منامة بوست: أشارت «مجلة نيوزويك الأمريكيّة»، لأبعاد التّحالف بين الصّين وإيران ووكلائهما في الشّرق الأوسط، ووصفته بالتّهديد لاستقرار المنطقة، ومن هنا جاءت «اتفاقيّة التكامل الأمنيّ» التي أطلقتها واشنطن مع البحرين، كبديلٍ استراتيجيّ لهذا التّحالف.

وقالت المجلة في مقالٍ عبر موقعها الإلكترونيّ إنّ الاتفاقيّة الأمنيّة التي أطلقتها الولايات المتّحدة بالتعاون مع البحرين في سبتمبر/ أيلول 2023، جاءت استفادةً من إرث التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ المعروفة بالاتفاقيات الإبراهيميّة، التي وُقّعت خلال إدارة الرئيس الأمريكيّ «دونالد ترامب» في فترته الأولى، وانضمّت المملكة المتّحدة للاتفاقيّة في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، ممّا يعكس تزايد الاهتمام الدوليّ بتشكيل تحالفٍ شبيهٍ بحلف «النّاتو» في الشّرق الأوسط.

وأضافت أنّ اختيار البحرين لم يكن مفاجأة؛ فهي الخيار الأول لواشنطن لزيادة التّعاون معها، فالجزيرة الصغيرة ذات الأغلبيّة الشيعيّة التي تحكمها عائلة ملكيّة سنيّة، كانت منذ فترةٍ طويلةٍ شريكًا اقتصاديًا وأمنيًا ودبلوماسيًا رئيسيًا في المنطقة، كما تتمتّع بموقعٍ استراتيجيّ يجعلها جزءًا محوريًا في أيّ مبادرةٍ أمنيّة.

ولفتت إلى أنّ الاتفاقيّة الاستراتيجيّة ترتكز على ثلاث دعائم رئيسيّة: «الدّفاع والأمن، التّجارة والاستثمار، والعلوم والتّكنولوجيا»، وفيما يتصل بالدّفاع يشتمل البند «4 – 5» من الاتفاقيّة على بند مشابهٍ لمبدأ الدّفاع الجماعيّ لحلف «الناتو»، ممّا يمنح الدّول الأعضاء ضمانات أمنيّة قويّة دون التزامات مكلفة، وهو ما أكّده مستشار الأمن القوميّ «ناصر حمد الخليفة» في «منتدى أسبن للأمن».

وأَوضحت أنّ الاتفاقيّة لم تمر دون تحدّيات؛ فبعد توقيعها بأيامٍ شنّت القوّات المسلّحة اليمنيّة المدعومة من إيران هجومًا «بطائرةٍ مسيّرة»، أسفر عن مقتل عشرة جنود بحرينيين، ورغم إدانة الولايات المتّحدة للهجوم، اعتبر البحرينيون الردّ الأمريكيّ غير كافٍ، ما أثار تساؤلات حول مدى التزام واشنطن بالدّفاع عن حلفائها – حسب تعبيرها.

وحذّر الخبير الأمريكيّ «جوناثان باس» من تآكل الثقة في التّحالف، ولكنه استدرك أنّ صمود الاتفاق جاء بعد «عمليّة طوفان الأقصى» التي نفّذتها المقاومة الفلسطينيّة ضدّ الكيان الصهيونيّ في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والحاجة إلى وجودٍ قويّ للولايات المتّحدة في المنطقة لموازنة قوى طهران المتزايدة، والواقع أنّ البحرين لا تبعد سوى «111 ميلًا» بحريًا عبر الخليج الفارسيّ عن إيران.

وتكمن قوّة «اتفاقيّة التكامل الأمنيّ والازدهار الشّامل» في مرونتها؛ فهي تتيح إطارًا للتعاون دون القيود البيروقراطيّة للتحالفات التقليديّة، وقد دعا السّناتور «ماركو روبيو»، الذي تولّى منصب وزير الخارجيّة الأميركيّ في إدارة «ترامب» الجديدة، إلى استغلال هذه المرونة لتعزيز السّلامة والازدهار الإقليميّ – على حدّ قولها.

وقالت إنّ نجاح الاتفاقيّة يعتمد على جذب مزيدٍ من الدّول، وأشارت إلى الدّول المطبّعة «الإمارات والمغرب والسّودان» كمشاركين محتملين، لكن السعوديّة تظلّ المحور الرئيسيّ لأيّ توسّعٍ، رغم توقيعها اتفاقيّة مع إيران برعايةٍ صينيّة عام 2023، ليبقى توافقها الاستراتيجيّ أقرب إلى البحرين ودول الخليج والولايات المتّحدة.

ولفتت إلى أنّ العلاقات بين واشنطن والرياض شهدت توتّرًا خلال إدارة الرئيس الأمريكيّ السّابق «جو بايدن»، على عكس العلاقة البراغماتيّة التي يتبنّاها الرئيس الحالي «دونالد ترامب»، إذ توفّر الاتفاقيّة فرصة لتعزيز العلاقات مع السعوديّة والخروج من الفلك الصينيّ – على حدّ وصفها.

هامش:

وزير الدّفاع الأمريكيّ «يلتقي حاكم البحرين لتشكيل قوّة بحريةٍ مشتركةٍ لحمايةِ السّفن الصهيونيّة في البحر الأحمر من الضّربات اليمنيّة» – «وكالة بنا»

وزير الدّفاع الأمريكيّ «يزور البحرين وعددًا من دول المنطقة لتشكيل قوّة بحريةٍ لمواجهةِ التهديدات اليمنيّة للسّفن الإسرائيليّة» – «وكالة بنا – فيديو»