منامة بوست: أصدر عالم الدّين البحرينيّ البارز «آية الله الشيخ عيسى قاسم» بيانًا، نعى فيه الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ «السيّد حسن نصر الله»، الذي التحق ورفاقة الأوفياء بموكب الشّهداء، إثر الغارة الصّهيونيّة الغادرة على الضّاحية الجنوبيّة.

وقال الشّيخ قاسم في بيانٍ نشره «موقع المقاوم»، «لقد تركت أيُّها القائد العظيم برحيلك، جروحًا غائرة لاهبة ثائرة للفراق في قلوب الملايين الواعية المؤمنة الطّاهرة، وفرحةً غبيّة جاهليّة في قلوبٍ قذرة يقطنها الشّيطان، إنّ رحيل «الشّهيد السّيد نصر الله» لن يوقف جهاده، فقد خلّف من صنعه أمّةً جهاديّة لا تصبر على ضيمٍ ولا تثلم إرادتها، ولا يقطع طريقها إلى النّصر العزيز قاطع، والمصاب عظيم والعزاء كبير لأنّ طريقه طريق الشّهادة ومصيره الذي سلّك إليه مصير السّعادة.

وأكّد أنّ الأمين العام لحزب الله الراحل حيا قدوة واستشهد قدوة، وسيبقى تتخرّج على يديه ممّا قدّمه من دروسٍ علميّة وإيمانيّة وأخلاقيّة وجهاديّة، ودروس في الصّلاح والتّقوى والوفاء والشفقة على المستضعفين، منهج ينير دروب السّائرين وطرائق الحياة.

وأشار إلى أنّ العقول اليقظة والقلوب الواعية والأرواح الطاهرة والأنفس الزكيّة، والإرادة القويّة الخيّرة والحركة الثوريّة المنتصرة للحقّ والمُناهضة للظلم والباطل، معه على الطّريق الذي سلك، طريق الرسالة والإباء والشّرف والجنّة – على حدّ وصفه.

وشدّد على أنّ اليوم يوم المسؤوليّة الشّرعيّة الإلهيّة الكبرى، التي تحيط بالأمّة – حكومات وشعوب على كلّ المستويات – في المواجهة الجهاديّة الجادّة لما صارت إليه الصّهيونيّة اللعينة من طغيانٍ في سفك دماء الأمّة وسحق كرامتها، والاستخفاف الشّديد بشأنها والتّهديد الشّامل لوجودها.

وأكّد أنّ اليوم لا عذر لمسلمٍ أن يحتفظ بكلمة أو جُهد أو مال أو دم، ممّا يمكن وفيه نفعٌ للمقاومة والدفاع عن كيان الأمّة وكلّ شبرٍ من أرضها، ولا مجال للتسويف في البذل لذلك كلّه تداركًا للوقت قبل فوات الأوان، وعلى أصحاب القرار في الجهاد والمقاومة أن يرسموا لشعوب الأمّة طريق مشاركتها العمليّة في المعركة الضارية – حسب تعبيره.

وأضاف أنّ السّكوت على مذابح ومجازر الصّهيونيّة لأبناء الأمّة واغتيالات قادتها، والمواقف المتخاذلة وقبض اليد عن البذل والاحتفاظ بالحياة عن النّصرة هي جرائم كبرى، أمّا مواقف الخيانة والتآمر والدّعم للعدوّ الصهيونيّ على مستوى الحكومات والأفراد، فهي العداوة البيِّنة للأمّة والحرب على الله ورسوله والمؤمنين – بحسب البيان.