منامة بوست: عبّر عالم الدّين البحرينيّ البارز «العلّامة السّيد عبدالله الغريفي»، عن قلقه البالغ إزاء استمرار الاستدعاءات الرسميّة بحقّ المواطنين واعتقال بعضهم، وشدّد على ضرورة إنهاء السّلطات البحرينيّة للخيارات الأمنيّة.

وقال «السّيد الغريفي» في حديث ليلة الجمعة 9 أغسطس/ آب 2024؛ في «جامع الإمام الصادق عليه السلام» في «منطقة القفول» في العاصمة المنامة، إنّنا نأمل أنْ لا يستمرّ هذا الخيار؛ ليبقى الموقف الرَّسميُّ كبيرًا في وجدان النَّاس، وفي مشاعر أبناء هذا الوطن.

ودان ما حَدَثَ في باكستان مِن اعتداءٍ غاشمٍ على مراسيم عاشوراء أودى بأرواحٍ بريئة، لا ذنب لها إلَّا أنَّها أقامت العزاء على سبطِ رسول الله «ص»، والحُسين ابن عليٍّ «عليه السَّلام»، وأشار إلى أنّ «فتاوى التَّكفير» المملوءة بالحقد والطَّائفيَّة الرَّعناء التي يُسوِّقها دُعاةُ الفتنة، تصنعُ الكراهية والطَّائفيَّة إلى هؤلاء الذين لا يملكون دِينًا ولا قِيمًا ولا ضميرًا، وشدّد على أنَّ حراسة مراسيم عاشوراء مسؤوليَّة تتحمَّلها أنظمة الحكم لأنَّها جزءٌ مِن منظومة أمن الأوطان، وحراسة وحماية المعتقدات، فلا يجوز للعابثين بهذا الأمن وبهذه الحماية، أنْ يعبثوا ما شاء لهم العبث، ويُرعبُوا ما شاء لهم الرُّعب – على حدّ تعبيره.

وأكّد أنّ العدوّ الصُّهيونيّ يمارس تصعيدًا كبيرًا لهُ مآلاتُهُ التي رُبَّما تجرُّ المنطقة إلى حربٍ إقليميَّةٍ مُدمِّرةٍ، فالمجازرُ اليوميَّة في غَزَّة لا زالتْ تتصاعد، وحصيلةُ الشُّهداءِ قاربت الأربعين ألفًا أغلبُهم مِن النّساءِ والأطفال، كما امتدتْ أيدي الغدر الصُّهيونيِّ بكلِّ وقاحتِها لتُنشِّطَ جرائمَ الاغتيال التي طالتْ رموزًا كبيرة، مِمَّا صعَّد وتيرة التَّوتُّر في المنطقة.

وأشار إلى أنّ الكيان الغاصب في فلسطين يؤسِّس لكلِّ هذه التَّوتُّرات ولكلِّ الحروب والمعارك، فوجود هذا الكيان هو وجود سرطانيٌّ خطير، وحينما يُصرُّ أبناء غزَّة وأبناء فلسطين على المواجهة والتَّصدِّي، إنَّما هو الدِّفاعُ عن الأرض والعرض والمقدَّسات، ليس مِن أجلِ إنتاج الحرب وإنتاج المعارك، إنَّهم حرَّاسُ وطنٍ وأمناءُ شرف وصُنَّاعُ كرامةٍ وحملةُ قِيم – على حدّ وصفه.

ولفت إلى وجود أصوات ورُبَّما مِن قُوى كبرى تُطالب بخفض التَّوتُّر، إلَّا أنَّ هذه الأصوات أو بعضها غير جادَّة، إنْ لم تكن مساهمةً بشكلٍ فاعلٍ في صناعة التَّوتُّر، وإلَّا فقرار واحد جادّ وصادق قادر أنْ يُوقِف هذه المجازر، وأنْ ينقذ المنطقة مِن مآلاتٍ مرعبةٍ وحروبٍ مدمِّرة – حسب تعبيره.