منامة بوست: قدّم المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، العزاء والمواساة إلى صاحب العصر والزّمان «عج»، وقائد الثورة الإسلاميّة الإمام القائد «السيد علي الخامنئي»، والمراجع والعلماء وعموم أبناءِ الأمّة الإسلاميّة، في ذكرى شهادةِ الرّسول الأعظم «ص».

وأكّد المجلس في بيان موقفه الأسبوعيّ عبر موقع الائتلاف الإلكترونيّ، أنّ الرّسالة الإلهيّة الكبرى التي أنجزها الرّسول الأعظم «ص»، على مستوى تحطيم الأصنام وإسقاط الطّواغيت في زمانه، وتأسيس دولةِ القرآن القائمةِ على العدالةِ والكرامة الإنسانيّة، لتكون نموذجًا خالدًا لكلّ البشر في كلّ الأزمان، غير أنّ قوى الشّر الشّيطانيّة لم تتوقّف عن تحريف هذه المسيرة المباركة، وسعت إلى السيطرةِ على بلاد المسلمين تحت غطاء الإسلام، وأقامت حكومات فاسدة مستبدّة – على حدّ وصفه.

وشدّد على أنّ اتّساع التّعاون الخبيث بين النظام الخليفيّ والأجهزة الشّريرة، يتطلّب زيادة التّعاون والتّخطيط بين قوى المعارضة، إذ أنّ اللجان والمؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة الخليفيّة كثّفت في الآونةِ الأخيرة لقاءاتها واجتماعاتها، في إطار الإعداد لسلسلةٍ من التّرتيبات والتّحديثات في المنظومةِ الأمنيّة، بما يعكسُ الاضطرابَ غير المحدود الذي يستولي على النّظام الخليفيّ، والخشية من تفجّر الأوضاعِ على غرار ما حصلَ في فبراير/ شباط 2011.

وأضاف أنّ أجهزة النّظام الخليفيّ جدّدت سياسات القمع والإرهاب على صعيدِ ملاحقة النّاشطين والمُعارضين داخل البلاد وخارجها، واستدعاء المواطنين والحقوقيّين وسجن الأطفال والمحاكمات الجائرة، إضافة إلى التّضييق المتواصل على السّجناء السّياسيّين وقادة المعارضة المعتقلين، وصولًا إلى اعتقال العائدين من زيارة الأربعين والتّحقيق معهم.

وأشار إلى أنّ هذه الإجراءات المتوحّشة هي ديدنُ هذا النّظام المجرم، لكنّها تنتظمُ اليوم وفق إجراءاتٍ أمنيّة مرتبطة بمنظومةٍ إرهابيّة موسّعة ومفتوحة، فهي لا تقتصر على نطاق الجغرافيا المحليّة، بل تتمّ بتنسيقٍ كامل مع الأجهزة الاستخباراتيّة الإقليميّة والدّوليّة، بما فيها الأجهزة الصّهيونيّة.

وحذّر هذا النّظام من عاقبةِ البطش بشعب البحرين والعدوان على عقائده، وجدّد الدّعوةَ لقوى المُعارضة إلى كشف المنظومةِ الأمنيّة الخليفيّة، وتفكيك أهدافها وفضحها وتوعية أبناء الشّعب والناشطين بأفضل السّبل والبرامج لتفريغ هذه المنظومة وإفشالها، وتحويلها إلى فرصةٍ إضافيّةٍ لتجهيز الطّوفان القادم، والتّهيئة للجولةِ الحاسمة في هذه المواجهةِ المفتوحة المضرّجة بالدّماء الزكيّة والتّضحيات العظيمة – حسب تعبيره.

ولفت إلى أنّ زيارة وليّ العهد «سلمان حمد» للمملكة المتّحدة، جزء من جدولةِ الأجندة التي تُشْرِف عليها الأجهزة البريطانيّة لإدارةِ النّظام الخليفيّ وحمايته من شعبه، بما يرسّخ بندَ التّبعيّة المطلقة للبريطانيّين والممتدّة منذ أكثر من مائتي عام، وشملت هذه الجدولة إدخال تعديلات على ملفّين أساسيّين، الأوّل يتعلّق بالوضع الحقوقيّ؛ وأُجريت بموجبها تغييرات شكليّة على ما تُسمّى «اللّجنة الوطنيّة لحقوق الإنسان»، التي تتولّى التّخطيط لسياسةِ التّلميع وتبييض السّمعة داخليًّا وخارجيًّا، والملفّ الآخر يخصّ الإدارة الأمنيّة الجديدة وربطها بتحالفات الخليفيّين مع قوى العدوان الأمريكيّ الصّهيونيّ، والإدارة الجديدة تجمعُ بين استعادة مظاهر القمع والتّرهيب المقنّن، وتوسيع نطاق البرامج الدّعائية.

ودان خطّة الإبادةِ الثّقافيّة للمواطنين الأصليّين وإطباق القمع السّياسيّ والأمنيّ على الجميع، في الوقت الذي تُروّج معالجاتٍ مغشوشة لملفّ التّجنيس والإعلان عن جائزة للتّسامح، وإقامة مؤتمر للحوار الإسلامي واللّهث وراء إقامة مؤتمرٍ دوليّ للسّلام وفق الرّؤية الأمريكيّة الصّهيونيّة.

وشدّد على أنّ المرحلة الرّاهنة تتطلّب من قوى المعارضة أوسع مستوى من العمل السّياسيّ المقاوم، والإسراع لتحقيق أمنية الشّعب في تقويةِ جبهة المعارضة، خصوصًا أنّ النّظام الخليفيّ لا يدّخر وقتًا ولا وسعًا لتطوير أدواته الخبيثة وتحالفاته الشّريرة، دون رادعٍ أو وازعٍ من دينٍ أو قيم – على حدّ قوله.

ووجّه رسالة إلى الطّلبة مع بدء العام الدّراسيّ الجديد؛ دعا فيها إلى الاستعداد الواسع لحياتهم الدّراسيّة بالجدّ والاجتهاد، وقال: «أنتم جُند الوطنِ الحقيقيّون ومستقبله الزّاهر، وبكم سيكون الاعتماد والاستناد لمحاربةِ السّياسات الموجّهة ضدّ شعبنا وبيئته المعارضة، بغرض زرْع الجهل والانحراف ونشْر التّدمير الفكريّ والاجتماعيّ بين الأجيال الصّاعدة».

وحثّ قوى المجتمع ومؤسّساته الخيريّة إلى المشاركة الفعّالة في المحافظة على هذه الأجيال، وتوفير كلّ الدّعم والرّعاية لتعزيز مستوى العلم والمعرفة، والتّسلُّح بأعلى الشّهادات الأكاديميّة والتّخصّصات العلميّة المفيدة للمجتمع والوطن، فهذا هو السّلاح الأمضى في وجه أنظمةِ الفساد والظّلم – بحسب البيان.