منامة بوست: أكّد عالم الدّين البحرينيّ البارز «العلّامة السّيد عبدالله الغريفي»، أنّ الأوطان تكون بخيرٍ ما دامت بلا أزمات سياسيَّةٍ، أو أزماتٍ أمنيَّة واقتصاديَّة ومعيشيَّة، وبلا أزماتٍ طائفيَّة، وبلا أزماتٍ من أيِّ نوع.

وقال «السّيد الغريفي» في حديث ليلة الجمعة 9 مايو/ أيار 2024؛ في «جامع الإمام الصادق عليه السلام» في «منطقة القفول» بالعاصمة المنامة، إنّ مَنْ يتحمَّل مسؤوليَّة تفريغ الأوطان من الأزمات هي الأنظمة، والقُوى النَّاشطة سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا ودينيًا والمواطنين، فهي مسؤوليَّة يتحمَّلها الجميع، وشدّد على أنّ الأنظمة العادلة، والقوى الفاعلة والشّعب الباذل تكون الأوطان فاضلة – على حدّ وصفه.

وأشار إلى أنّ مسؤوليَّة الأنظمة تأتي في الدّرجة الأولى وبيدها كلّ الإمكانات والقُدرات، ما لا تملكه القوى ولا يملكه المواطنين، ولذلك حينما يتوجَّه النَّقد لوجود الأزمات يتوجَّه إلى الأنظمة، فإذا وجدت أزمة سياسيَّة أو أمنيَّة أو اقتصاديَّة أو معيشيَّة، فالنَّقد أوَّل ما يتوجَّه إلى الأنظمة، بما تملك مِن قُدُراتٍ أمنيَّة وسياسيَّة واقتصاديَّة وباقي القُدُرات.

وأضاف أنّ دور القوى النَّاشطة ثقافيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا ليس دورًا هامشيًّا، بل هو دور مركزيّ وأساسيّ في خدمة الأوطان ما دام الهدفُ صادقًا، وما دامتْ الوسائلُ مشروعة، وما دام الإخلاص حاضرًا، فلا يجوز إطلاقًا إلغاء دور هذه القوى أو التَّقليل من قيمة هذا الدَّور، أو وضع مُعَوِّقاتٍ أمامه، وإلَّا خسرتْ الأوطانُ هذه القُدراتِ، وهذه الطَّاقاتِ، وهذا خسرانٌ كبير، أما الدور الشَّعبيّ فهو دور أصيل، فطاقات الشعب كبيرة وقدراتها فاعلة، فغياب هذا الدَّور وارتباكه وتأزّمه له انعكاساتٌ خطيرةٌ على الأوطان وعلى ازدهارها وعلى استقرارها – حسب تعبيره.

واستنكر الغطرسة والكبرياء المزيّف التي لا زالت تمثِّل طبعًا متأصِّلًا عند الصَّهاينة، فهم لا يعبأون بكلِّ القِيم الإنسانيَّة، فيبطشون ويقتلون وينتهكون كلَّ القِيم والمُثُل وكلَّ الحرمات في غزة.

ولفت إلى أنّ ما يحدث في غزَّة شاهدٌ صارخٌ على كلِّ كبرياء الكيان الصّهيونيّ وصلفِهم وجرائمِهم، فهم ذبحوا الأطفال وقتلوا النِّساء والشُّيوخ والمرضى بقلوب قاسيةٍ مملوءةٍ حقدًا وخُبثًا وسُوءًا، كيف وهم مدعومون مِن قوى كبرى تبرِّر لهم كلَّ هذا الطُّغيان، وكلَّ هذه الجنايات وكلَّ هذا القتل – وفق تعبيره.

وقال إنّ القمَّة العربيَّة المقرّر عقدها في البحرين، سوف تُعقَد في مرحلةٍ تَشتَّد فيها أزماتُ الأمّة العربيَّة والإسلاميَّة، ومن أولويَّات هذا الملتقى مناقشة «العُدوان الصُّهيونيّ على غزَّة» بكلِّ مُنْتجاتِهِ المُدمِّرة والمُرعِبة، فهذا العُدوَان رغم المناشدات بإيقافِهِ يزدادُ ضَراوةً وحماقَةً وسوءًا واتِّساعًا وتعطُّشًا للدِّماء، وتوغُّلاً في البطش والفتك والقتل.

وتساءل في ظلِّ هذا الواقع المأزوم لأهل غزَّة وفلسطين، فهل سيتمكّن مؤتمر القِمَّة العربيَّة مِن الخروج بقراراتٍ جريئةٍ تخفِّفُ مِن مأساة أبناء غزَّة، وتخاطب المواقعَ الكبرى في العالم بلغةٍ جريئة، تستصرخ ضمائرهم في قضيَّةٍ أصبحت قضيَّة هذه المرحلة، بكلّ تحدِّياتهم وبكلِّ إرهاقاتِها، وهل يخرج هذا المؤتمر بما يقاربُ تَّطلُّعاتِ الشعوب.

وشدّد على أنّ القضيّة الفلسطينيّة والعُدوان الصُّهيونيّ على غزَّة، مسؤوليَّة كلِّ القُوى والقُدرات في الأوطان العربيَّة والإسلاميَّة أيضًا، وكذلك مسؤوليَّة كلِّ الشُّعوب – حسب تعبيره.