منامة بوست: قالت هيئة الإذاعة البريطانيّة «بي بي سي» إنّ الكيان الصّهيونيّ، وضع خريطةً للشّرق الأوسط الجديد بعد عمليّة طوفان الأقصى، صنّف فيه الدّول إلى نوعين، مُطبّعة ودول «محور المقاومة» الذي تقوده إيران.

وأشارت الهيئة البريطانيّة في تقريرٍ عبر موقعها الإلكترونيّ، إلى أنّ رئيس وزراء الكيان الصّهيونيّ «بنيامين نتنياهو»، ظهر خلال كلمته الأخيرة أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة حاملًا خريطتين، شملت الأولى مناطق تكتسي باللون الأخضر للدّول التي تربطها اتفاقات تطبيع مع الكيان، وضمّت «مصر، السّودان، الإمارات، السّعوديّة، البحرين والأردن»، والثّانية صُبغت باللون الأسود وضمّت «إيران، سوريا، العراق، اليمن وكذلك لبنان».

ولفتت إلى تسارع وتيرة تطبيع العلاقات في المنطقة مع العدوّ الصهيونيّ خلال السّنوات الأربع الماضية، حيث وقّعت كلّ من «الإمارات والبحرين والمغرب» ما يسمّى «اتفاقيات أبراهام»، لتنهي تلك الدّول المقاطعة الممتدّة لعقودٍ من الزمن، فيما يسعى الكيان الصهيونيّ للتطبيع مع السّعوديّة.

وأضافت أنّ البعض يرى أنّ عمليّة «طوفان الأقصى» والحرب الصّهيونيّة على قطاع غزة ولبنان، قد تكون أبطأت حجم التّطبيع التّجاريّ بين الكيان وشركائها الجدد من الدّول العربيّة، إلا أنّ البيانات الرسميّة داخل الكيان، كشفت عن ارتفاع التبادل التّجاريّ بين العدوّ الصّهيونيّ وخمسة دول عربيّة خلال النّصف الأول من العام الجاري، على رأسها «الإمارات، مصر، البحرين، والمغرب»، حيث توالت الصّفقات والاتفاقات التي تمّ الإعلان عنها بعد التّطبيع، وشملت استثمارات في مجالات الدّفاع وأمن الإنترنت والتكنولوجيا الماليّة والطاقة.

وأكّدت أن الكيان الصهيونيّ لا يُخفي مخطّطه الاستيطانيّ وخاصّة في الضّفّة الغربيّة، وأعلن وبشكلٍ صريحٍ عن المساعي لمضاعفة عدد المستوطنين إلى مليون، رغم ما يلقاه ذلك من انتقاداتٍ عربيّة ودوليّة، وعلى مدار السّنوات الماضية قادت واشنطن مشروع التّطبيع في المنطقة بتقديم إغراءاتٍ اقتصاديّة وعسكريّة، كما روّجت لفكرة أنّ الكيان الصّهيونيّ ليست تهديدًا إقليميًا للعرب، بل على العكس هي شريك استراتيجيّ في مواجهة إيران.

وأشارت إلى أنّ السعوديّة تُعارض زيادة انخراط ونفوذ إيران ذات الغالبيّة الشيعيّة في المنطقة، وتتخوّف من فرض هيمنتها على الشّرق الأوسط، لكن السّعوديّة أعلنت رسميًا على لسان وزير خارجيّتها في مقالٍ نشره في جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانيّة، أنّ «بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسيّة مع الكيان الصهيونيّ قبل قيام دولة فلسطينيّة» – وفق التقرير.