل السّجناء إلى إدارة التّحقيقات والمراكز الأمنيّة، يؤكّد بطلان الدّعايات والمسرحيّات التي روّجتها المنصّاتُ التّابعة للنظام الخليفيّ ومخابراته، ولا سيّما بعد إفراجات عيد الفطر الماضي، وكان الغرضُ منها تضخيم التّوقّعات ودفع المواطنين إلى التعلُّق ببعضِ الأوهام، بما في ذلك كذبة أنّ الكيانَ الخليفيّ في وارِد الاتّجاه نحو «الإصلاح»، وأنّه بصددِ تغيير بُنيته الاستبداديّة والأمنيّة.

وأشار إلى أنّ الوعي الشّعبيّ العام والأداءَ الحكيم والشّجاع للأحرار المفرَج عنهم، أسْهمَ مباشرة في كشف تلك الدّعايات وإبطالِ مفعولها على الأرض، ما أدّى إلى إرباك الخططِ الأمنيّةِ البديلة التي يجهّز لها النّظامُ وداعموه الغربيّون.

وشدّد على ضرورة إلى إعادةِ النّظر في طبيعةِ العقيدةَ الأمنيّة للنظام الخليفيّ، وعدم عدّها مجرّد تكتيكاتٍ أمنيّة محدودة، أو إجراءاتٍ مؤقّتة تُتّخذ فقط لضبط الاحتجاج والحشود المعارضة، وأنّ هذه العقيدة جزء متأصّل في بُنية النظام ووجوده، فهو كيانٌ احتلاليّ استيطانيّ تابعٌ للسّياسات والمصالح الأجنبيّة الإقليميّة الدّوليّة، أقدم على ارتكاب المزيدِ من الجرائم عبر تحويل البلاد إلى ساحةٍ مفتوحة للأطماع الخارجيّة، وتعريض أهلها ومواطنيها الأصليّين لمخاطر الانخراط في التّحالفات العدوانيّة – حسب تعبيره.

وأكّد أنّ كلّ الخطابات والسّياسات التي تصدر عن النّظام الخليفيّ، وخلال كلّ الظّروف والمراحل التي تمرّ بها البلاد؛ هي انعكاسٌ لطبيعتهِ الأمنيّة وهويّته الطّائفيّة والقَبليّة، وبمعزلٍ عن بعض التّحسينات الظاهريّة الجزئيّة، التي يُجريها بعضَ الأوقات على خطاباتهِ وسياساتها العلنيّة؛ ولكنّها تبقى غير بعيدةٍ عن تلك الطّبيعة القائمة على معاداته لشعب البحرين الأصيل، وجودًا وعقيدةً وتاريخًا – على حدّ وصفه.

ودعا إلى رسم الرّؤى والاستراتيجيّات المعارضة بناء على هذا المنظار، وتحديد الأهداف والوسائل المناسبة على ضوئه، وبما يُجنّبُ الجميعَ الوقوع في دوّامةِ ردود الأفعال، والتأثُّر بالمتغيّرات السّطحيّة المحكومة باحتياجات النظام الخليفيّ، وديمومةِ فساده واستبداده وخياناته الواسعة.

وحثّ على بذل كلّ الجهود للتّلاقي الجادّ مع الحراك الشّعبيّ بكلّ أشكاله وساحاته، وهو ما يتطلّبُ من كلّ القوى المعارضة، والناشطين بناء منظومةٍ متفاعلةٍ مع الحراك المحلّي، تتولّى القيام بمهام التّكاتف من جهة، ووظائف التّكامل من جهةٍ أخرى، وبما يُعمّق الحقّ السّياسيّ المركزيّ «دولة دستوريّة عادلة»، ويُراكم التّضحيات والجهود المخلصة وتاريخ النّضال الوطنيّ.

وأكد على أهمية اليقظةِ من حملةِ العلاقات العامّة التي سيُقدِم عليها النظام الخليفيّ في الأيّام المقبلة، بغية تمرير القمّةِ العربيّة المقرر عقدها في المنامة، أن تتم في أجواء هادئةٍ تخدمُ الدّعاية الحكوميّة، وتُخفي عاره في تطبيعهِ مع العدوّ الصّهيونيّ وتحالفه مع دوائر الشّر الصّهيونيّة والأمريكيّة.

وأضاف أنّ القمّة ستكون فرصة لرفع صوت الشّعب على مسْمَع حكّام العرب وحكوماتهم، وإعلاء رايته وخياره في الحريّةِ والتّحرُّر والعدالة داخليًّا وخارجيًّا، ودعا بهذه المناسبة كلّ القوى الوطنيّة والمعارضة إلى تنظيم برنامج وطنيّ وشعبيّ واسع بشعار «البحرين وفلسطين.. مع المقاومة وضدّ التّطبيع»، تثبيتًا للموقف القاطعِ في حقّ المقاومة الفلسطينيّة الباسلة بتحقيق أهدافها الميدانيّة والسّياسيّة، وفي مقدّمتها الوقف الفوريّ للعدوان وحرب الإبادة الصّهيونيّة، والإشادة بالتطوّر النّوعي لجبهات الإسناد والدّعم ضمن محور المقاومة الشّريفة – بحسب البيان.